تلقينا اليوم الخبر المحزن والمؤلم بفقداننا للصديق والرفيق طيب الذكر فتاح بدل اومي ـ ابو فكرت مواليد 1954 أيسيان.. المناضل والمكافح الذي رافقنا من صباه من بداية السبعينيات مواصلا.. مع عائلته جيلا بعد جيل حيث كان ابيه بدل وعمه الياس من الناشطين المعروفين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي قبل ثورت تموز  1958 ..

وهكذا  تحمل مع بقية افراد الكثير من جراء الملاحقات السياسية في فترات مختلفة .. بعد انقلاب شباط عام 1963 وما تلاها .. إذ كانت عائلته من اوائل من احتضنوا المجموعات الاولى من الانصار الشيوعيين من اهالي بحزاني وبقية القرى الذين توجهوا الى مناطق الشيخان وتجمعوا ليشكلوا مقرات للشيوعين في اشكفتيان والقيصرية..  

واستمروا في المساهمة في الكفاح المسلح ودعمه ورفده بالمناضلين بعد تجدد حركة الانصار مع نهاية عام 1978 .. وما تلاها من اعلان الحرب العراقية الايرانية..  حيث كانت قرية ايسيان رغم قربها من مركز قضاء الشيخان محطة مهمة من محطات الانصار والعمل الحزبي.. وكان المناضل الفقيد فتاح اومي ـ ابو فكرت من انشط واشجع المناضلين في المنطقة.. يستقبلنا ويسهر على سلامتنا دون تردد طيلة تلك السنوات العجاف .. وتواصلت مواقفه في الدفاع عن مصالح الكادحين ورافضاً للتجاوزات على حقوق الناس بالرغم من ابتعاده عن العمل الحزبي ..

حيث برز دوره من جديد مع ما حل في المنطقة من خراب بعد سقوط سنجار و اجتياح داعش لسهل نينوى وبعشيقة وبحزاني .. ليقدم المساعدات لمئات النازحين ممن لجأوا الى إيسيان ومخيمها ..وكان رغم تعبه ومعاناته من المرض لا يكل ويتنقل باستمرار بين دهوك والشيخان ومجمعات زاخو .

في لقائنا الاخير معه في دهوك بداية اذار 2017 حينما زارنا قبل مغادرة ابو عمشة وكفاح الى الدانمارك والمانيا.. كانت ساعاتنا الأخيرة معه وقد حدثنا فيها طويلا عن همومه وأحزانه وهو يسرد بألم تفاصيل انتقاداته للوضع السياسي وسوء التصرف والفساد الذي اوصل الناس للعيش في المخيمات ..

ابا فكرت الحديث عنك يطول ..  كنت وستبقى رمزا للطيبة والوفاء و النقاء ..

قدمت الكثير .. وتحملت الاكثر .. وكان صبرك هو الاكبر ..

عزاؤنا فيك فيما خلفت.. من ابناء وبنات توارثوا سجاياك.. كما أردت فربيتهم وعودتهم على الصراحة والنقاء ورفض الظلم ..

 فتاح ـ أبا فكرت العزيز لأمثالك من الاوفياء رغم فداحة الرحيل .. لا نقول الوداع ..

 

 ــــــــــ 

صباح كنجي / هامبورغ

منتصف آذار 2017