ستوكهولم26أيلول/سبتمبر(آكانيوز)- تستمر فرقة "ينابيع العراق" المسرحية في عرض مسرحيتها، "عند الحافة"، التي اثارت جدلا واسعا، لانتقادها استغلال سياسيي العراق، لادوارهم الدينية والطائفية في تحقيق مصالح شخصية وحزبية، وصمت الشارع العراقي حيال ذلك.

وتعرض المسرحية التي قام بتأليفها واخراجها الفنان سلام الصكر في عدد من المدن السويدية والدول الاسكندنافية، محققة مشاركة فاعلة في المهرجانات الثقافية العراقية التي تقيمها الجالية في مدن اسكندنافية مختلفة.

يقول صكر ان الفكرة الاساسية للمسرحية، تدور حول كيف ان "الناس يصنعون الوهم بأيديهم، ويخلقون قادتهم، برداء من ذلك الوهم، مضحين بذلك بجميع التضحيات التي قدموها من اجل تحسين أوضاعهم"، كما تبرز المسرحية، بوضوح "الاستغلال الديني والطائفي الذي تستند عليه القوى السياسية في العراق في تغييب وعي العراقيين".

ويضيف الصكر في حديث لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "الإشكالية التي تحاول المسرحية طرحها، هي التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون، لنيل حريتهم، والخلاص من القيادات الدكتاتورية السابقة، لكنهم في النهاية سلموها الى قيادات، لا تقل شأنا عن سابقتها، معطين الخيار الى قادة ليسوا جديرين بقيادة هذا الشعب".

وعن الجدل الذي اثارته المسرحية، يعلق الصكر، قائلا "لا اؤمن بعمل فني دون ان يحفز الناس، دون ان يحركهم، أحيانا يكون المطلوب الضرب على الرأس، لتحفيز الأفكار".

وكشف الصكر عن ان مسرحيته، استفزت شخصيات إسلامية عراقية في ستوكهولم ومالمو، مبدين انزعاجهم من الطرح الذي جاء به العمل، لـ "احساسهم ان الشخصيات التي تحدثت عنها العمل المسرحي، موجودة وممثلة في القوى السياسية التي تحكم العراق".

ورغم ان المسرحية لم تجسد ادوارها غير فنانتين عراقيتين، هما نضال عبد الكريم وسومة سامي، الا ان اندماجهما بالتمثيل، والاخراج المتين الذي اخرج به الصكر مسرحيته، عكسا لدى المشاهد انطباع وكأنه في احد المدن العراقية، حيث بدا الألم والوجع الذي يعيشه العراقيون واضحا، اذ تستمر المسرحية في سردها، حتى "يعرف الناس ان من يقودهم الان ليس ما انتظروه، طويلا".

ويعتبر الصكر المسرحية "هزة" لعقل الإنسان العراقي، وفرصة للدفاع عن تضحياته وحريته، التي لم يوفر من اجلها حياته واستقراره وامنه"، متسائلا من خلال عمله "هل من الممكن ان تكون العبودية، نتائج ذلك؟".

ويقول الصكر ان" الحل يكمن في توحيد القوى الديمقراطية والتقدمية ومن ضمنهم الكرد وبقية المسميات الأخرى، وتفعيل دورهم، قائلا "القوى التقدمية في العراق ضعيفة ومشتتة اكثر من قوى الإسلام السياسي ولا تدرك مصالح شعبها، رغم أعدادهم الواسعة في العراق".

ويحاول الصكر من خلال اعماله المسرحية التي تلتزم، اسلوب النقد في طرح الاشكالية، تكثيف اكبر قد ممكن من القضايا الهامة التي يعيشها الشعب العراقي ومعاناته، وطرحها، بأسلوب سلس، تمس المشاهد مباشرةن وتحسسه بأنه جزء من المشكلة، وربما يعود ذلك الى الاسى الذي يحمله الصكر، كعراقي، من الليل الذي طاله امده على العراق.

حول ذلك، يعلق الصكر، قائلا " انا كأي انسان عراقي، اعاني ما يعانيه شعبي، ورسالتي المسرحية، تتطلب ان استفز عقول المشاهدين واحفزهم على عدم قبول الاستعباد وعدم التضحية بما قدموه من اجل الفوز بحياة افضل".

من:لينا سياوش، تح: كاروان يوسف