من تاريخ الكفاح المسلح لانصار الحزب الشيوعي العراقي21 / فيصل الفؤادي
المعارك بين الحلفاء[1] (اوك ضد جود- الحزب الشيوعي العراقي)
شهدت الفترة بعد جريمة بشتاشان التي نفذها الإتحاد الوطني الكردستاني ضد أحزاب (جود) معارك عديدة، وقد استفاد منها النظام وعملاؤه، وأثر سلبًا على مشاعر الجماهير وأثار استيائها واستنكارها، والتي خلفت عددًا غير قليل من الضحايا في الطرفين. وقد شاركت قوات أوك طيلة وجودها مع السلطة الدكتاتورية بالدفاع عنها وكان دورها سلبيًا خاصة في انتفاضة الطلبة والجماهير في جميع المحافظات، كان دور أوك دور الدركي في كردستان العراق حيث يقدم مقاتلوه وبالتعاون مع مفارز القمع الحكومية داخل المدن الكردية وعلى الطرق الخارجية على مطاردة واعتقال رافضي الحرب وتسليمهم إلى أجهزة الامن والمخابرات عبر لجان التنسيق بين الطرفين، وعندما لمست قيادة أوك التحرك الطلابي تطوعت قواته بالقيام بإجهاض ذلك التحرك قبل ولادته، فقد دعت إذاعة أوك في بيان المكتب السياسي الذي سبق الأحداث بعدم القيام بمظاهرات أو احتجاجات، وهددت الجماهير في بيانها (بأن عليها وحدها أن تتحمل عواقب ضالاتها التي تعكر مزاج السلطة)[2].
- حاولت قوة كبيرة من مرتزقة (أوك) يوم 12 حزيران 1984 الهجوم على قرية (أحمد أوه) وتهديد الأهالي وتمزيق الشعارات المعادية للنظام والتي تفضح اتفاقية أوك المشينة ووضع كمين لقوات جود، اصطدمت معهم مفرزة من الحزب الديمقراطي الكردستاني ثم شاركت قوات الحزب الشيوعي في هذه المعركة وتم قصف قوات أوك بالمدفعية من قبل مدفعية (هيز هورمان) للحزب الحليف خاصة تحشداتهم في أطراف القرية، وقد هزموا وانسحبوا يحملون جرحاهم ومن بينهم (جلال كونكي) آمر كرت (مجموعة)، وفي صباح 21 حزيران حاولت قوة أخرى من مرتزقة أوك الهجوم ثأرًا لهزيمتهم فتصدى لهم أنصار جود من جديد فهربوا باتجاه المعسكرات والربايا الحكومية القريبة، وحاولوا مرة أخرى إلا أنهم تكبدوا مزيدًا من الجرحى وهم ورياه بياره معاون آمر كرت شوكت، حمه سليم فتح الله، أكرم أحمد سردار، أما خسائرنا فكانت جرح نصرين من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
- وفي ظهيرة 22 حزيران 1984 حاولت قوات السلطة الفاشية الثار لعملائها، فقصفت بشكل وحشي مناطق جود في أحمد اوه، لكن محاولاتها باءت بالفشل حيث لم تحقق أهدافها، وجرح 3 من بيشمه مركة الحزب الديمقراطي الكردستاني بجراح طفيفة.
- تمكنت مفرزة الشهيد (سوران) السرية العاشرة الفوج 15 من أنصار حزبنا من دخول مدينة دربندخان في يوم 12 تموز 1984 وتم توزيع الأدبيات وصور شهداء الحزب والبوسترات، وقام الأنصار بخط شعارات الحزب على جدران عدد من المباني في مناطق متفرقة.
- كانت قوات (جود) تقوم بمهامها في سهل أربيل وقرداغ في الفترة ما بين 11 و27 حزيران وأثناء ذلك وقعت في عدة كمائن لمسلحي الإتحاد الوطني.
- في 14 حزيران استمرت المعركة بين الطرفين لمدة 45 دقيقة في قرية زمزموك وانسحبت قوات جود بسلام.
- في 15 حزيران في قرية ماجداوه وعلى طريق كوير- ديبكه، قام مسلحو (أوك) بتطويق القرية وإطلاق النار على أنصار جود، واستمرت المعركة من السابعة صباحًا حتى الساعة التاسعة مساء، وسقط جرحى بين مسلحي أوك.
- في 16 حزيران وقع صدام في قرية كردكراد في منطقة قراج حيث سقط عدد من الضحايا لـ (أوك) وأحرقت 3 سيارات.
- في 19 حزيران اصطدمت مفارز جود مع قوات أوك بين قريتي عاللا وجه غه ميره واستشهد في هذه المعركة الرفيق فاخر و4 من أنصار (حدك) وجرح اثنان آخران من أنصاره وتم أسرهم أما أوك فلم تعرف خسائره. واستمرت المعارك في كنداله قه ل.
- وشهد يوم 27 حزيران صدامًا في قرية كوره شير العليا في محافظة أربيل وبعد معركة عنيفة قتل 5 من مسلحي أوك وأسر 2، وقد ترك مسلحوه جثث قتلاهم وقذائف آر بي جي ورشاشة آر بي كي وبندقيتي كلاشنكوف، واستشهد في هذه المعركة الكادر الفلاحي علي حاجي نادر، قائد معركة هناره البطولية التي قضت على آمر منظمة أمن المنطقة الشمالية عواد التكريتي عام 1981. وبعد انتهاء الصدام تبادل الأسرى بين الطرفين.
- في كمين نصبه مسلحو أوك في 20/9/1984 قرب قصبة عينكاوة استشهد كفاح كريم بير داود (شالاو) ورفيقه ملا عثمان.
- في أوائل حزيران 1985 فرض مسلحو أوك معركة في سهل كويسنجق في أربيل على مفرزة من أنصارنا استشهد في هذه المعركة النصير سليم (يوسف علوان ناجي).
- في 25/12/1985 قامت قوات من أوك بتطويق إحدى مفارزنا في دار بقرية باني خيلاني في محافظة السليمانية أثناء استراحتها ليلا، ولم ينتهِ الحصار إلا بالصدام الذي فرضه أوك واستشهد رفيقنا الدكتور شاكر الكادر المتقدم في الحزب والمعروف بشجاعته وخدمته للأهالي في قرى السليمانية، وقتل من أوك اثنان وجرح ثالث.
- في نفس الشهر بعد لقاء أوك وحدك، أظهر أوك مشاعر المودة والمصالحة في إحدى القرى وهي قرية (عوينه) الواقعة في أربيل وسارعت مفرزة أوك المغادرة في البداية ولكنها نصبت كمينًا لمفرزة حدك وفي القتال الذي فرضه أوك استشهد آمر المفرزة مامند والبيشمه مركة خليل وجرح وأسر آخرون وقتل العديد من عناصر أوك.
- وقبل ذلك اعتقلت قيادة أوك ملا بختيار وغيره من قادة وكوادر (ئالاي شورش – راية الثورة) المعارضة لنهجهم التساومي مع النظام، ووصفوهم بخونة الثورة والشعب الكردي وحركته التحررية كما جاء على لسان جريدتهم (الشرارة)!!، كما حملت في عددها الصادر في تشرين الأول – تشرين الثاني 1985 هجومًا على حزبنا في أكثر من مقال.
المعارك مع ب ك ك حزب العمال الكردستاني
بعد أن أعلن هذا الحزب ,الكفاح المسلح عام 1983 كأسلوب لتحرير الشعب الكوردستاني في تركيا والمنطقة، ونظرًا لكون علاقات هذا الحزب مع الأحزاب الكردستانية لم تكن جيدة، أعلن أوجلان التالي: "أما أن تنضم هذه الأحزاب الكردستانية إلى الثورة المسلحة وتؤيدها سياسيًا وتقدم لها المساعدات وتؤمن بقيادة (ب. ك. ك) لها أو تعتبر خائنة يجب محاربتها واعتبارها جزءًا من العدو، "من المعروف أن هذا الحزب عمل بنشاط كبير بين الطلبة والفلاحين وانتشرت أفكاره الماركسية التي يؤمن فيها وتوسعت تنظيماته بسرعة في أغلب مناطق كردستان في تركيا، وكانت له بعض المقار في الأراضي العراقي وبحماية الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ونتيجة الإشكالات العديدة داخل هذا الحزب الناشي فقد التجأ بعض أعضاءه إلى رفاقنا في لولان، وكانت قيادة حزب (ب. ك. ك) تطالب بضرورة تسليمهم، ولكن الحزب رفض ذلك كونهم طلبوا الحماية من الحزب. والمجموعة التي انشقت عن (ب ك ك) أسمت نفسها (كوكسي). (... ورغم أن العلاقات بين قيادتهم وقيادة حزبنا اتسمت بكونها جيدة دائما، إلا أن عناصرهم في بهدينان حأولوا استفزازنا. لكننا لم نعر لهم ايّ اهتمام، لأننا لم نكن بحاجة لتعقيد الوضع أكثر مما هو معقد. ثم قررنا إرسالهما إلى مقرنا في كيشان بهدف تسفيرهما إلى تركيا. وفي كيشان حأولوا أيضًا استفزاز أنصارنا عدة مرات)[3].
خرج البيشمه مركة الذين يرتبطون بعلاقات جيدة مع رفاقنا وبمهمة خاصة الى مناطق كيشان وتم إرسال أحد الرفاق الذي التحق حديثًا وهو (دلوفان زاخولي) كدليل كونه ابن المنطقة.
قام أنصار حزب (ب ك ك) بعمل كمين لهم وتم تجريدهم من السلاح وقيدوهم وجرى قتلهم وسرقت كلّ محتوياتهم الثمينة من ساعات وأجهزة راديو وغير ذلك، وتم دفنهم في المناطق البعيدة في كيشان.
بعد هذه الحادثة وصل اثنان منهم إلى مقراتنا ويدعى أحدهم كمال، وتم إرسالهم إلى مقر القاطع وعن طريق البيشمه مركة القديم مع النصير أبو كفاح.
(كان من ضمن من اعيدوا إلى المقر أحد مقاتليهم ويدعى (كمال)،وقد التجأ إلينا وأخبرنا بالتفاصيل . يقول كمال في اعترافاته ما يلي:
- "رجعنا إلى مقرنا.. وبعد وقت غير طويل وصل خليل وبقية المقاتلين.. وفي صباح اليوم التالي تركوا المقر ثانية وهم يحملون المعاول والمجارف وتوجهوا إلى نفس المنطقة، عندها تأكدت من أنهم قتلوا الاسرى، وسيقومون بدفنهم في الوادي، فقررت حينها تسليم نفسي مع رفيقي اليكم".
وعلى ضوء المعلومات التي وصلتنا بمحاصرة مقرنا في كيشان، والجريمة التي نفذتها عناصر ب ك ك، قررنا إرسال سرية من الأنصار بقيادة الرفيق خليل توما (سليم مانكيش) إلى كيشان لفك الحصار وسحب أنصارنا من المنطقة تفاديا لأيّ اصطدام معهم. وتم وضع سرية أخرى في الإنذار بقيادة الرفيق صباح ياقو (أبو ليلى) لتتحرك لنجدة الرفاق إذا تطلب الأمر. توجهت سرية الرفيق سليم (مانكيش) إلى كيشان، وقبل وصولها علم الرفيق سليم من پيشمرگه حدك بأن رفاقنا في كيشان انسحبوا من المقر بأتجاه الجبل. وتأكدت المعلومات من أن مقاتلي ب ك ك دخلوا مقرنا هناك وسلبوا ما كان متبقيًا فيه بما في ذلك 4 بنادق، وقد جرى كلّ ذلك بمرأى من پيشمرگه حدك دون أن يحركوا ساكنًا.
المفرزتين ذهبت بعدها الى قرية (ديرشك) لقضاء تلك الليلة في جامع القرية. وفي الساعة الثانية عشر ليلا لاحظ الحراس(ملازم رائد واحمد بهديني), شخصين مسلحين يقتربان من الجامع فطلب منهما التوقف والتعريف بأنفسهما، فبادروا بأطلاق زخات كثيفة من الرصاص بإتجاه شباك وباب الجامع فأستشهد في الحال الرفيق علي باقر إبراهيم (أبو أياد) وجرح الرفيق محمد ابراهيم جاسم (أبو آذار) وتمكن الحرس من الرد عليهما وأرداهما قتيلين، وتبين أنهما من عناصر ب ك ك. وبعد خروج المفرز بعد المعركة في القرية , وضعت عناصر ب ك ك كمينا لها في الطريق, واطلقوا النار عليها وقد جرح نصيرين لنا (ابو الحق ولقمان ), ولم يتأخر رفاقنا بالرد، وبحركة التفاف سريعة تمكنوا من تطويق عناصر ب ك ك وأسر بعضهم وقتل الاخرين.
لقد كان عمل حزب (ب ك ك) إستفزازيا وطلبنا منهم أكثر من مرة بوقف نشاطاته ودعاياته ضد الحزب. بالنسبة إلى رفاقنا سرية كيشان إنسحبت من طريق آخر وابتعدت عن منطقة القتال وتجنبت الصدام معهم، وللاسف الشديد عندما بدأت قواتنا بالهجوم علي مقاتليهم فقد حماهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بدل من أن يقوم بأنهاء اعتداءات (ب ك ك).
يقول رحيم عجينه في كتابه الإختيار المتجدد (غريب أمر الأحزاب القومية عندما يتخاصمون يطلبون منا التوسط وعندما نحن نتخاصم مع حزب قومي (ب ك ك) يقولون لا نستطيع ان نعمل شيء).
كان واقع المعركة على جماهير المنطقة سيء، وبالتالي ان هكذا معارك تضعف الثقة من قيمة هذا النضال البطولي.