في اطار النشاطات والفعاليات المتواصلة لرابطة الانصار الشيوعيين اقام فرع الرابطة في بغداد يوم السبت 23/8/2014 ندوة حوارية حول الابعاد السياسية لازمة الموصل وتداعياتها المختلفة . حضرها عدد كبير من الانصار الشيوعيين واصدقاؤهم . القى الرفيق سكرتير الرابطة د.عودت ناجي الحمداني محاضرة وافية تناول فيها جوانب الازمة المختلفه والاسباب الداخلية و الخارجية لتقهقر الجيش الاتحادي امام عصابات داعش .
و اكد ان حزبنا تنبأ الى مثل هذة الاوضاع منذ زمن مبكر وحذر في بياناته وصحافته من (ان بقاء الاوضاع على حالها دون معالجات جدية وسريعة سوف تخرج الامور عن السيطرة وتحل الكارثة ) واشار ان الحزب نبه ايضا الى المخاطر المتوقعة التي تنتظر البلد بسبب السياسات الطائفية ( من ان عدم التصدي للازمات المستفحلة سوف يجعل العراق مفتوحا على كافة الاحتمالات). وقد تضمنت المحاضرة محاور عديدة , فتناول المحور الاول البيئة السياسية في الموصل وبين ان الموصل من الناحية التاريخية مدينة للتآخي والتعايش السلمي لكافة مكونات الشعب العراقي من مختلف الاديان والمذاهب والقوميات . وبعد سقوط النظام الصدامي ولأسباب متنوعة نشطت فيها القوى الارهابية واصبحت بعض المناطق مأوى للمنظمات الارهابية كداعش والقاعدة والعصابات الاجرامية من جيش النقشبندية وامثالها . وعن الخلفية الفكرية لداعش اشار الرفيق ان ايديولوجية داعش خليط من الفكر الوهابي وتراث الفكر الجاهلي وكل منهما وجهان لعملة واحدة. وان داعش في سلوكياتها لا دين ولا مذهب لها , شريعتها القتل وسفك الدماء والتخريب والنهب والاغتصاب . وهي نموذج دموي لعصابات المغول وهولاكو. وان قيامها باستهداف دور العبادة وتفجير المراقد الدينية واعلان نكاح الجهاد وغير ذلك من الافعال البشعة يسقط قناعها وادعئها المزيف بحمل راية الاسلام . وفيما يتعلق بعدم صمود الجيش في المعركة ومواجهة العصابات الداعشية في الموصل فذكر ان هزيمة الجيش شكلت انتكاسة كبيرة وسابقة خطيرة في تاريخ الجيش العراقي المعروف بشجاعته وبسالته كما شكلت صدمة قوية لكل عراقي غيور على بلده . واشار الى الاسباب الداخلية والخارجية لانكسار الجيش الاتحادي ومنها نهج المحاصصة وسوء ادارة الدولة . وبالنسبه الى الاسباب الخارجية فاشار ان تمويل داعش في العراق يهدف الى ابقاء العراق في دوامة من الصراعات الطائفية والعنف والقتل لتحقيق اجندة خارجية من بينها ان يبقى العراق دولة فاشلة حتى لا يكون منافسا قويا للبلدان النفطية في اوبك وفي سوق النفط العالمي ومن مصلحة البلدان الاخرى ان يبقى العراق سوقا رائجة لبضائعها . وعن التداعيات التي ولدتها ازمة الموصل فبين ان سقوط الموصل اثارت الاحباط في نفوس العراقيين ولها تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة من بينها ان اكثر من 35% من الاراضي العراقية التي يسكنها اكثر من خمسة مليون عراقي اصبحت خارج سيطرة الدولة وفي هذة المناطق نفذت داعش ابادة جماعية بحق العراقيين واستولت على خمسة ابار نفطية منتجه تحقق منها دخلا نقديا بمعدل مليون دولار في اليوم . والأسوء من ذلك ان داعش فتحت في الموصل سوقا لبيع النساء العراقيات. وحول ألية الخروج من نفق الازمة وتحرير المناطق التي تسيطر عليها العصابات الارهابية فطرح الرفيق استيراتيجية وطنية تتضمن جانب سياسي وجانب عسكري تقوم على رؤية حزبنا الشيوعي الداعية الى عقد مؤتمر وطني تشارك فيه القوى السياسية الفاعلة في العملية السياسية وحل الخلافات والمطالب وحقوق الناس المشروعة في اطار الدستور. وفي الجنب العسكري فاكد لابد من سحق العصابات الارهابية دون رحمة وتطبيق قانون الخدمة الالزامية كبديل لعقود التطوع في الجيش والشرطة وبناء جيش مهني مسلح بعقيدة الولاء للوطن .
وقد شارك في الندة عدد من الحاضرين وقدمو مداخلات مكثفة حول الازمة وابعادها السياسية. وفي نهاية الندوة اتفق الانصار الشيوعين على القيام بحملة تبرعات لتقديم المساعدات المالية والعينية الى الاخوة النازحين الى بغداد. وحددو يوم السبت لاستلام المساعدات في مقر رابطة الانصار في بغداد.