تستمر فرقة “ينابيع العراق”، في عرض مسرحيتها “عند الحافة”، التي أثارت جدلاً واسعاً، لانتقادها استغلال سياسيي العراق أدوارهم الدينية والطائفية في تحقيق مصالح شخصية وحزبية، وصمت الشارع العراقي حيال ذلك. وتعرض المسرحية، التي قام بتأليفها وإخراجها الفنان سلام الصكر، في عدد من المدن السويدية والدول الاسكندينافية، محققة مشاركة فاعلة في المهرجانات الثقافية العراقية التي تقيمها الجالية في مدن اسكندنافية مختلفة.

وهم

ويقول الصكر: إن الفكرة الأساسية للمسرحية، تدور حول “كيف يصنع الناس الوهم بأيديهم، ويخلقون قادتهم، برداء من ذلك الوهم، مضحين بذلك بجميع التضحيات التي قدموها من أجل تحسين أوضاعهم”، كما تبرز المسرحية، بوضوح “الاستغلال الديني والطائفي الذي تستند إليه القوى السياسية في العراق، في تغييب وعي العراقيين”.

ونقلت شبكة “آكانيوز” عن الصكر، قوله: إن “الإشكالية التي تحاول المسرحية طرحها، هي التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون، لنيل حريتهم، والخلاص من القيادات الدكتاتورية السابقة، لكنهم في النهاية سلموها إلى قيادات، لا تقل شأناً عن سابقتها، معطين الخيار إلى قادة ليسوا جديرين بقيادة هذا الشعب”.

جدل

وعن الجدل الذي إثارته المسرحية، يعلق الصكر، قائلا: “لا أؤمن بعمل فني دون أن يحفز الناس، دون أن يحركهم، وأحياناً يكون المطلوب الضرب على الرأس، لتحفيز الأفكار”.

وكشف الصكر أن مسرحيته، استفزت شخصيات دينية عراقية في ستوكهولم ومالمو، مبدين انزعاجهم من الطرح الذي جاء به العمل، لـ “إحساسهم بأن الشخصيات التي تحدث عنها العمل المسرحي، موجودة وممثلة في القوى السياسية التي تحكم العراق”.

ورغم أن المسرحية لم تجسد أدوارها غير فنانتين عراقيتين، هما نضال عبدالكريم وسومة سامي، إلا أن اندماجهما بالتمثيل، والإخراج المتين الذي أخرج به الصكر مسرحيته، عكسا لدى المشاهد انطباعا وكأنه في إحدى المدن العراقية، حيث بدا الألم والوجع، الذي يعيشه العراقيون واضحا، وتستمر المسرحية في سردها، حتى “يعرف الناس أن من يقودهم الآن ليس ما انتظروه، طويلا