انا افتخر بالملابس الكرديه وهذا شرف لي! / ئارام هورامي
مذکرات من دفتر پشمرگة(ئارام هورامي)..
كنت على معرفه باحد الانصار البيشمرگه وهو من اهالي البصره كان ذلك في نهاية الشهر الرابع سنة 1988 وسيف الانفال وجرائمها لم تصل بعد الى مناطق الجباري والمناطق الاخرى المحاذيه لمدينة كركوك نعم ! كانت حملات الانفال في بداية مراحلها. كان عدد الانصار البيشمركه العشرات عند وصولنا الى قریة قرهنجيره الواقعه في منطقة شوان شمال مدينة كركوك، التقيت ببعض الرفاق البعض منهم لم التقي بهم من ثلاث سنوات ومن بين هؤلاء رفيق هيوا رش (الاسود) رغم انه لم يكن ذو بشره سوداء ولكنه كان كالاسد في المعارك. التقبت ايضا بالرفيق سيفر واخرين.كان اللقاء بهؤلاء الرفاق الاعزاء فرحه لاتوصف، في نفس الوقت كان دقات قلبي تبوح بخبر ماساوي ، خبر الدمار وابادة لمناطق اخرى من بينها شوان وسهل كويه وكنت اقرأ و ارى الانتظار الرهيب في وجوه وعيون الكثير من اهالي القرى التي كنا نمر بها... التقيت بشاب قرب احدى جدران قرية هنجيره، کان عمره لايتجاوز عشرون عاما طويل القامه مثل شجرة النخله البصراويه وهو من اهالي البصره وجسده اسمر فولاذي كصخور جبال قنديل، وعندما التقيت به لاول مرة كان ذلك وادي "كرجال" اي الوادي الذي لايصل اليه اشعة الشمس حسب مايسميه منطقة هورامان وكان حينذاك سنة 1984 ومعه رفيق اخر اسمه ملازم فاضل و کان الاثنان من خريجي كلية العسكريه من اليمن الجنوبية، ناديته بالاسم الذي تعودت عليه ابو يسار رد عليه : هنا اسمي ملازم سعد! بالنسبه اليه لم يتغير اي شئ انه رفيق ومصيره ومصيري ومصير الاخرين من الرفاق هي السفينه المطوقه بانياب وحش الانفال،،
سالته عن الرفيق ابو عناد والاخرين رايت ابو عناد ايضا هذا الرفيق كان من احد ابطال معركة (كريم علكه) سنة 1987 الذي استشهد فيها الملازم الرفيق بروا. ابو عناد كان ساقه اليمين مجروحا وانا متصوب بسبب السلاح الكيمياوي وكلانا نقلنا على اثرها الى المستشفى اوك في قرية بلكجار.
اما عن الرفيق الملازم سعد فلا اريد ان انسى حكايته طلبت منه ان يكتب في دفتر ذكرياتي اليوميه كم جمله حتى اذا كانت قصيره ودفتر ذكرياتي هو الدفتر الخاص بي وبرفاق النضال الشيوعي كنت ادون كل المعارك التي خضناها معا وهذا الالهام في كتابتي للذكريات اخذتها من ملحمة ابطال قلعة بريست الروسيه التي كتبت اثناء الحرب العالميه الثانيه
كتب الملازم سعد مايلي قال لا اتصور هذه الصفحه تكفي وقلت لم لا قال انت صورت الحنين والحزن والالام والماساة والمواويل وعيون العشاق ....قلت نعم حفظت الذكريات على ظهر قلبا اسماء لرفاق تتالق في سماء الوطن ينزف دما ويصب في انهارا.....
استشهاد الرفيق سعد في منطقة (عين تركه) هناك سهل اسمه سيپا، ومامعناه باللغه الكرديه التل ذو ثلاثة ارجل ، وبطل على مناطق واسعه من منطقة گرمیان وحسب روايات اهل المنطقه اذا تاه شخص في هذه المنطقه الطريق فما معناه نهاية حياته لان التلال متشابه مع بعض ويابسه كان الفصل صيفا ومفارزنا متوزعه على مناطق مختلفه ، لتجنب الضربات والمعارم الجبهويه ، والاختفاء اسهل ولتلافي الخسا ئر الفادحه حيث ان القرى هدمت كليا واحرقت والاهالي اخذوا من قبل الجيش العراقي والجحوش بالانفال السيئت الصيت
وكانت مفرزة ملازم سعد كانت حلقة الوصل بيننا وبين رفاق الكويه لتنسيق وسحب بتاليون هورامان وگرمیان الى الخطوط الخلفية في جبال قنديل وبعد ذلك انسحب قيادة القاطع (ابو لينا.. ) اثناء عمليات الانفال وبدون علم الرفاق والاكثر قساوة تركوا الرفاق وحدنا في نار الانفال... الوقت كان صيف تموز والايام تجري بسرعه ونحن بانتظار خبر مفرزة الملازم سعد للتحرك الى الاتجاه الاخر، اي اتجاه طريق سليمانيه كركوك ومن ثم نتجه باتجاه سهل اربيل، والطريق كان ليس سهلا كان هناك تمشيط عسكري من قبل الجيش والجحوش على حدا سواء، وخاصة مفارز الجحوش الخاصه، واكثرية هذه الجحوش كانت عائده الى الحزب الديمقراطي الكردستاني(پارتي) وكان لهم علاقه شخصيه بمسعود البارزاني والاحزاب الكرديه الاخرة، فقتل واصطياد البيشمركه وخاصة من الحزب الشيوعي العراقي من التجارات السياسيه المربحه.
المكافئه كانت كبيره جدا حيث كل من يقتل او ياخذ احد البيشمركه كاسير يستلم خمسه وعشرون الف دينارا اضافة الى سياره وقطعة ارض اما اذا البيشمركه يريد ان يرجع الى احضان النظام فيعفى من تهمته بشرط ان يقوم بتسليم احد رفاقه وهذا ماكان يفعله قسم من البيشمركه ، مع الاسف الشديد. وهذه الخيانات كانت متفشيه بشكل واسع بين مسلحي البارتي فقتل رفاقنا الشيوعيون في جباري(رفيق قاسم والاخرين) في الشهر الخامس من الضربات المؤلمه القويه للحزب..
اقتربنا من نهاية شهر تموز ونحن بانتظار ان نسمع اي خبر عن مفرزة ملازم سعد ورفاقه وبعد اسبوع من الانتظار المتعب جاءنا خبر مقتل الرفيق سعد ورفاقه من احد مفارز اوك يكتي المدعوا سيد كاكه المسمى شيخ كريم، الرفاق استشهدوا على ايدي المفارز التابعه لحزب اليكتي بقيادة هيمن رش هيمن الاسود احد المسؤولين القدامى وكان له اتصال سري بامن النظام وكان من اجل الحصول على العفو العام من قبل النظام وعليه ان يقتل وياسر الرفاق الشيوعيين العرب وكانت الضحيه هم الرفيق سعد ومفرزته. جريمه شنعاء وقذره بحق ابطال شاركوا في ملاحم البطوله من البصره الى كردستان خيانه بحق تلاحم نضال الشعوب المضطهده. انه بالفعل المدعي هيمن رش الذي خان وقتل رفاقنا من اجل النظام البعثي العفن ولتشويه الصوره عن البيشمركه
انا افتخر بالملابس الكرديه وهذا شرف لي!
هذا ماقاله البطل الرفيق سعد لجلاوزة النظام عند الاستجواب لماذا تلبس الزي الكردي؟ جواب نفتخر به من بطلا مثل الرفيق سعد ضربة مقابل الخيانه لالاف من المقاتلين الكرد للوطن والشعب ، كلمات الرفيق سعد بقيت في ذاكرة الملايين وسكاكين تنخر في نفس كل انسان باع وخان من اجل حفنة مال وبسعرا بخيس...
جروح ثورتنا
ام ملازم سعد قالت مایلي:
عندما توجە ابني من شواطيء البصرة و نذرتە الیکم، کان عمرە لم یتجاوز تسعة عشر ربیعا، توجە الێ جبال کوردستان و احلام الحریة تعناقە لیلا نهارا، لم امنعه ابدا، ابني سعد أو ماتسمونە انتم رفیق ابو یسار، لم یکن یتعامل مع اهل کوردستان کمحتل، کان یحب اطفالکم، تماما مثل حبە لأطفال مدینته، کان یرتدي ملابس کوردیة مثلکم..
بعد خمسة عشرة سنة من الافتراق، قررت المجيء الێ کوردستان لأفتقدە و التقي بە ثانیة اذا کان ذالك حیا. لم اصدق أنە استشهد و لکنني بودي ارێ حتێ لو جثتە. بعد ٢٠٠٣ سقوط الطاغیة سافرت الێ کوردستان و الێ احد مقرات حزبە في مدینة اربیل، اتمنێ لو لم اقوم بهذە الرحلة الطویلة و المرة، مرة اکثر من سنوات انتظاري لە. من المثیر و الدهشة، بدل ما استلم جثتە، استلمت مکتوب صغیر، لم یتجاوز اکثر من خمسة اسطر: ابنك قتل بید کوردي اسود و استلم الێ البعثیین و هو یرتدێ ملابس کوردیة..
انا لم کن الأم الوحیدة، التي قتل ابنها بهذا الغدر. کانت في حارتنا امرأة تسمێ ام لیلێ، کانت بنتها مخطوبة و هي پیشمرگة، استلمت نفس رسالة مماثلة، ابنتك استشهدت بالمعارك الاخوة في کوردستان، قتلت في الاسر بأیدي مجومعة من پشمرگة گرمیانیة، احفاد ابید اهلها في حملات الانفال.
التقیت بأمرأة اخرێ، تدعێ ام قاسم، استشهد قاسم قرب قریة تیمز آوا(منطقة قرە حسن) شمال کرکوک، غدر به من قبل پشمرگة موالین لخائنن اسمە تحسین شاویش، بعثي کوردي و حالیا من اقرب رجال مسعود برزاني.امهات اخرێ کانوا في سبیلهن، لنفس الغرض الێ کوردستان، قبل الرجوع عرفوا ان کوردستان مليئة بالمئات من امثال هیمن الاسود و خونة مثل تحسین شاویس، بایعي الضمائر، هم اسرێ و یتاجرون بأسرێ و یأنفلون شعبهم، شعب رغم المأسي لا یعرف معنێ الحریة،،
لاتسافرون یا ام الشهداء الێ کوردستان!
ئارام هورامي
گرمیان صیف ١٩٨٨ بعد عملیات الانفال
---------------------------------------------------------------------
١- سوپاس بۆ هاوڕێ کاوە چاوشین، کە زانیارییەکی دەوڵەمەند کرد
٢- مولازم سەعد: ئەو پێشمەرگە شیوعییە بوو کە دوای ئەنفال لەگەڵ سێ هاوڕیی دی لە دەڤەری گەرمیان بەدەستی هێمنە رەش و چەند پێشمەرگەیەکی دی یەکێتی، بۆ رزگارکردنی خۆیان، پیوەندییان بەبەعسەوە کردبوو، بەبرینداری وەک دیاری ڕادەستی بەعسییان کردبوو. سەرچاوە( بروانە یاداشتەکانی خامەی پێشمەرگەیەک، لاپەرە ١٠٣، چاپخانەی رەنج ٢٠١٥)
٣- بۆ شەهیدکردنی هاوڕێ قاسم و هاوڕییانی بەدەست پێشمەرگەکانی پارتی سەربە قالە فەرج، بروانە ههمان سەرچاوە لاپەرە ١١١