بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي الذي اقامته محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي اقامت رابطة الانصار الشيوعيين في بغداد على كورنيش محافظة ميسان في 20\2\2016 معرضا فوتوغرافيا لنضالات الحركة الانصارية الشيوعية التي خاضت الكفاح المسلح لاسقاط النظام الصدامي. وقد زار المعرض فئات مختلفة من المجتمع الميساني واحييوا يوم الشهيد الشيوعي. وفي حفل التابين المهيب ليوم الشهيد الشيوعي شاركت رابطة الانصار الشيوعيين بالقاء كلمة مجدت فيه الشهداء الشيوعيين واصدقاء الحزب ممن قدموا حياتهم في ساحات الكفاح الوطني من اجل الديمقراطية والحرية و انتصارالاشتراكية العلمية في بلادنا.وادناه كلمة الانصار الشيوعيين.

الحضور الكريم اصدقاءا ورفاقا اعزاءا

ان الاحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي هو تكريما وتمجيدا للشهداء الشيوعيين واصدقاء الحزب الذين قدموا حياتهم هدية للوطن و ضحوا بحياتهم من اجل الشعب كي ينعم العراقيين في حياة حرة وكريمة في وطن حر وشعب سعيد. لقد كان مؤسس حزبنا الخالد فهد شيوعيا امميا مناضلا من اجل الاشتر اكية والشيوعية في العراق . وقد كان قائدا ثوريا مناضلا من اجل حقوق الفقراء والكادحين ومن اجل تحرير العراق من المعاهدات الاستعمارية. ففي 28 حزيران عام 1946 قاد الخالد فهد تظاهرات عارمة للمطالبة بالحريات السياسية و الديمقراطية وفضح معاهدة بورتسموث العبودية والتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية في فلسطين مما ارعب سلطات النظام الملكي العميل فأمعن النظام العميل في قمعه وارهابه وملاحقاته البوليسية على الشيوعيين واقدم على تنفيذ جريمته الكبرى في الرابع عشر من شباط عام 1949 باعدام مؤسس حزبنا الخالد فهد ورفاقه حازم وصارم وزج بجمهرة كبيرة من الشيوعيين في غياهب السجون بأحكام ثقيلة . و حسب ما يشير الزعيم الوطني كامل الجادرجي في مذكراته : ان السفير البريطاني اشرف بنفسه على محاكمة الشهيد فهد ورفاقه وعلى تنفيذ الحكم بهم . ويشير بهجت العطية مدير التحقيقات الجنائية في العهد الملكي في تقرير له مؤرخ في نيسان 1949 أن ( العقيدة الشيوعية انتشرت انتشارا واسعا في المدن الكبيرة الى درجة ان الحزب الشيوعي اجتذب اليه في أيامه الأخيرة ما يقرب من 50% من شباب الطبقات كافة. ووجدت الشيوعية طريقها كذلك الى السجون التي صارت لفترة من الزمن مؤسسات تعليمية شيوعية.

لقد كان الرابع عشر من شباط عام 1949 يوما مشؤوما بالنسبة للشوعيين والوطنيين والديمقراطيين العراقيين . فالنظام الملكي باقدامه على تنفيذ جريمته الكبرى باعدام الرفيق الخالد فهد ورفاقة الابطال حازم وصارم اراد ان يسكت صوت الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية وطليعتها الحزب الشيوعي عن النضال الوطني من اجل اقامة النظام الديمقراطي والدولة المدنية والعدالة الاجتماعية وازالة استغلال الانسان للانسان.

ان اعدام قادة حزبنا الشيوعي الميامين لم تخمد جذوة النضال الوطني للشيوعيين العراقيين و مسيرة كفاح حزبهم الشيوعي. و رغم طاحونة الارهاب المتواصلة فقد ظل الشيوعيون يتحدون الارهاب والملاحقات وخرج الحزب الشيوعي في ساحات الكفاح الوطني طليعة مظفرة اكثر قوة وصلابة بفضل وحدته الفكرية والتنظيمية وبفضل استرشاده بالنظرية الثورية. فقد تعلمنا في الحزب الشيوعي ان لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية. وفي هذة المناسبة العظيمة اننا ننحنى اجلالا ونتذكر بفخر واعتزاز قادة حزبنا الخالدين سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي والمئات من رفاقهم الابطال الذين تصدوا بشجاعة وبطولة لانقلاب البعثيين في شباط الثاني سنة 1963 بدعم وتوجيه المخابرات الامريكية والاحتكارات النفطية وفلول الاقطاع والرجعية المحلية . ممن تضررت مصالحهم الاستغلالية من ثورة 14 تموز. فقد استباح الانقلابيون الفاشست وقطعان الحرس القومي المسعور ارواح الشيوعيين والوطنيين والديمقراطيين وصادروا ابسط حقوق الشعب وتطلعاته وحولوا العراق الى حمام دم وسجن رهيب واقترفوا ابشع الجرائم في حق شعبنا. وفي هذة المناسبة الجليلة لا يفوتنا ان نتذكر شهداء الحركة الانصارية الباسلة الذين خاضوا ببطولة وبسالة الكفاح المسلح للاطاحة بالنظام الصدامي ونتذكر جميع الشهيدات والشهداء الشيوعيين من بنات وابناء شعبنا من كافة قومياته وطوائفه الذين ضحوا بأرواحهم الزكية من اجل مصالح وحقوق العمال والفلاحين وعموم الكادحين والفقراء المحرومين .

ايها الرفاق والاصدقاء

نحتفي اليوم بالشهداء الخالدين وبلدنا يغرق في ازمة شاملة ولّدها نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والاثنية.وهي ازمة شاملة لا يمكن الخروج من نفقها المظلم  بوجود نظام المحاصصة الطائفية الذي لا يتيح ان تتولى الكوادر الوطنية المخلصة والنزيهة معالجة القضايا الرئيسة في البلاد. وفي ظل هذه الازمة المركبة والمعقدة اصبح الخطر يهدد وحدة ارض بلدنا وتماسك نسيجه الاجتماعي ووجوده ككيان قائم بذاته. ومن هنا فان النظام السياسي القائم الذي جاء لمعالجة الخلل في السياسات السابقة ظهر عاجزا عن حل المشاكل وإحداث نقلة نوعية في الاصلاح والتغيير بل واصبح هو نفسه منتجا للمشاكل والازمات. لذلك لا بد من انتهاج سبيل الاصلاح والتغييرالذي يطالب به الشعب العراقي والذي اصبح ضرورة ملحة غير قابلة للتاجيل.

       المجد والخلود للشهداء الشيوعيين

عاش حزبنا الشيوعي العراقي في نضاله من اجل الدولة المدنية والاشتراكية والشيوعية.