تركيبة النظام الدكتاتوري/فيصل الفؤادي

يعتبر النظام العراقي والمتمثل بحزب البعث من أسوء الانظمة في العالم من خلال مايحمله من فكر وممارسة والتي كرسها خلال حكمه لفترات مختلفة من تأريخ العراق المعاصر , وفترة مجيئ البعث عام 1968 توضح التعامل السيئ للسلطة ضد الشعب العراقي من أعتقال وأرهاب وأعدام خلال الثلاثين سنة الماضية .

وتكون النظام من أبناء العشائر الذين التحقوا بالمؤسسة العسكرية وأجهزة الدولة والقوات المسلحة والمخابرات و تدرجوا الى مراتب معينة وأصبحت لهم ادواراً مهمة في هذه المؤسسات وزاد ذلك في أنضمام أبناء المدينة والمنطقة وحتى المذهب وأصبحوا القاعدة للحزب والسلطة .

ومع التنمية الانفجارية وتزايد العوائد المالية من جراء الثروة النفطية , قد ظهرت مجموعة من الوسطاء والمرتشين وأصحاب العقارات والمقاولات وكونت طبقة من البرجوازين والبيرقراطيين .

ويشير تقيم تجربة الحزب الشيوعي العراقي النضالية للسنوات 1968 الى 1979 الى – ( وقد أدى تنامي دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي الى تضخيم شديد في أجهزة الدولة والى توسيع كبيرفي قاعدة البرجوازية البيروقراطية , والى هيمنتها على النشاط الاقتصادي وتحكمها بالايرادات المالية الكبيرة , كما قاد الى تضخم في شريحتها العليا .

وعملت الشركات الرأسمالية الاجنبية على تكوين علاقات وطيدة مع قطاع المقاولات المحلي والمنتفعين من سلطة الدولة , الامر الذي أدى الى تحول فئة من رجال الحزب الحاكم واعوانه والعديد من كبار موظفي الدولة ومدراء شركات قطاع الدولة الى طغمة من كبار الرأسماليين جراء العمولات التي يستلمونها من الشركات الاجنبية لقاء التلاعب بالعطاءات أو تسهيل التعاقد على المشاريع .

وهكذا نمت وترعرعت فئة واسعة من البرجوازية البيرقراطية في احضان قطاع الدولة وبالارتباط الوثيق مع الرأسمال الاجنبي وشهد العراق لاول مرة عددا من أصحاب الملايين الذين كونوا الى جانب الفئات الاخرى من البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في المدينة والريف القاعدة الاجتماعية للحزب الحاكم وسلطته الطبقية التي تحولت الى سلطة البرجوازية البيرقراطية والطفيلية المرتبطة بالدولة والشركات الرأسمالية الاحتكارية [1] ) .

ومن هنا لا يمكن أن يتعامل حزب البعث بسلطته وبهذه القاعدة العريضة من هذه الفئات مع أفكار الحزب الشيوعي العراقي في بناء القطاع العام وتهيئة الطبقة العاملة وتطوير أمكانياتها وتطوير القطاع الصناعي والزراعي ودعم فقراء الفلاحين والكادحين وبالتالي بناء الاشتراكية وغيرها .

 

( وقد ادى مجمل النهج الرجعي للحكم في مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية , فضلا عن ايديولوجية العداء للشيوعية المتأصلة لدى قادة البعث في العراق , الى تصعيد حملات القمع الدموي ضد الحزب الشيوعي [2] ) . وهكذا أصبح الحزب الشيوعي العراقي يسير بخط يتعارض مع سلطة البعث ونهجها الارهابي والشوفيني .

وهكذا تبنى النظام الدكتاتوري الدموي نهجا معادي لشعبنا وهذا ما تجسد في شنه الحرب ضد الجاره أيران والتي أدت الى خسائر فادحة من أبناء شعبنا ومن مختلف الفئات, والذي سبب تعطيل كامل لكافة ميادين العمل وسبب تراجعا كبيرا في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والفنية .

وتميز النظام الدكتاتوري بنهج ثابت من الممارسات القمعية الدموية والاغتيالات والاعدامات والقتل والتخويف والاهانة وأذلال الانسان والحط من قيمته وأصبح المواطن مهان الكرامة لا يستطيع أن يغير شيئ بل لا يستطيع أن يتحدث مع عائلته خوفا من أجهزة النظام ومخابراته المتيقضة دائما ضد شعبها . ومن أهم هذه الميزات :

 

1- نظام سلطة الحزب الواحد

2-  نظام دموي ذو أساليب فاشية .

3- معادي للديمقراطية .

4-معادي لطموحات الشعب الكردي , شوفيني  في أفكاره وأساليبه .

5- ضمت قاعدته الاجتماعية الطفيليين والبرجوازيين البيروقراطيين.

6- نظام ديماغوجي في ممارساته ( ساوى بين المنظومة الاشتراكية والامبريالية ).

7- أتباع سياسة معادية للدول العربية المتحررة ولا سيما سوريا واليمن الديمقراطية .

8-أستعمال سياسة تبعيث الشعب العراقي في كل مرافق الدولة الرسمية وشبه الرسمية .

9- تطبيق سياسة فرض الهيمنة الكاملة فكريا وسياسيا وتنظيميا على المؤسسات العسكرية , وازالة أي تأثير للقوى السياسية الوطنية والتقدميـــــة عليها.



[1]  تقيم تجربة حزبنا 1968 – 1979 ص 44و 45 .

[2]  نفس المصدر السابق ص 55 .