الحزب الشيوعي العراقي .. 2/ فيصل الفؤادي
المقدمة
الكفاح طريق الحرية
كان العصر الذي عاشه سبارتاكوس حافلا بالأحداث ، ومن تجربته ووعيه خلص إلى نتائج سديدة وخبر طبيعة الدولة الإمبراطورية الرومانية بحكمها التعسفي الاستبدادي والظلم الاجتماعي ، وتسامى فكره إلى ذروة ورقي الكفاح ضد العبودية والتحرر من قيودها ، كان ذلك الكفاح هو الكفاح المسلح ، كفاح العنف ضد العنف ، إذ لا طريق آخر لنيل الحرية سوى معركة الدماء ، ولهذا كان يهتف بخطاباته لرفاقه : عاشت الحرية ...لتسقط روما ... هكذا سميت ثورة العبيد ...فالتحق به جيش كامل من العبيد والفقراء والمشردين ، وصل عددهم مئة ألف مقاتل ، فراح يقودهم في معارك ضد الجيش الروماني ضمن تجربته الميدانية ضمن الجيش الروماني , ثم هرب وألقي القبض عليه ليودع في مدرسة المبارزين والمصارعين ، وكانت تضم أثنين وسبعين عبدا ، استطاع أن يكسب ثقتهم ويقنعهم بالثورة. ففي عام 73 ق م نضم هجوما على مطابخ المدرسة واستولى مع جماعته على السكاكين وبها هزموا الحراس ، ثم انطلق بهم بعد تحررهم إلى جبل فيزوفيوس ، ومن هناك نضم الكفاح المسلح وراح يطارد مؤخرة الجيوش الرومانية ، ويعترض على قوافلها ، ويفرض عليها معارك في الوديان بعد أن يحاصرها ويبيدها ، فكان يستخدم الكر والفر وأحيانا يفرض المعركة على العدو، حيث تكون تضاريس الأرض لصالحه، حتى استطاع أن يسيطر على مناطق واسعة من الجنوب الإيطالي عام 72ق.م ,وكان يحاول الذهاب إلى الألب ويتحصن بها إلا أن بعض مقاتليه أصروا التحرك باتجاه لوسنيا ، وقرب لوسانيا حدثت المذبحة التي خطط لها قائد روماني محنك وكانت آخر معركة ، وقتل سبارتاكوس فيها وصلب الآلاف من المقاتلين على الطرقات وفي الساحات العامة . هكذا كانت قيم ثورة العبيد ضد الظلم الاجتماعي ومن أجل العدالة وضحى العبيد بأنفسهم من أجل كسر القيود والتحرر . وقد أثبتت تجربة الكفاح المسلح للعبيد أنها :
- أولا: أنها حرب غير تقليدية ، وتجنبت المواجهة المباشرة على ساحة مفتوحة إلا في المعركة الأخيرة التي خسرها العبيد بعد أن حاصرهم الجيش الروماني .
ثانيا : كان العبيد يختارون الزمان والمكان المناسبين للمواجهة وفرض المعركة .
ثالثا : وغالبا ما اعتمدوا المباغتة بأسلحتهم البسيطة اتجاه جيش نظامي مسلح تسليحا جيدا .
لو راجعنا تاريخ العرب قبل الإسلام لوجدنا ظهور حركة جديرة بالاهتمام والتي استخدمت الكفاح المسلح لغرض نبيل وهي حركة الصعاليك في الجزيرة العربية التي كان من اشهر شخصياتها عروة بن الورد ، والحركة تتألف من فئة الشعراء التي تمردت على قبائلها وسلطتها وعاداتها وتقاليدها ، وكانت تمون نفسها من خلال غزواتها على القبائل وتجرد الأغنياء من ثرواتهم وتوزعه على الفقراء والمحتاجين . أما في العهد العباسي فظهرت حركتان مهمتان ، الأولى القرمطية : وبداياتها كانت في العراق - الكوفة البصرة – ثم شملت أغلب الدولة العباسية تقريبا في عهد المعتضد وقد أنهكت الدولة العباسية. وكانت الحركة ذات اتجاهات سياسية دينية ، واشتهر فيها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط . كذلك ظهرت ثورة الزنج في البصرة التي قادها علي بن محمد بغية تحرير العبيد من البؤس والحرمان ومن الظروف القاسية والسيئة ، ودامت حركة الزنج أكثر من 14 عاما. وتعد في نظر الكثير من الباحثين والمؤرخين إنها أول ثورة اشتراكية منظمة في التاريخ حيث كانت تنتزع ملكيات الأسياد وتسلمها للعبيد ...
وعلى امتداد التاريخ فأن هذه المبادئ هي ذاتها التي اعتمدتها حركات التحرر في التاريخ الحديث ، والتي تطورت إلى الانتفاضة المسلحة أو الثورة المسلحة وصار أيضا يطلق في الأدب السياسي على بعض الحركات حرب عصابات أو بؤر ثورية أو بارتزان سواء كانت في الأرياف أو الجبال أو الأهوار ومناطق المستنقعات . وهنا لابد أن نشير إلى ثورة 2 مايو 1808التي كبدت جيش نابليون بونابرت خسائر فادحة في اسبانيا .كانت الإمبراطورية الاسبانية تدور في حروب كثيرة ، وقد أنهكتها الصراعات على السلطة عندما كان كارلوس يحكم اسبانيا آنذاك الذي تنازل له والده فرناندو السابع عن العرش إلا أن نابليون حاك مؤامرة بمهارة وسرية فطوقه هو وعائلته وأخذه محتجزا إلى مدينة مايونا حيث أرغمه على التخلي عن العرش لوالده ، ثم نصب نابليون أخيه جوزيف حاكما على أسبانيا ، بعد فترة أنكشف الأمر للشعب فأعلن ثورته المسلحة عام 1808 كما أشرنا إلا أن الدور الكبير الذي لعبه الفلاحون لا ينسى على الإطلاق فكانوا يغيرون على بقايا الجيش وثكناته وقوافله ثم تطورت إلى معارك مدن خسر فيها جيش نابليون .
أما لو تطرقنا إلى البرتازان الذي بدأ تشكيله أثناء الحرب العالمية الثانية في دولة السوفيت ويوغسلافيا، فقد لعبت هذه الحركة دورا بارزا في إزعاج الجيش النازي وإلحاق الأضرار الجسيمة به ، وتشكلت هذه الحركة بسرعة وضمت في صفوفها الملايين من الشعب السوفيتي و لجأت في كفاحها إلى الغابات حيث كانت تقوم بعمليات عسكرية عظيمة شهدت لها ساحات الحرب وقدمت الحركة شهداء أبطال، فكان أبطالها يهاجمون عدوهم وفي أياديهم قنابل التفجير وهم يهتفون باسم الوطن السوفيتي ، لقد أدهشت تلك الحركة الأنصارية العالم بتضحياتها ، وأوجعت الجيش الغازي النازي وكبدته خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ، وقد تشكلت تلك الحركات من بقايا الجيش المنقطع عن وحداته ومن منظمات الحزب وكذلك من فلاحي القرى في المناطق والجمهوريات التي أحتلها الألمان، ، وكان الشعب السوفيتي يدعمها فكانت حركة جماهيرية واسعة لذلك لقت نجاح لا نظير له ، وقد ساهمت المرأة السوفيتية بدور بارز في هذا النضال العسير وكان للبارتزان أهداف محددة :
أولا – عرقلة حركة الجيش النازي بنسف جسور امتداداته وخطوط اتصالاته .
ثانيا – اعتماد الكر والفر في ضرب وحداته العسكرية ، وكانت حاسمة وسريعة .
ثالثا – ضرب تواجد قوات العدو ومراكز قياداته ، وإسناد قوات الجيش الأحمر وإشغال العدو في معارك جانبية .
أما في أوربا وخاصة فرنسا وايطاليا فقد شهدت حرب عصابات أيضا وكانت تقوم بضرب الجيش النازي والفاشي ضربات حاسمة وسريعة ، وكان لها امتدادات في المدن مهماتها القيام بتحريض الشعب على المقاومة ، وكانت تقوم بعمل سري مثل اغتيالات شخصيات العدو ووضع المتفجرات في أماكن لهو ضباطه ، وقد كتبت الروايات والقصص عن ملاحم بطولات الشعوب في مقاومة النازي والفاشية .
ونعود إلى الحرب التحررية الفيتنامية التي لعب فيه دور قيادي بارز القائد هو شي منه ، وكذلك القائد العسكري جياب ، فقد كانت في مقدمة أهدافها التحرر والاستقلال. ففي عام 1941 شكل (هو شي منه ) اتحاد استقلال فيتنام وقد اختار طريق الكفاح المسلح من الاستعمار الفرنسي وحشد الشعب لاستخدام العنف وهو الطريق الوحيد للتحرر والاستقلال ونيل الحرية من مستعمر شرير ، هكذا بدأ الكفاح المسلح على شكل عمليات عسكرية مسلحة حتى تطور إلى حرب المواجهة والجبهات 1946 – 1954 فشن الفيتناميون حرب ضروس تكلل بانتصارهم العظيم في 8 مايو 1954 في معركة ( ديان بيان فو ) التي هزمت فرنسا فيها إلى الأبد مما أجبرها اعلى الرحيل عن فيتنام ، ليحل بدلها مستعمر أكثر وحشية، ألا وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي أستخدمت أبشع الوسائل في القتل والتعذيب والابادة، فقامت باستخدام قنابل النابالم لتسقطها فوق القرى الآمنة ليلف الموت أكثر من مليون قتيل وثلاث ملايين جريح وأكثر من عشرة ملايين نازح ، هذه الحرب التي بدأت عام 1956 وانتهت عام 1973 التي وقف ضدها الشعب الأمريكي بمظاهراته المتواصلة إلا أن الشركات الرأسمالية الاحتكارية كانت تشجعها وتمولها بالسلاح إلا أن ذروتها وصلت عندما شنت جبهة التحرير الفيتنامية كفاح شامل على أكثر من مئة هدف عسكري في آن واحد وكانت طبيعة الأرض والمناخ تخدم الثوار وسمي هذا الهجوم هجوم ( تيت ) مما أجبرها على الدخول في مفاوضات مع الفيتناميين. وفي عام 1972 شن الثوار هجوما كاسحا من الجبال وحتى من داخل المدن على القوات الأمريكية، انتهى الغزو بهزيمة شنيعة للولايات المتحدة الأمريكية وأعلن عن قيام اتحاد فيتنام الشمالية والجنوبية .
أما بالنسبة إلى أمريكا اللاتينية فقد فجر الشاب كاسترو محاولة لإشعال حرب تحرير في كوبا، حين قام بمحاولة ثورية أولى أدت به إلى السجن ، وعندما أطلق سراحه التحق بأصدقائه الثوار في المكسيك ، ومن هناك أبحروا إلى الشواطئ الكوبية في قارب شراعي عائدين إلى بلدهم ليحرروه من الدكتاتورية ، وقد أطلقت هذه المجموعة على نفسها حركة 26 يوليو وكان معهم الثائر العظيم تشي جيفارا الذي أصبح أمثولة لفقراء العالم وكادحيه وعشاق الحرية ... توقف القارب عام 1956 عند شواطئ كوبا ، وواجهت مجموعتهم وهم اربعون ثائرا معركة مع قوات باتيستا مما اضطرها الانسحاب إلى الجبال ، وقام كاسترو ورفاقه بعد ذلك بشن حرب عصابات من الجبال . لقد دعم الشعب الكوبي هذا الفعل الثوري وسانده ، مما اضطر باتيستا للهروب عام 1959 أثر إضراب عام جاء تلبية لخطاب قائد الثورة كاسترو . ودخل تشي جيفارا مع ثلاثمائة مقاتل إلى هافانا . أن من مميزات تلك الثورة هي ارتباطها بالشعب ، وجسدت طموحه بالتخلص من الدكتاتورية . هنا لابد من الحديث عن تشي جيفارا هذا الشاب الأرجنتيني الطبيب المقاتل من أجل الفقراء ، إذ طاف دول أمريكا اللاتينية وعرف ظلم الحكومات العميلة للامبريالية العالمية للشعوب فرأى الظلم الموجه للمزارعين ، واستغلال عمال مناجم النحاس ، رأى أشياء كثيرة من مآسي الشعوب جعلت منه ثوريا مكافحا وهب حياته من أجل العدالة والمساواة ، هذا الشاب ترك المناصب في كوبا بعد انتصار ثورتها ليجسد كلماته النبيلة ( أينما وجد ظلم فهذا عالمي ) .هذا الإنسان المحب للأدب الإنساني سافر إلى الكونغو لينضم الى ثورتها عام 1967 مع باتريس لومومبا ضد الاضطهاد الامبريالي ، وليظهر فجأة من نفس العام في بوليفيا ، وليقاوم عملاء CIA بين الصخور والأحراش ويعلن ثورته على الطغاة وتبدأ معركة بين 16 ثائرا وجيش مدجج بالسلاح ، استشهد رفاقه ودمرت بندقيته ، وضاع مسدسه ، ونفد الرصاص إلى ساقه ، قاوم بالحجارة ، والتراب ، ثم قبض عليه الطغاة ونقلوه جريحا إلى قرية ( لاهيجير ) في ( غابة فالي غراندي ) ثم ألقوه على الأرض مخضبا بدمائه ، وكانت عيناه شبه مغمضتين ، الأرض تحتضن دمه النازف ، ووجهه يطالع السماء ، بتروا يده النبيلة التي أرعبتهم للتعرف على بصماته ، وبقيت بعده كلماته التي ترددها الشعوب الفقيرة : لا أعرف حدودا فالعالم كله وطني .
ومن كل ما تقدم أعلاه من لمحة لاستعراض تاريخي عن رؤيتي للكفاح المسلح ، أجد لابد من الإشارة إلى أن الكفاح المسلح هو شكل راق من أشكال النضال ، وهو أيضا منظم ، وله زعماءه وقادته ، وقد يكون عفويا في بدايته ، ثم يتخذ التنظيم مساره الأساسي ، أو قد يكون نضال الشعوب سلميا ضد الغازي المحتل أو ضد دولة الاستبداد الإرهابية ثم يتحول فجأة أو تدريجيا إلى نضال مسلح وهذا يعتمد على الظروف الذاتية والموضوعية التي تمر بها البلاد ، خاصة توقيتها ، وحسن قيادتها ، واقتناع الجماهير بها ، والتي تقاوم الظلم والاستبداد لتدافع عن مصالح الطبقات الفقيرة والمظلومة ، وهنا لابد أن نحدد أشكال الكفاح المسلح :
أولا : الانتفاضة المسلحة .
ثانيا : الثورة المسلحة .
ثالثا : حرب العصابات .
لقد تطرقت من خلال تجربتي إلى حركة الأنصار التي ساهمت فيها ، هذه الحركة التي أضفت شيئا جديدا في تاريخ الحزب الشيوعي ، وتاريخ العراق المعاصر والتي اتسمت بطابعها العراقي لتواجه قوة وضخامة جيش مدجج بأحدث الأسلحة ، ولتواجه أعنف وأشرس دكتاتورية فاشية تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد أبناء الشعب ، ليتوج نضال الشعب العراقي في انتفاضته الباسلة انتفاضة آذار عام 1991 حيث انهارت الآلة العسكرية الضخمة أمام حشود الجماهير ولم يشفع للدكتاتورية وينقذها من غضب الشعب غير ارتباطها بالاحتكارات الدولية واستخدامها الأسلحة الفتاكة والقسوة المفرطة لاستعادة سيطرتها.
تتناول هذه الدراسة موضوعة مهمة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , هي الكفاح المسلح ومدى استجابة الحزب اليها عبر تأريخه النضالي الطويل , حيث وطبقا للمعلومات المتوفرة لا توجد دراسة مستقلة تعبر بشكل واضح وصريح وصحيح موقف الحزب منها ومدى علاقته بهذا الشكل النضالي الذي أتخذ في مراحل معينة من هذا التاريخ ، باستثناء وثيقة تقييم الحركة الانصارية التي عالجت فترة محددة (ما يقارب الـ 10 سنوات فقط 1979 - 1988) .
لابد اذن من مناقشة هذه الموضوعة بشفافية بعيدة كل البعد عن التطرف بقدر ما يراد لها أن تكون دراسة متوازنة تعتمد بالاساس على التوقف عند تلك الظروف التي ساقت الحزب الى اعتماد هذا الشكل النضالي، وذلك بالاعتماد على المصادر المتوفره من الكتب والوثائق الرسمية الصادرة عن الفعاليات الحزبية المركزية وعلى اللقاءات بالشخصيات الحزبية التي ما زالت على قيد الحياة والتي شاركت العمل الانصاري في مختلف مراحله.
لقد قيم الحزب الشيوعي العراقي أشكال النضال وظروفه من خلال مؤتمراته الثمان التي عقدها , الا أننا نحتاج أن تكون دراسة هذه الموضوعة من قبل اخرين سواء اكانوا من رفاق في الحزب أو مستقلين , و بروح حيادية تعتمد في تحليلها على الجوانب العلمية والمبدئية, خاصة وان فترة هذه الدراسة تبدأ منذ تأسيس الحزب حتى أنعقاد مؤتمره الخامس الذي عقد في عام 1993. وسنعتمد في معالجة هذه القضية على دراسة مكثفة لمختلف مراحل حياة الحزب السياسية والحكومات المتعاقبة وموقفه منها .
وتحتاج الدراسة الى أستنتاج يثبت الحقيقة التأريخية لهذه الموضوعة , التي تحتاج الى تعديل دائم مادامت هي دراسة أولية بخصوص قضية معينة , حيث تتباين الاراء والافكار والمعلومات .
كما وتحتاج الدراسة الى فهم الظروف الداخلية للحزب ومواقف قيادته وأعضائه من تلك الظروف .
وأزعم ان هذه الدراسة هي الاولى التي تبحث هذه الموضوعة وهنا تكمن خطورتها لانها مطالبة بتحديد الموقف المبدئي من قضية تتنوع المواقف بشأنها، طبقا لمعطيات ملموسة ومدروسة.
وربما اعطاء بعض الاراء والمواقف التي قد لا تعجب الاخرين , ولكننا نضعها للتأريخ و هو صاحب الحقيقة .
تقع الدراسة في أربعة مباحث. يتناول المبحث الاول الفترة الممتدة منذ تأسيس الحزب عام 1934 حتى اندلاع ثورة 14 تموز 1958. اما المبحث الثاني فيعالج الفترة الممتدة منذ ثورة 14 تموز 1958 ولغاية وقوع انقلاب شباط الاسود عام 1963. في حين يتناول المبحث الثالث المرحلة الممتدة من 1963 وحتى أيلول 1970. ويكرس المبحث الرابع لدراسة الفترة الممتدة من عام 1970 ولغاية عام 1993، أي حتى انعقاد المؤتمر الخامس للحزب. ومنعا لاي التباس نود الاشارة هنا الى ان التركيز سيكون على المرحلة الثالثة والرابعة .