
كيف أنقذت حياة سالار/ جلال رومي - احمد عرب
من ذكريات الانصار
كانت مفارزنا تنتشر في سهل شهرزور مع مفارز قوى جود (المتكونه من حزبنا والحزب الديمقرطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني اضافه الى الحزب القومي الكردي باسوك) , كان ذلك بعد مأساة بشتاشان حيث كانت قواتنا أكثر عددا لكن القوى التي لها انصار من المنطقه هم حسك والمشهورين بجماعة حمه حاجي محمود لان المنطقه عشائرية وألمناطق المحيطه بقضاء سيد صادق هم من نفس عشيرته الهارونيه وقسم من عشيره الشاتري كانوا ايضامولاين له فهم بصراحه يعرفون المنطقه اكثر من باقي القوى ولهم سمعه جيده في منطقه شهرزور حيث كانوا يطلقون عليهم (حسك عه رز درية) يعني جماعة حسك يشقون الأرض لشجاعتهم .
في شهر تموز 1983 كان هناك قرار لقوى جود ان ترسل مفارز اختفاء في مناطق تواجد قوات اوك ( الاتحاد الوطني الكردستاتي) والقيام بعمليات ضدهم ردا على ممارساتهم الاستفزازيه ضد قوى جود والتنظيمات المؤيدة لهم .
فلذلك اجتمع مكتب البتاليون التاسع مع مكتب سريه شربازير لهذا الهدف وكنت احدهم وقالوا لي :رفيق نحن أخترناك ان تكون ضمن المفرزه المشتركه والتي ستقوم بمهمة في منطقه شربازير انت والرفيق ئاراس وهو ملتحق جديد من أهالي السليمانيه وستكونون من ضمن مفرزه مشتركه من حدك اثنان وحسك اثنان وباسوك واحد فاثار ذلك استغرابي لعدم معرفتي بالمنطقه بشكل جيد ولا اعرف أصدقاء للحزب يمكن يساعدونا فحاججتهم بذلك ولكن بدون فائده .
فقلت لماذا لايذهب احدكم وانتم من اهل المنطقه واقلها انتم تعرفون الطرق افضل مني, المهم رفض المهمة يعني للبعض ضعف او تخاذل وأنا لااريد ذلك فقبلت على مضض, جماعه حدك كانوا من منطقه شربازير وألاثنان اسمهما عثمان وجماعه حسك من منطقه شهرزور احدهم على بجكول اما النصير من باسوك فهو ابن السليمانيه لايعرف شيء عن المنطقه , تحركنا من قريه ته به كل صباح اليوم التالي , الادلاء كانوا من جماعه حسك في منطقه شهرزور, وبعد أن عبرنا في المساء الشارع الرابط بين ناحيه عربد والسليمانيه, وهو شارع خطر لكون تواجد المعسكرات الحكومية قربه اضافه الى مناطق لقرى ومجمعات الجاش وأيضا هناك احتمالات تواجد مفارز اوك في هذه المنطقة .ووصلنا الى اطراف منطقه شربازير وهي منطقه تواجد كثيف لجماعه اوك لكونها قريبه جدا لمدينه السليمانيه حيث يفصلهما جبل كويزه الممتلئ بالربايا والمعسكرات وهنا استلم مهمة الدلاله العثمانان لانهما من اهل المنطقه ,وصلنا عند الفجر متعبين الى مكان في سفح جبل كويزه قرب بستان عنب لم ينضج بعد وتحت الربايا لكن الجو الحار والبعوض الذي تكالب علينا لم يسمح لنا الخلود الى النوم . كان عندنا قطع خبزوكنا نتناولها شقفه شقفه خوفا من عدم تمكننا من الحصول على المزيد, فتشنا عن الماء فوجدنا عين صغيره في سفح الجل فملئنا الزمزميات ورجعنا الى مكاننا وهدفنا هو القيام بعمل ضد اوك في المنطقه . نحن كنا بألقرب من شارع مبلط يأتي من منطقه عربد ويمر بمنطقه شرباشير وهو طريق عسكري تركه النظام اثناء الحرب ألعراقية ألايرانيه وبسبب التواجد الكثيف للبيشمركه في المنطقه كنا نامل بمرور سيارات تابعه لاوك وهو هدف سهل لكن لن تمر أي سياره وعلى مايبدو كان الكثير منهم في المدينه حيث يحصلون على عدم تعرض من ممثلهم مع الحكومه في منطقه السليمانيه واصبح تحركهم الأكثر من الجانب الاخر يعني من قريه سيتك من خلال الطريق الرابط بين جوارتا والسليمانيه وهو الأقرب الى المدينه - انتظرنا الى المساء وتحركنا بقياده العثمانان باتجاه العمق في قرى شرباشير فاخذونا باطراف قريه ولاه نه وهي قريه صغيره اعتقد تتكون من خمسه بيوت فطلبوا منا البقاء في هذا المكان حيث ذهبوا لطلب المعلومات عن المنطقه من أقاربهم او من الموالين لهم وانتظرنا لحوالي الساعتين على مايبدوا تناولوا العشاء وشربوا الشاي الذي لم نشربه لليوم الثالث على التوالي جاءوا لنا بقطع خبز وبعض المعلومات حيث اخبروهم أقاربهم او بالأحرى نصحوهم بعدم الدخول بعمق المنطقه حيث المنطقه ممتلئة بانصار اوك ولهم مقرات في اكثرها فلهم مقر في قرى بزينيان وكوركه ير وسيتك وكه ره دي والقرى الأخرى فقالوا يجب ان نكون اكثر حذرا فاذا انكشف امرنا فمن الصعب ان نخرج من المنطقه سالمين فرجعنا الى موقع الاختفاء السابق وهنا بدأ نصيران حسك بأعلان موقفهم السلبي من البقاء في المنطقه حيث نوها بان الرجوع افضل وحاولنا اقناعهم في البقاء فقالوا هذه ليست منطقتنا ولانعرف أناس بها فهذا يعني لهم عدم التمكن من الرجوع بسلام لشهرزور. قررنا البقاء في مكاننا نراقب الشارع عسى ان نفلح بشئ ولم نرجع بخفي حنين وفي اليوم الثاني ازداد اصرارهم على الرجوع وفي نفس الوقت أصيب رفيقنا ئاراس ونصير باسوك بأعياء وحراره مرتفعة وجفاف لقلة تناول الماء , وهو مرض يشبه الملاريا , وأصبحت حركتهم صعبه هنا اتفقنا ان يرجع انصار حسك مع النصيران المريضان الى شهرزور ونبقى الثلاث هنا طلب مني العثمانان ان ارجع معهم وهم اذا قاموا باي عمل سوف يسجل باسم كل الأحزاب فرفضت بشكل قاطع الرجوع قلت ابقى معكم واتحمل كل الظروف ولم يتمكنوامن رفض بقائي حيث كنت أتكلم بأسم الحزب . رجع الاربعه في المساء وبقينا ثلاث اقترحت عليهم ان نذهب في اليوم التالي الى قريه ويله يه ر في المساء ويمكن في البدايه أن ننصب كمين بجوار الطريق المؤدي لها وخصوصا هي قريبه على السليمانيه عسى ان نفلح بشئ في حوالي الساعه الثالثه بعد الظهر صعدنا باتجاه القريه واختفينا بين الصخور بعد ساعه شاهدنا شاب يصعد باتجاه القريه عرفت ملامحه من بعيد فهو ابن اخت الرفيق دارا الذي استشهد في السليمانيه اثناء عمليه داخل السليمانيه وهذا الشاب يعرفني جيدا حيث كنا في بيتهم قبل الذهاب للقيام بالعمليه في السليمانيه فاخبرته اذا كان بامكانه ان يساعدنا قبل الدخول الى القريه ويخبرنا اذا كان هناك تواجد لأوك هناك فابدا الاستعداد ودعناه على امل لقاءه ثانيه في المساء بعد نصف ساعه نزل من القريه شاب لم يتجاوز الثمانيه عشر ربيعا فاستوقفناه وعلى مايبدوا على بساطته اوضح لنا بانه من تنظيم أوك في مدينه السليمانيه واسمه سالار كان يتصورنا نحن من جماعتهم المهم كان يحمل قنبله يدويه واوراق تنظيميه لم نعرف سبب سلوكه هذا الطريق قررنا الاحتفاظ به فعرف هو معتقل عندنا هنا تغير اتجاهنا لايمكن الذهاب الى القريه وهو معنا ونحن نفكر ماذا نعمل فاذا باطلاق نار كثيف باتجاهنا من اعلي الجبل على مايبدوا أن جماعة اوك كشفوا امرنا ردينا على اطلاق النار ونحن ننزل باتجاه الشارع وهو خطر كبير لو كان هناك انصار اوك ياتون بالسيارات من مقراتهم القريبه حيث الربايا قريبه ولو هم لايشتركون بضربنا لانهم لايميزون ان كنا اوك او غيرهم , استمر اطلاق النار مادمنا في النزول ومعنا الأسير اذا صحت التسميه ووصلنا قرب الطريق محتمين بالصخور ونناقش ماالعمل كيف نرجع لشهرزور في وضح النهار وفي مناطق مكشوفه والاعداء في كل مكان فاجئوني العثمانان بأن نصفي الأسير لانهم اطلقوا النار علينا وحتى نصبح اسهل حركه لان تركه سوف يكشفنا ويعرض حياتنا للخطر فانتفضت عليهم ورفضت بشكل قاطع ,حاولوا اقناعي قلت لهم هناك مسؤولين في شهرزور وهم يقررون أي اجراء يتخذوه فهموا موقفي وسكتوا على مضض لكن الان المهم كيف نخلص انفسنا وأن نخرج من المنطقه بوضح النهار والرصاص يتابعنا في هذه الاثناء سمعنا صوت سيارة حمل متجه باتجاه عربد فبسرعه اوقفناها وصعدنا والرصاص مازال مستمر باتجاهنا المهم نبتعد عن المنطقه الى اين المنطقه التي سنصلها ممتلئه بالمعسكرات والجحوش المهم قبل وصولنا الى عربد نزلنا قرب قريه خه رابه حيث معسكر للجيش بجوارها حيث اعرف المنطقه عندما نصبنا صاروخ صغير باتجاه المعسكر لكن عطل ساعه التوقيت أدى لعم انطلاقه المهم وجدنا وادي صغير بجانب القريه واختفينا به لان دخول القريه بضوء النهار غير ممكن والمعسكر جزء منها ممكن القول غابت الشمس ودخلنا القريه الذين لم يصدق ناسها بأننا بيشمركه حث قالوا انتم فرسان لان دخول البيشمركه في هذا الوقت غير ممكن فاقنعناهم وخصوصا انا عربي بينهم تناولنا العشاء وغادرنا بسرعه وعبرنا الشارع باتجاه شهرزور وهنا اطمئنينا وكنت أنا مرتاحا لاني خلصت حياة انسان من القتل لان سمة الانتقام كانت للأسف هي السائدة , كنت اشعر بالانتصار في الصباح الباكر التقيت بالرفاق واخبرت الرفيق أبو تارا الذي كان المسؤول الأول في المنطقه عما جرى وشكرني علي موقفي وتحدث مع سالار وأطلق سراحه وسأله ان كان يحمل نقودا او يعرف كيف يذهب الى السليمانيه .