في اليوم الثاني من ايام الثقافة العراقية في مدينة غوتنبرك ( يوتوبوري ) السويدية من 21-23 سبتمبر, والتي استضافت الفنان مقداد عبد الرضا والفنان حمودي الحارثي حيث حضرها جمهور كبير من العراقيين والجالية العربية, كان افتتاح مسرحية "عند الهاوية" من اعداد واخراج الفنان سلام الصكر عن مسرحية "الكراسي" ليوجين يونيسكو.
لقد اعتدنا من سلام الصكر انه فنان يلوي الصعاب لايتعب ولايكل فكيف اذا اخذ بيده اخوه الفنان صلاح الصكر وسانده اخوه فلاح الصكر سكرتير الجمعية المندائية في مدينة لوند لاظهار هذا العمل المميز الى النور.
من المميزات التي تحسب للمسرحية ايضا هو ضلوع الفنانة القديرة نضال عبد الكريم باحد الدورين الرئيسيين في المسرحية, وايضا الفنانة المبدعة سومة سامي ابنة الفنان الكبير سامي كمال حيث اجادت تجسيد الشخصية الثانية.

تفتح الستارة الوهمية عن منظر غاية في الجمال فنحن امام مسرح يوحي بمقهيين يفصلهما خط وهمي هو عبارة عن خيط رفيع في وسطه قنديل, الانارة خفيفة على كراسي ومناضد بنفسجية اللون( الديكور من تصميم الفنان صلاح الصكر).
تدخل الممثلة سومة بحركة رشيقة راقصة تليها الممثلة نضال وكانهم يستقبلون نهارا جديدا استعدادا لاستقبال زبائنهم الوهميين .
عالمان مختلفان ولكن الكل سواء من حيث التسلط والغطرسة والنفوذ لذا تسعى كل واحدة منهن التباهي بزبائنها... كل واحدة تناكد الاخرى باهميتهم الذين هم نماذج لشخصيات تتلاعب بمصير البلد والناس.
زبائن المقهى الثاني هم امتداد لاخلاقيات وسلوكيات زبائن المقهى الاول... هم صناع الحروب والقتل والنهب وسحق انسانية الانسان.
ان الصراع بين صاحبتي المقهى وزبائنهم الوهميين يؤدي الى التمرد وطرد الزبائن وتحطيم كراسي المقهى وكان المخرج اراد ان يثبت الحتمية التاريخية لنهاية جلاس الكراسي من امثال هؤلاء المتسلطين.
ان النص المعد نص معقد يحتاج الى جهود كبيرة في التاني والتفسير والتمرين وخلق حالة من الانسجام وقد بذل المخرج لكل ذلك جهود جبارة لاخراج هذا العمل بمدة قياسية لاتتجاوز الثلاثة اسابيع...
لمعرفتي بالمخرج سلام شخصيا اولا وكمهتم بالمسرح ثانيا انا على يقين من ان امكانياته اكبر من ذلك بكثير ولو تسنى له الوقت الكافي لتجاوز عن بعض الهنات كالبطء بالايقاع احيانا ولما خذلته الانارة والموسيقى في بعض الانتقالات.
اشد على يدي الممثلتين نضال وسومة لما بذلتاه من جهود كبيرة لانجاح العمل... كما اشد على ايدي كل العاملين في هذه المسرحية وابارك جهودهم العظيمة لاخراج هذا العمل الى الناس.
 

السويد

27/10/2012