من تاريخ الكفاح المسلح لانصار الحزب الشيوعي .. (ح 8) / فيصل الفؤادي
الفصل الثالث
قواعد الأنصار والوضع العسكري والتنظيمي والإداري
(تأسست قاعدة ناوزنك "قرية حدودية بين العراق وإيران" في آذار 1979 اصبحت القاعدة الرئيسية والأساسية فيما بعد والتي كان فيها مقر القيادة وبعض أعضاء اللجنة المركزية حيث تشكلت فيها بعض المؤسسات منها التنظيم العسكري والسياسي والإعلام والعلاقات. ومنذ بداية التأسيس تكونت في ناوزنك – توجلة وكاني بوق- ثلاثة فصائل (الأول ويضم الكوادر الحزبية والسياسية والعسكرية والإدارية- الحماية ، والثاني مجموعة من رفاق بشدر، والثالث يضم المجاميع الأخرى ومنهم من الرفاق العرب وبعض الرفاق الاكراد)، وبعد أن زاد عدد الملتحقين من محافظات العراق الأخرى، لقد نظمت التشكيلات المسلحة الأولى، وقد جرى ذلك في ظروف الإفتقار إلى المستلزمات الضرورية للعيش الطبيعي في ظروف الشتاء القاسية والابتعاد عن المدن والجماهير وسميت الفصائل وفق منشأ الرفاق (فصيل بغداد والناصرية وفصيل السليمانية والموصل وأربيل والبصرة)..الخ كما شكل فصيل الإدارة، وفي السنة ذاتها إنتقلت ثلاث فصائل إلى بالك كنواة وقاعدة لقوات أنصارنا في محافظة أربيل، في الوقت نفسه كان الرفاق من محافظتي السليمانية وكركوك قد أنشأوا مقراتهم في هورمان وسورين وباشروا بتنظيم اتصالاتهم ونشاطاتهم، ومن جانب آخر كانت جهود تبذل لتأسيس القاعدة الأولى في مناطق محافظتي نينوى ودهوك والتي تحققت في تشرين الأول 1979 بإنشاء أول مقر في كوماته)[1].
وكان لنا مقر في مدينة مهاباد الكوردستانية في إيران،وكان المقرًا غير معلن عنه لكونه يتواجد فيه بعض من الرفاق القياديين والكوادر والنساء والمرضى.
بعد التطور وتجميع الرفاق والملتحقين من المحافظات الأخرى , وزعت القوات إلى سرايا وانتقلت السرايا نزلت إلى المناطق القريبة من أجل تسهيل قيادتهم. (أما على الصعيد التنظيمي لم يجر ترتيب الوضع القيادي لنشاط الحزب في كردستان ولحركة الأنصار الآخذة بالاتساع بالسرعة الضرورية. وعلى النحو الأفضل. إذ كان يعترض الأمر وضع الحزب غير المستقر وحركة القادة. كما أن ستراتيجية الحزب العامة بشأن العمل المسلح لم تُحسم بعد. كذلك لعب ضعف الثقة بقيادة الحزب والحساسيات الشخصية بين العناصر القيادية والكوادر التي ضاعفت في تأثيراتها السلبية على أوضاع الحزب غير المستقرة والإختلافات في التوجه ودسائس أجهزة الأمن الحكومية والشائعات التي كانت تبثها. كل هذه الأسباب أثرت سلبا في تكوين المجموعة القيادية للنشاط العام السياسي والعسكري وفي انتظام عملها)[2].
لقد عمل التنظيم منذ البداية على تشكيل الهيئات الحزبية على شكل خلايا تكون اجتماعاتها شهريًا وعلى ضوء تواجد الرفاق الأنصار(بدون اخذ المستوى الحزبي خاصة في البدايات). وكانت دراسة الهيئات في الجانب التنظيمي والتثقيفي وطرح الجوانب السياسية والعسكرية وأبدى الرفاق آرائهم في هذه الجوانب. كما اقام الحزب في جميع القواطع والأفواج دورات حزبية لدراسة الإقتصاد والفلسفة والحركة والشيوعية العلمية، وتخرجت كثير من الدورات. وكانت في بشتاشان مدرسة حزبية لتأهيل الرفاق علميًا وسياسيًا، يدرس فيها رفاق ذو شأن من قيادة الحزب وكوادره المجربة.
قررت لجنة هندرين, التي كانت تقود السرايا والفصائل والمهام على الرفاق , وعلى الشكل التالي :
- (سرية بتوين: تشكلت من رفاق وأصدقاء رانيه، وتعدادها (40) نصيرًا، ومقرها في قرية (وه لي)، ويقودها الرفيق (محمود حاجي) ويساعده (علي حاجي)، ومستشارها السياسي الرفيق (عارف) ومنطقة عملها رانيه وريفها.
- سرية بشدر: وهي امتداد لفصيل بشدر تشكلت من رفاق واصدقاء قلعة دزة، وقد تجاوز عددها (40) نصيرًا، ومقرها في قرية (وه لي) ويقودها الرفيق (سليم سور)، ومستشارها السياسي الرفيق (محمود فقي خدر)، ومنطقة عملها قلعة دزة (بشدر).
- فصيل بهدينان(الموصل): تشكلت من رفاق بهدينان الملتحقين في منطقة أربيل وعددها (35) نصيرًا ويقودها الرفيق علي خليل (ابو ماجد). لم تقم بأية اعمال عسكرية، بل تم إرسالها إلى منطقة بهدينان.
- الفصيل الثالث: وتكونت من الرفاق من غير الأكراد الذين التحقوا من محافظات العراق وتجاوز عددها (50) رفيقًا ويقودها الرفيق صبحي خضر(أبو سربست) ومقرها في (ناوزنك).
- سرية الإدارة: وهي سرية مختلطة، وتقوم بمهمات إدارية كالتسوق والنقل والخبازة.. الخ وكان يقودها الرفيق عبد الرحمن القصاب(أبو أحمد) ، ويساعده الرفيق (أبو شاكر) ، وعددها بحدود (15) رفيقًا.
- سرية الحماية: كانت تتكون من (20) رفيقًا، ومسؤولها الرفيق (ملازم أبو ميسون) وواجباتها حماية مقر المكتب العسكري ومرافقة الرفاق أعضاء المكتب عند تحركهم، ومستشارها السياسي الرفيق (علي مالية).
- سرية حماية هندرين: وتقوم بحراسة مقر الإقليم في (توژه له) وتعدادها (40) رفيقًا وواجباتها مرافقة الرفاق القياديين عند تحركهم.
كما وكانت هناك عدة سرايا أخرى، تتجول في المنطقة ولها قياداتها الخاصة بها ومستقلة عن بعضها البعض وكان عدد أعضائها بحدود (100) نصير.
تم تعزيز مقر كَوستا بإرسال عدد من الأنصار إلى القاعدة، حيث قاموا بنشاطات عسكرية ناجحة في منطقة (سيده كان) و(كاني ره ش) وغيرها بعد أن تم دعمهم بالسلاح )[3].
المحافظات التي بدأ منها الكفاح المسلح :–
لابد من توضيح صورة المدن والأقضية والنواحي وأبرز معالم هذه المحافظات التي كانت جماهيرها تدعم هذا العمل العسكري أي الكفاح المسلح وتدعم قوى المعارضة، وكانت القوة المعنوية الذي واصلت منه هذه القوى النضال و الثورة واستمرارها وحققت الكثير من الانتصارات على قوات النظام من الجيش والجحوش.
محافظة دهوك
تقع محافظة دهوك في أقصى شمالي العراق، وتعتبر من محافظات العراق المهمة وخاصة من الناحيتين التأريخية والجغرافية، حيث أن الآثار والمنحوتات المكتشفة هناكتدل على أهميتها وتقع على الطريق الدولي الإستراتيجي الذي يربط العراق بالعالم الخارجي.
تتميز محافظة دهوك بجبالها الشاهقة والوعرة وأهمها الجبل الابيض، وتتميز أيضًا بسهولها الكثيرة والفسيحة والغنية بمواردها الزراعية.
ومن أبرز أقضية المحافظة، العمادية وزاخو وسميل، وأبرز النواحي سرسنك وفايدة وبامرني وكاني ماسي الحدودية ودريلوك.
اهم العشائر المتواجدة فيها والتي تمتلك الأراضي الواسعة هي الدوسكي وعشيرة المزوري والبرواري والركانيين والهيركيين والسلفاني والكلحي والسندي والزيباري والبارزاني وغيرها.
محافظة أربيل
تحتل مكانة هامة بين محافظات العراق بمكوناتها القومية المتنوعة من كورد وعرب وتركمان وآشوريين وكلدان، إضافة لموقعها الإستراتيجي. فمن ناحية تقع في مركز محافظات الإقليم بين السليمانية شرقًا ودهوك من جهة الشمال الغربي، وتحدها كركوك جنوبًا والموصل غربًا، وتحإذيها كلٌّ من إيران في شمالها الشرقي، وتركيا من ناحية الشمال.
في مدينة اربيل مناطق سياحية عديدة منها كلي علي بيك الشهير ومنطقة صلاح الدين وبيخال وفيها مناطق زراعية سهلية مثل سهل حرير ,وفيها القلعة التاريخية قلعة اربيل .
يتبع المحافظة إداريًا الأقضية التالية: چومان، سوران، ميرگه سور، شقلاوة، كويسنجق، بنه سلآوه، رانيه والزيبار. إضافة إلى النواحي التالية: حاجي ئومه ران، گه لا له، ديانه، راوندوز، خه ليفان، سميلان، شيروانى مه زنئ، سيد ه كان، بيران، بارزان، گوره توو، هه رير، باليسان، داره شه كران، سه لاحه د دين، هيران، به حركه، سكتان، عه نكاوه، رزگاري، كه سنه زان، دي گه له، داره توو، قوشته به، پيرداود، گوير، ئاشتي، ته ق ته ق، سيگردكان، ديبه گه، سه گه ران، باسمره، ورتئ، گوره كوسك، وباقرته.
نهر الزاب الكبير وهو أحد المنابع الرئيسية لنهر دجلة، ويعتبر الحدود الفاصلة ما بين محافظتي أربيل ودهوك إضافة إلى روافده التي تروي أراضي شمال المحافظة، أما نهر الزاب الصغير فيمثل حدودًا طبيعية مع كركوك، وله الكثير من الروافد التي تمتد وتروي أراضي المحافظة.
محافظة السليمانية
تقع في الشمال الشرقي للعراق، يحدها من الشرق، الحدود الإيرانية، ومن الجنوب محافظة ديإلى، ومن الغرب محافظة كركوك الغنية بالنفط، ومن الشمال الحدود الإيرانية ومحافظة أربيل.
وهناك اختلاف على سبب التسمية فيعتقد البعض إنه تم العثور أثناء الحفر لبناء المدينة، على خاتم نُقش عليه اسم سليمان غير أن الباشا الباباني، بلغ سليمان باشا، والي بغداد آنذاك، بأن التسمية كانت نسبة إليه أي إلى السلطان العثماني بينما يعتقد البعض الآخر أن إبراهيم باشا بابان سمى المدينة نسبة إلى والده سليمان باشا.
تضم السليمانية عدة اقضية، من أهمها قضاء بينجوين الحدودية، وتعتبر منفذا إلى إيران، وقضاء جمجمال وغيرها. توجد هناك الكثير من مصايف في المحافظة، منها مصايف أحمدآوا، وسرجنار، ودوكان، ومنطقة سرتك، وكونماسي، وجبل أزمر الشهير في المدينة. وغيرها. وفي المحافظة أيضًا سدان كبيران أنشئ في خمسينات القرن الماضي، وهما سد دوكان، وسد دربنديخان. إشتهرت بالمسجد الكبير الذي يقع وسط المدينة(مركزها)، وفيه ضريح الشيخ محمود الحفيد، وضريح كاك أحمد الشيخ.
إشتهرت المدينة بسمتها الثقافية، حيث تعتبر أحد المدن الجامعية وتوجد فيها أكبر جامعات بإقليم كردستان العراق وهي جامعة السليمانية وتعتبر السليمانية مصيفًا كبيرًا لما فيهاها من مصايف كثيرة تنتشر على امتداد مساحتها.
ويشتهر بينجوين بالزراعة ولاسيما الفواكه، وكذلك رعي المواشي، لكثرة المراعي فيه. وكذلك الكثير من الأقضية الأخرى مثل قضاء قره داغ، قلعة دزة، كلار، رانية، قره هنجير، وباني مه قان، جمجمال وتانيال. أما قضاء حلبجة فقد أرغم سكان القرى التابعة لهذا القضاء على العيش في مجمعات قسرية (معسكرات إحتجاز)، وأهم تلك المجمعات خورمال، ميروان، زارين، عربت، شاندي، اللامركزي والزمقي.
في محافظة السليمانية يوجد الكثير من العشائر الكوردية أهمها عشائر الجاف، الزنكنة، القرداغي، السنكاوي، الطالباني، والزند. وتعد عشيرة الجاف من أكبر العشائر الكوردية في محافظة السليمانية ويمتد أهل الجاف من مدينة كلار جنوب المحافظة إلى مدينة سيد صادق. وتطورت هذه المدينة في العصر الحاضر، وتعد من أهم مدن كوردستان العراق.