بمناسبة الذكرى 82 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي اقام الانصار الشيوعيين في بغداد السبت 12\3\2016 على قاعة منتدى بيتنا الثقافي ندوة حوارية حول جهود بلدان بريكس في سبيل اقامة نظام عالمي متعدد الاقطاب بديلا عن القطب الدولي الاحادي. حضر الندوة جمهور كبير من المواطنين . ادار الندوة الاعلامي النصير عبد الحسين الساعدي وتحدث في الندوة سكرتير الر ابطة د.عودت ناجي الحمداني . فاكد بسبب استفراد الامبريالية الامريكية في العالم ومحاولة الهيمنه على مقدراته وفرض سياساتها الراسمالية عليه اصبح العالم امام خيارات صعبة. ولاجل تحقيق اهدافها ومصالحها الاستيراتيجية فان الامبريالية الامريكية تعمل على اشعال بؤر التوتر في العالم واثارة النزاعات الطائفية وزرع العصابات الارهابية كداعش والقاعدة في عدد من البلدان ومن بينها العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وغير ذلك من الدول الاخرى. و استعرض دور دول بريكس في الساحة الدولية وقدراتها الاقتصادية والبشرية والسياسية واكد ان بلدان بريكس التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا اعلنت في قمة زعمائها التي عقدت في روسيا عام 2009 مجموعة من المباديء بهدف كسر هيمنة القطب الدولي الحادي واقامة نظام عالمي متعدد الاقطاب في سبيل التوازن الدولي المفقود وارساء العدالة والمساواة في العلاقات الدولية. ولخص مستلزمات نجاح بلدان بريكس في تحقيق هدفها المنشود في عوامل كثيرة واهمها ضخامة الاحتياطات النقدية التي تقدر بنحو 6 ترليونات دولار و 5090 الاف طن من الذهب والاف الاطنان من البلاتين. فبلدان بريكس تحتل الصدراة الدولية في الكثير من الموارد المعدنية واعتبر جنوب افريقيا مثالا لدول بريكس الغنية بالموارد المعدنية . فدولة جنوب افريقيا لوحدها تملك 95 بالمئة من الاحتياطي العالمي من البلاتين و12 بالمئة من الذهب و24بالمئة من المنغنيز و42 بالمئة من الكروميت و10 بالمئة من الالمنيوم من الاحتياطي العالمي. وبالنسبة الى السكان فبين ان بلدان بريكس تشكل 42 بالمئة من نفوس العالم مما يوفر لها كثافة بشرية وقوة عمل منتجه و مؤهله تفوق حاجة اسواق العمل في هذة البلدان وباجور رخيصة جدا مقارنة باجور العمالة في البلدان الراسمالية الغربية . ومن حيث المساحة فان بلدان بريكس تشكل30 بالمئة من الكرة الارضية . وبذلك تتوفر لهذة البلدان امكانية اكبر في الحصول على الموارد الطبيعية التي تحتاجها التنمية الاقتصادية.

واوضح المحاضر بالاضافة الى القوة الاقتصادية والبشرية الكامنة والفاعلة في بلدان بريكس فان ثلاثة من بلدان بريكس الخمسة هي روسيا والصين والهند بلدان نووية واثنان من بين بلدان بريكس الخمسة هما روسا والصين من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي مما يوفر امكانية كبيرة لهذة البلدان في ان تحافظ على السلم العالمي .واشار الى ظهور دول بريكس على الساحة الدولية كتجمع اقتصادي دولي يتميز باضخم الاقتصاديات الصناعية الصاعدة في الوقت الذي تعاني فيه البلدان الراسمالية الغربية من ازمة اقتصادية ومالية واخلاقة طاحنة. وتطرق الى العلاقة بين بلدان بريكس والبلدان الاخرى فاكد ان ما يشجع انضمام البلدان الاخرى الى بلدان بريكس هو ان بلدان بريكس بالاضافة الى كونها تضم اضخم الاقتصادية الصاعدة في التطور والنمو فانها انشات بنك التنمية الجديد او ما يعرف ببنك بريكس براسمال 150 مليار دولار كما انشات صندوق الاحتياطات النقدية براسمال 100 مليار دولار. ومن المقر ان يبدء العمل بمنح القروض في ابريل عام 2016. ويفسر الهدف الاساسي لانشاء بنك بريكس هو ان يكون البنك مؤسسة مالية دولية موازية لصندوق النقد الدولي وهدفه الرئيسي مساعدة البلدان الفقيرة . و القروض التي يقدمها البنك الى البلدان النامية ستكون بفوائد رمزية ولا توجد اية شروط للتدخل في شؤون البلدان المقترضة. ومن التحديات التي تواجه بلدان بريكس هي ازمة الطاقة والازمة المالية العالمية وقضية الارهاب الدولي وازمة المديونية الخارجية. ويتوقع اغلب المحللين ان بنك بريكس سيكون قوة مالية قادرة على مواجهة الاحتكار الامريكي للاقتصاد العالمي.   واكد المحاضر ان الاهداف التي تسعى الى تحقيقها بلدان بريكس في كسر احادية القطب الدولي او مايعرف بالدولة الامريكة العظمى تلتقي مع اهداف اكثرية البلدان في العالم . فالنظام الحالي الاحادي القطبية هو المسؤول عن اثارة النزاعات الدولية وهو المسؤول عن استعمار البلدان النامية ونهب ثرواتها وافقارها. ونستنتج من ذلك ان تكتل بلدان بريكس وانشائه لبنك التنمية الجديد( بنك بريكس) هو خطوة مهمة في عملية الانتقال من النظام العالمي الاحادي القطبية الذي يعمل على استعمار الشعوب الى عالم ديمقراطي متعدد الاقطاب على اساس المصالح والمنافع المشتركة واحترام خيارات البلدان.