حركة أنصار (بيشمركة) الحزب الشيوعي العراقي/  أعداد أبو نادية القامشلي

في أعوام 1977-1978 وبعد أنهيار ما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية أشتدت الهجمة المنظمة على منظمات الحزب  الشيوعي العراقي ومنذ ذلك التأريخ بدأ التفكير بأساليب الرد على النظام وبطشه  ورغم الأرتباك الحاصل في تلك الفترة تم أبعاد الكثير من الكوادر ألى المناطق الآمنة 

 
 
 

وأستنادا ألى الخبرة لبعض الكوادر الحزبية في حركة أنصار 1963  تم تكليف العديد منهم  لتشخيص العناصر الملائمة للبدء بعملية تجميع الكادر والقوى البشرية لبناء القواعد  للعمل الأنصاري في أقليم كردستان  وقد عمل الحزب على توفير المستلزمات المطلوبة للشروع بهذه المهمة  وهكذا تشير ورقة التقييم ألى موافقة المكتب السياسي عام 1978 على وضع خطة للأنتقال الى المواقع الأنصارية .

(* أن حركتنا الأنصارية – خلال الثمانينات – صفحة مشرقة من صفحات تأريخ حزبنا أعادت هيبته وسمعته في أوساط الحركة الوطنية العراقية والقوى التقدمية العربية والعالمية ومكنته من البقاء على أرض الوطن ومواصلة نشاطه السياسي والتنظيمي والأعلامي والعسكري ولعبت دورا في عدم تشتت قوى الحزب في المنفى ورفعت معنويات أعضائه الذين قدموا التضحيات بنكران ذات  عالي  دفاعا عن قضية الشعب وعن الحزب وسمعته وعززت أرتباط الحزب بالشعب والوطن)

تعتبر حركة الأنصار من الحركات التي مارست حرب العصاباة لفترة طويلة مقارنة بحركات الأنصار في العالم وتميزت لأول مرة في تأريخ العراق السياسي بمشاركة المرأة بشكل فعال في جميع الميادين ومواقع الحركة الأنصارية مما أكسبها الهيبة والأحترام لدى قوات البيشمركة والقرى الكردية ومما أعطى زخما كبيرا للمرأة الريفية في كردستان للمشاركة في خدمة مجاميع الأنصار وتوفير المساعدات اللازمة لهم عند المرور في القرى وقد ساهمت المرأة القروية في ريف كردستان بنقل البريد وأيصال الأخبار بين قواطع قوات البيشمركة وكذلك حلقة وصل بين المدن وقوات الأنصار في مواقع مختلفة.

تألف نسيج حركة الأنصار من كل الطيف العراقي بقومياته وأديانه ومن مختلف الأنحدارات الثقافية والتعليمية مما أكسبها أحترام القوى الأخرى على الساحة الكردستانية والعراقية وكان لدور قطاعات مهمة مثل الطبابة والمخابرة  في مساعدة القوى الأخرى وأهالي المدن والقصبات دوره الكبير في المكانة التي وصلتها حركة الأنصار

مرت الحركة الأنصارية بمراحل متعددة وقد أستمرت لمدة 10أعوام تقريبا عدى فترة الأنتفاضة عام 1991 التي شملت أقليم كردستان والتي شاركت فيها حركة الأنصار الشيوعيين مشاركة واسعة ومؤثرة في قيادة الجماهير وتحرير مدن كردستان من براثن قوات ومرتزقة النظام وأجهزة مخابراته  وقد حصل الحزب على كميات هائلة من تقارير السلطة الأمنية بعد أحتلال مقرات أجهزة السلطة الأمنية والمخابراتية وكذلك السجون  .

تعتبر حركة الأنصار من التنظيمات المسلحة التي ساهمة مساهمة فعالة في أضعاف النظام الدكتاتوري ونتيجة تطورهاوأتساع عملياتها وعلى مساحة عراقية كبيرة أرهبت النظام مما جعله يستخدم الكثير من الأساليب المخابراتية وكذلك الأعتماد على خونة الشعب الكردي من الجحوش والجيش الشعبي وأجهزة الأمن والخابرات والقوات الخاصة  وأستمالة الكثير من القوى القومية الكردية  لمحاربة قوات الحزب الشيوعي العراقي بهدف القضاء عليها   ولقد كانت هذه القوات وتنظيمات الحزب هي ما يقلق النظام وأجهزته حتى وصلت  مواقفه ألى أستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد هذه القوات وقواعدها

لقد كان لحركة الأنصار (بيشمركة) دورا متميزا في دخول المدن والقصبات الكردستانية وقد تصدرت الحركات الشعبية الجماهيرية أثناء الأنتفاضة في كردستان وكانت من أولى المجاميع التي حررت مدن كردستان  ودكت معاقل أجهزة المخابرات والأمن ومقرات الجحوش والجيش الشعبي

ضمت حركة الأنصار (بيشمركة)   خبرات وكفاءات متنوعة مما ميزها عن المجاميع الأخرى وقد قدمت الكثير من المساعدات من خلال الخدمات الطبية والهندسية والعسكرية والأتصالات للأحزاب على الساحة الكردستانية والعراقية  وأدخلت العلوم العسكرية وتطبيقاتها من خلال الكادر العسكري المؤهل من الضباط  خريجي الدورات العسكرية .

كان للأنفال وعمليات السلطة الدكتاتورية بعد توقف الحرب العراقية الأيرانية  دورا كبيرا في أضعاف الحركة المسلحة في عموم كردستان  مما جعلها تنسحب بأتجاهات عديدة منها تركيا وأيران وسوريا  لكنها عادت وأنتظمت من جديد للتحضير لأكبر أنتفاضة مسلحة تكللت بتحرير مدن وقصبات كردستان

على مدى أعوام حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين قدمت الحركة قوافل من  الشهداء نساءا ورجالا  في معارك ومواقف بطولية قل نظيرها  وتشهد ساحات وقرى كردستان والمدن العراقية كلها على قصص البطولة والفداء للأنصار(البيشمركة) البواسل حيث توزعت قبور شهدائنا لتكتب شهادة البطولة والفداء لقضية الشعب والوطن  قبور شهدائنا ما زالت شواهد على بطولات نساء ورجال أقتحموا الصعاب ودكو معاقل أجهزة السلطة الدكتاتورية وعملائها في كل المدن العراقية

لقد قدم الشيوعيون العراقيون نساءا ورجالا التضحيات الكبيرة في سبيل أن يتحقق شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ويحمل التأريخ بين طياته صفحات من تأريخ مجيد تعمدت بدماء الشهداء الأبرار واليوم ينضوي الأنصار والنصيرات (البيشمركة)  في رابطتهم رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ومقرها الرئيسي في أربيل ولها فروع في  مدن عديدة في

العراق وكذلك لها فروع  خارج العراق وتعتبر أحدى منظمات المجتمع المدني وتتطلع لتحقيق الديمقراطية في بلادنا وتعمل مع باقي المنظمات والأحزاب لتحقيق هذا الشعار كما وأنها تتبنى مشاريع وطنية لخدمة المجتمع العراقي  وكذلك تعمل على تثبيت حقوق أعضائها في أعتبارهم

مفصولين سياسيين وأعتبار الشهداء منهم شهداء الشعب والوطن الذين ضحوا في سبيل أسقاط النظام الدكتاتوري  والعمل على أقرار حقوقهم المادية والمعنوية كذلك تعمل المنظمة على كتابة تأريخ الحركة الأنصارية والتعريف به للأجيال الجديدة بأشكال مختلفة .

الصورة من مجموعة النصير كاردو كامو**

* مشروع تقييم حركة الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي للفترة ما بين1979-1988

 

أعداد النصير أبو نادية القامشلي

لندن في 27/10/2014