السيد ممثل السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان المحترم

 الرفيق د. كاوه محمود نائب  سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني المحترم

الرفيق حسان عاكف عضو م س للحزب الشيوعي العراقي المحترم

السيد ممثل الاستاذ مصطفى سيد قادر وزير البيشمه ركَهالمحترم

الضيوف ممثلو الأحزاب والمنظمات المحترمون

ضيوفنا الأعزاء جميعا

الرفيقات والرفاق الأنصار الأعزاء

ان حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين كانت بداياتها منذ عام 1963، فبعد انقلاب 8 شباط البعثي الفاشي، أوعز الحزب الشيوعي العراقي إلى رفاقه واصدقاءه للالتحاق بحركة التحرر الكردستانية، وكان الأنصار في ذلك الحين يعتمدون على امكانياتهم الذاتية البسيطة، وبالتعاون مع بيشمه ركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبدعم مباشر من المرحوم البارزاني، وقد سجلوا ملاحما بطولية، وصفحات مشرقة في تاريخ الحركة المسلحة الكردستانية

وعندما اشتدت الهجمة الفاشية على الشيوعيين عام 1978-1979 قررت قيادة حزبنا مواجهة هذه الهجمة والتصدي لها بخضوض الكفاح المسلح ثانية دفاعا عن شعبنا العراقي بعربة وكرده ومكوناته الأخرى. فأسسوا في منطقة ناوزنك النواتات الأولى لحركة الأنصار الشيوعيين ثم توسعت قواعدهم لشمل ربوع كردستان عد التحاق الالاف من الشيوعيين وأصدقائهم

حيث خاض رفاقنا الأنصار الكثير من العمليات القتالية التي امتدت من جنوب خانقين الى كرميان والسليمانية ودهوك وزاخو وغيرها من مدن كردستان الأخرى بمفردهم أو بالتعاون مع القوى الكردستانية الأخرى

لم تكن مهمات الأنصار القتالية فحسب، فقد كانت مقراتهم ومفارزهم تقدم الكثير من الخدمات الى المواطنين وخاصة في الجانب الطبي والصحة العامة، كما كان للأنصار اهتماما خاصة بالشأن الثقافي والفني والرياضي حيث قاموا بالعديد من النشاطات الثقافية وخاصة في مجال الادب والمسرح وأصدروا عددا من الصحف والنشرات الجدارية التي تعكس امكانياتهم وقدراتهم المعرفية.

وكان للمرأة الشيوعية في حركتنا الانصارية دورا متميزا وعلى جميع الصعد، حيث قدمت النصيرة الشيوعية أنموذجا يقتدى به في تصديها المسلح لقوات السلطة الدكتاتورية حيث استشهد عددا منهن. كما أنها قامت بتقديم الخدمات الطبية والمعرفية لأهالي القرى الكردستانية

ولم يتوقف الأنصار عند هذا الحد في كفاحهم المسلح ، بل شاركوا مع فصائل بيشمه ركة القوى الكردستانية من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاشتراكي الكردستاني وغيرها في تحرير أراضي كوردستان من رجس النظام المقبور ابان انتفاضة عام 1991.

الحضور الكريم

نفتتح اليوم أعمال مؤتمرنا الثامن حيث مر عامان على انعقاد مؤتمر رابطتنا السابع، الذي اتخذ جملة من القرارات والتوصيات، وانتخب لجنة تنفيذية لإدارة عمل الرابطة.

وبلادنا اليوم تمر في ظروف صعبة ومعقدة في جميع مناحي الحياة، وهذه الظروف كانت نتيجة منطقية لممارسات الحكومة السابقة، التي تجاهلت المطالب المشروعة لأبناء شعبنا، اللذين خرجوا مطالبين بالخدمات والحياة الكريمة. وعلى الرغم من التحذيرات والنداءات التي أطلقناها، وأطلقتها القوى والشخصيات الوطنية الحريصة، لكن الحكومة حينها تعاملت مع تلك الاحداث بعقلية طائفية مستهينة بالمظاهرات والاعتصامات الجماهيرية مما أدى الى تصعيد الموقف الأمني وزيادة التوتر السياسي، الذي أدى بدوره الى تنامي قدرة الارهابيين على اقتراف أبشع الاعمال الاجرامية بحق أبناء شعبنا العراقي.

كما أن الأحزاب المتنفذة وقفت عاجزة امام تخفيف حدة التوتر وتوفير الأمان والخدمات الى المواطنين وكانت أيضا غير مستعدة للاستفادة من الوضع في أقليم كردستان الذي اتسم بالاستقرار الأمني والسياسي وكانت حكومته تسعى جادة من اجل توفير مستلزمات الحياة التي تليق بمواطنيها، حيث أصبح البناء والاعمار محط انظار كبرى الشركات العالمية التي جلبت رؤوس أموالها الى كوردستان.

وبسبب تلك السياسات الخاطئة والإصرار على ممارسة النهج الطائفي وصل الوضع في بلادنا الى حافة الانهيار في كافة الميادين تقريبا ، حيث تفشى الفساد المالي والإداري في جميع مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية مما وفر ظرفا ملائما لكي توحد قوى الإرهاب صفوفها وتشن في 10 حزيران 2014 هجوما على محافظة الموصل ، وعلى الرغم من تحذيرات القوى الوطنية وخاصة رئيس إقليم كردستان للحكومة السابقة ورئيس وزرائها ، الا ان عدم الاستماع الى تلك التحذيرات أدى الى انهيار القطعات العسكرية امام اعداد قليلة من الإرهابيين في بداية الامر ، ولم تسع الحكومة الى معالجة الخلل العسكري ومحاسبة المتسببين في ذلك الانهيار بل كرمتهم واحالتهم الى التقاعد، فأستغل تنظيم داعش تلك الظروف الصعبة وقام بالتمدد الى المحافظات والمدن الأخرى من دون ان يواجه اية مقاومة تذكر.

أن اللوحة السياسية القاتمة استدعت من كل القوى الداخلية والإقليمية والعالمية ان تتفق على ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة السيد حيدر العبادي خلفا للحكومة السابقة على أمل ان تقوم الحكومة الجديدة بتعزيز سلطة وهيبة الدولة العراقية من خلال إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ومحاربة سلطة المليشيات الطائفية وفوضى حمل السلاح. وإنجاز حزم الإصلاح التي دعا اليها السيد العبادي استجابة لمطاليب الحراك الشعبي الذي عم المدن العراقية، بما في ذلك العاصمة بغداد، الذي رفع مطاليب اصلاح النظام السياسي ممثلا بسلطاته الثلاثة.

واما الوضع في كوردستان فما زال حرجا رغم الوضع الأمني المستقر واستمرار محاربة داعش على جبهة طولها أكثر من 1050 كيلومتر وبطولات قوات البيشمه ركه، ومن ضمنهم أنصار حزبنا، وما ينزلونه بقوات داعش من ضربات موجعة وتحريرهم للكثير من الأراضي المحتلة من قبل الإرهابيين. ولكن الوضع السياسي غير مستقر وخطوات التسوية تتعثر بأستمرار وفي رأينا ان الحل الأمثل، هو التوافق لحل الإشكالات القائمة ما بين القوى المتنفذة وإذا تعذر ذلك فسيكون الحل هو الذهاب الى الشعب والذي هو مصدر السلطات ولا يجوز أحتكار السلطة من قبل الأحزاب الخمسة بل عليها الانفتاح ودعوة القوى الكردستانية الأخرى للمساهمة في قيادة العمل السياسي وحل الإشكالات القائمة خاصة وان الإقليم يواجه تحديات كبيرة من قبل الإرهابيين والقوى التي لا تريد لشعبنا الكوردي الاستقرار والأمان.

الحضورالكريم

ان أنصار حزبنا اليوم يعربون عن تضامنهم الكامل مع حركة أبناء شعبهم الاحتجاجية المستمرة في ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات والمدن العراقية الأخرى، وذلك من خلال مساهمتهم الفعالة ومشاركتهم النشيطة في تلك الاحتجاجات في كل مكان، مطالبين بإصلاحات جذرية وحقيقية تقتلع الفساد من أساسه وتحاسب الفاسدين وتسترد أموال الشعب الضائعة، ومن اجل بناء دولة العدالة الاجتماعية، الدولة التي تقوم مؤسسيها على أساس مبدأ المواطنة من دون تمييز بين أبناء الشعب الواحد.

 ومن هذا المنبر نطالب الحكومة الجديدة بالتعامل وفق مواد الدستور مع المتظاهرين السلميين وعدم التعرض لهم والتضييق عليهم وإطلاق سراح المحتجزين منهم فورا، والاستجابة لمطالبهم المشروعة، كما نطالب بحل مشاكل البلاد بعقلية جديدة وأفكار مختلفة من خلال مشروع وطني يعتمد النزاهة والكفاءة والإخلاص للشعب بدلا من المشروع الطائفي والمحاصصاتي الذي جلب لوطننا الخراب والدمار وسبب الويلات لأبناء شعبنا العراقي.

كما نطالب بعقد مؤتمر وطني يضم جميع القوى المؤسسة والمشاركة في العملية السياسية من اجل تعزيز اللحمة الوطنية ومعالجة جميع الأخطاء المتراكمة من الحكومات السابقة بروح المصلحة العامة بعيدا عن التشكيك وكيل الاتهامات.

المجد والخلود لشهداء حركتنا الانصارية وبيشمه ركة كوردستان

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية

النجاح لمؤتمر رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين الثامن

عاش شعبنا العراقي بجميع قومياته ومكوناته القومية