الفترة الثالثة - ( بشتاشان ) / فيصل الفؤادي

   لقد دفع موقف الاتحاد الوطني الكردستاني المعادي للحزب الديمقراطي الكردستاني الى عداء للحزب الشيوعي العراقي وبأشكال مختلفة ومنها تأليب الجماهير ضد الحزب والتحرك ضد مفارز الانصار المتجولة في أربيل أو السليمانية والقيام بكمائن لها وغير ذلك من الاعمال التي تخدم النظام الدكتاتوري .

كانت علاقة الاتحاد الوطني بأحزاب ( جود ) ( الحزب الاشتراكي الكردستاني , الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي ) سيئة للغاية , ويشير الكاتب عزيز سباهي الى ( وكانت سلطة بغداد تضغط من جانب لتوتير الاوضاع , كما كانت ايران تدفع من الجانب المقابل عبر حدك والاحزاب الكردية المتحالفة معه لتأزيم الاوضاع . وكانت الذرائع للاحتكاك والاصدامات بين الاطراف المختلفة عديدة , فالى جانب التداخل في المقرات والمسالك ومناطق التحرك ,كانت هناك الاختلافات حول التحاق هذا المرتزق أو ذاك , ونزعات الثار والاندساسات [1] ) .

 تأريخيا هناك علاقة جيدة بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني , وسبق وان أشرنا لها في المبحث  الثاني وبالذات مع الملا مصطفى البرزاني , ولكن العلاقة مع رموز وقيادة الاتحاد الوطني ( جلال الطلباني  – ابراهيم أحمد) الذين أسسوه في سوريا عام  (1/6/1975)  الذي تكون من ثلاث كتل هي كوملا والاتحاد الوطني- الخط العام - والحزب الاشتراكي  , لم تكن على مايرام وهذا ماذكرناه في اشكال تعاملهم مع الانصارالشيوعيين عندما كانوا في كردستان بعد عام 1963 وحصارهم الذي فرضوه على الانصار

(أن الانقسام الذي شهدته القوى المسلحة في كردستان والصراعات الدموية التي امتدت لسنوات , حتى عقد الجبهة الكردستانية عام 1988 بين ذات الاطراف المتصارعة بالامس , الحقت اضرارا جسيمة بحركة المعارضةالعراقية وخاصة بحركة التحرر القومي الكردي وبسمعتها  واثرت سلبا على دعم الرأي العام لها وعلى مزاج الجماهير وبعثت اليأس في اوساطها[2] ) .

   بدات المعارك في مناطق أربيل ومنها في منطقة باليسان وورته وخوشناو وبعض القرى وقد وقع بعض الانصار والبيشمه ركه من جبهة جود  في كمائن الاتحاد الوطني وراح ضحيتها العديد منهم .

في شباط عام 1983 دخلت مفرزة كبيرة نسبيا من مفارز حزبنا الانصارية ضمت أكثر من 90 مقاتلاً الى مدنية أربيل . وبعد أن اكملت مهمتها الانصارية وانسحبت من المدينة , وقعت طلائعها في كمين نصبه مقاتلو ( أؤك ) .وكانت علاقات حزبنا جيدة انذاك مع ( أؤك ) ولم يكن قد مضى غير ايام على توقيع الاتفاقية ( الاسترتيجية ) بيننا حول العمل المشترك ضد النظام  والتي وقعت في 5 شباط عام 1983 .

وقد أصدر الحزب بيانا أوضح فيه دور ( أؤك ) بتصعيد القتال من أجل سفك دماء الانصار الذين يناضلون من أجل أسقاط النظام الدكتاتوري في بغداد .

لايخفي علينا أن النظام الدكتاتوري بعث بعدة رسائل الى الاتحاد الوطني الكردستاني من أجل التعاون معه , وأخيرا في نهاية عام 1982 وبداية عام 1983 أتسمت العلاقة مع النظام بالجدية والجوده , وقد قام النظام بتقديم المساعدات العسكرية واللوجستية والمادية والطبية ... وغيرها للاتحاد الوطني .( دخل جلال الطالباني المفاوضات مع الحكومة البعثية بعد أعلان الهدنة معها ونال لقاء ذلك 11993678 دولارمن الحكومة ,بعد أن شكل عمر شيخ موس عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني شركة أكوم الوهمية للسكر في لندن لنيل المبلغ من مصرف الرافدين )ويشير الكاتب الى تفاصيل المحاكمة في لندن بين مصرف الرافدين والاتحاد الوطني الكردستاني.(من كتاب النفط والاكراد لكمال مجيد ص 80 ) .

وكان للحزب علما باللقاء الذي تم بين الوفد الحكومي في مقر الاتحاد الوطني في (13 شباط 1983[3]) , وقد أوضح الحزب الشيوعي العراقي موقفه من هذه اللقاءات والاجتماعات مع النظام , كونه يعيش أزمة مستعصية وهو يلجأ الى المناورات المعروفة لخداع الجماهير وابناء شعبنا .

 وقد جاءت في رسالة المكتب السياسي للحزب الى المكتب السياسي للاتحاد الوطني في 24 شباط 1983 ما يلي: ( اننا في علاقات تحالف مع حدك – وحسك والحزب الاشتراكي الكردي ( باسوك ) في جود . وفي علاقة تعاون معكم ثبتناها في البيان المشترك في تموز / 1982 والمحضر المشترك في شباط /1983 , كما اننا جميعا قد وقعنا اتفاق طرابلس من أجل تحقيق هدف قيام الجبهة الوطنية العريضة ).

   في الاول من أيار 1983 وتحت شعار (الانتقام يأتي في حينه ولكنه يكون قاسياً ) بدأ هجوم الاتحاد الوطني الكردستاني على قوات جود وعلى قوات الحزب الشيوعي العراقي , كانت هذه القوات – أي قوات اوك - مجهزة بأخر المعدات العسكرية، وجرى استطلاع ترهيبي للطيران الحكومي على المنطقة وكانت قواته تضم عدد كبير من الجحوش أضافة الى الاعداد الكبيرة من قوات الاتحاد التي قدرت بحوالي 1500 الى 1750 وكانت تحمل الاسلحة المتوسطة ( بي كي سي ) ومدافع الهاون المختلفة.

بعد القصف الكثيف أقتحمت قوات الاتحاد الوطني والقوات الداعمة لها مقر بشتاشان الذي كان يضم  مقر المكتب السياسي والعسكري والاداري والاعلامي أضافة الى أذاعة صوت الشعب العراقي والمستشفى والمدرسة الحزبية ومرافق العمل الاخرى  .

أسفر الهجوم عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء حوالي (70) نصيراً وعدد غير قليل من الجرحى والمفقودين وأغلب هؤلاء الشهداء من الكوادر العلمية والثقافية والمهنية , وسيطرت هذه القوات المهاجمة على جميع  مقرات الحزب , وقام البعض من عناصرأؤك بقتل  بعض الانصار بعد أن يكتشفوا أن الاسير هو من القومية العربية  , أو يجري أهانته على أقل تقدير .

ووقعت في الاسر مفرزة مكونه من(72) نصيراً بعضهم من قيادة الحزب وهم (كريم أحمد وأحمد باني خيلاني وكوادر عسكرية وحزبية ) أضافة الى العشرات من الانصار والنصيرات [4].

أما البقية من الانصار فقد أنسحبوا الى قمم الجبال التي تغطيها الثلوج بعد أن أحرقوا بعض الوثائق ودمروا المعدات المهمة.

 كان الانسحاب الى قمة جبل قنديل الشاهق غاية في الصعوبة خاصة وأن البعض منهم كان كبيرا في السن أو يعاني من الامراض . وقد عانوا الكثير من الجوع والبرد والقلق وغير ذلك.

كانت معركة بشتاشان جريمة بحق ,حيث أستشهد فيها كوادر الحزب الشيوعي وأغلبهم من ذوي الخبرة الحزبية والشهادات العلمية والفنية وهم لا ذنب لهم بقدر ماكانوا أبناء برره يناضلون من أجل حقوق الشعب الكردي نفسه والذي هو جزء من القضية الكبرى في العراق ومن أجل أسقاط النظام الدكتاتوري , وأقامة البديل الديمقراطي الذي يحفظ حقوق هذا الشعب المناضل .

وأستطاع البعض المقاومة ببطولة وخاصة المدفعية التي أنهالت بقذائفها على المهاجمين , حيث يشير مسؤول القوات المهاجمة (ناوشيروان في كتابه: الاصابع تسحق الاصابع ) , الى تأثير المدفعية في هجومهم , أضافة الى المقاومة الفردية من الانصار الاخرين , الا أن المباغتة للقوات المهاجمة لم تستطع معها قوات الحزب الشيوعي العراقي من الدفاع عن مقراتها بشكل كاف , حيث كان الغدر , فقبل يومان أي يوم 27 نيسان جاءت مفرزة من الاتحاد الوطني ( حسب شهود عيان ـ أحد الانصار ) وتم مساعدتهم وتجهيزهم بما يحتاجون من خبز ومعلبات , وسمح لهم بالمرور برغم الخلافات الحادة مع الاتحاد الوطني  .

( ولم تتلق قوات الانصارالشيوعية في بشتاشان الدعم والتعزيزات حتى من الانصار الشيوعيين في المناطق المجاورة , فبرغم تكرار المكتب السياسي ببرقياته الى قاطع السليمانية الذي كان يقوده بهاء الدين نوري والملا علي بأرسال نجدات عسكرية أو مشاغلة قوات أؤك , الا أنهما لم يعيرا للامر التفاتا بحجة تعذر أرسال النجدة بالسرعة الممكنة[5]  ) .

ولكن قاطع السليمانية وقع اتفاقية مع ( أؤك ) سميت ( عدم الاعتداء والتعاون ) في منطقة ديوانه وسميت الاتفاقية بهذا الاسم (أتفاقية ديوانه) .

 وقد أدان الحزب الشيوعي العراقي هجوم أؤك على مقرات الانصار جاء فيه (عقدت اللجنة المركزية اجتماعا طارئا في الثامن من أيار 1983 ,بحثت فيه الاوضاع الراهنة الناجمة عن الهجوم العدواني الغادر الذي قامت به قيادة أؤك على مقرات انصار الحزب وقوى الجبهة الوطنية الديمقراطية في الاول من أيار 1983 , الذي أودى بحياة عشرات المناضلين وارتكبت فيه جرائم بشعة لا تحصى واعلانها الحرب على الجبهة الوطنية الديمقراطية .

وجاء فيه ,( .. أقدمت قيادة أوك في الاول من أيار الجاري على ارتكاب جريمة بشعة لم يسبق لها مثيل . وذلك بقيامها بهجوم غادر على منطقة بشتاشان ,على مقر المكتب السياسي لحزبنا والمراكز الحزبية الاعلامية والطباعة والعوائل والمدنيين من أعضاء وكوادر حزبنا ومقرات الحزب الاشتراكي الكردستاني – العراق ومواقع أخرى لاطراف جود .

وأضافت في هذا البيان - لقد ظهر ( فرسان العمل الثوري ) كما يحلو لهم أن يسمو أنفسهم , ( بطولاتهم ) ضد رفيقات لنا بعمر الورد جئن ليشاركن في النضال ضد الدكتاتورية الفاشية , وقتلوا العديد منهن ممن عرفتهن الجماهير الفلاحية الكردية مثالا مشرفاً للنساء العراقيات المناضلات المضحيات , وقتلوا عددا من شغيلة الطب الذين كانوا في خدمة رفاقهم الانصار وجماهير القرى الكادحة , وقتلوا عدداً من الكوادر الحزبية التي أفنت زهرة شبابها في السجون والمنافي وظروف العمل السري الشاق والملاحقات القاسية )[6] .

  في الوقت نفسه , حيت اللجنة المركزية المقاومة البطولية التي ابداها رفاقنا وأنصار جود, ومجدت الشهداء الابرار الذين سقطوا صرعى هذا الهجوم الوحشي .... وأكدت اللجنة المركزية على (.. ضرورة أتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتعزيز التعاون بين اطراف جود والارتفاع به الى مستوى أعلى في جميع المجالات لمجابهة المخطط التأمري واحباطه , وتصعيد نضال شعبنا بجميع قواه الوطنية ضد الحكم الدكتاتوري الفاشي العدو الرئيسي لشعبنا وضد كل المتعاونين معه في تنفيذ جرائمه البشعة[7] ) .

وقد أدانت أحزاب جود في بيان لها هذا الهجوم الغادر.

لقد خسر الحزب المعدات والاجهزة والاسلحة وغير ذلك وقدرت في حينها من أحد المصادر بين 5 الى 7 ملايين دينار عراقي .

وتشير وثائق المؤتمر السادس الى تأثير هذا الهجوم على قوات الحزب , (... الى اشاعة مشاعر خيبة الامل والاحباط في صفوف الانصار وتسرب المئات الى خارج كردستان , ولم تنج بقية الانصار من الاثار السلبية التي تركتها الاحداث ) .

في وثيقة حزبية يكشفها لي أحد الكوادر الحزبية المتقدمة في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق نوري (أ .صباح) الى ( انني قرأت رسالة معنونه من ناوشيروان الى أحد القياديين في الاتحاد الوطني يقول فيها – نحن ضربنا الحزب الشيوعي العراقي الذي هو عدو البعث والحكومة وكان ومن المفروض أن يعطينا صدام حسين كل شيئ وكل ما نطلب , حيث وفرنا له ظروفاً جيدة للعمل في منطقة كردستان , بعد أن قضينا على أحدى قوات المعارضة ) .

بعد فترة غير قليلة أرسل الحزب العديد من الانصار الى الخارج وخاصة المرضى والعوائل وكبار السن ومن أرسل لغرض العلاج أو الدراسة وكذلك الراحة.

  لقد تأثر الحزب بشكل كبير معنويا وماديا وبشريا وأصبح وضع القوات الانصارية صعب جدا , خاصة وأن أثناء الازمة وقع عضو المكتب السياسي كريم احمد الذي كان اسيرا لدى الاتحاد الوطني أتفاقا مع قيادة الاتحاد الوطني  في العاشر من أيار 1983 بوقف القتال والذي اريد فيه  تطمين القوات الاخرى في أربيل وبهدينان الى وقف القتال في حين تقوم قوات أؤك الاخرى بجريمة منظمة في بشتاشان والمناطق التي تتواجد فيها قوات الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني .

كما أنتقل العديد من الانصار الى مواقع أخرى أو في قواعد أخرى في قاعدة بهدينان أو مقرات أربيل . وبدأ الانصار بناء قواعد جديدة لهم في لولان وبدأ العمل ثانية ًمن الصفر .

 حملت قاعدة الحزب الرفاق في القيادة بعضاً من المسؤولية لهذه الجريمة والتي كان بالامكان عدم الوقوع فيها لوكانت قيادة الحزب تتابع الاوضاع السياسية وتطوراتها بشكل دقيق على الساحة العراقية , و تحليلها لطبيعة الاحزاب البرجوازية الصغيرة ومصالحها الخاصة التي هي فوق كل شيئ .

ويذكر السيد قادر رشيد في كتابه ( حتى سنة 1982 لم تفكر أية جهة في أن تجعل هذه المنطقة مقرا وقاعدة لنشاطاتها الرئيسية والعسكرية والاعلامية ...ويقول - بأن الرفيق احمد باني خيلاني ذكر له شفهيا – بأن المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي , ارسل في تلك السنة ثلاثة من اعضائه المختصين في المجال العسكري , من قرية نوكان الى بشتاشان لدراسة موقعه وتقيم ما اذا كان مناسبا وملائما لجعله مقرا للقيادة , وكان الرفاق الثلاثة هم أحمد بانيخيلاني , وملا علي وعبد الله ملا فرج  و واراخاجادور, وبعد دراسة المنطقة توصل الرفاق الى نتيجة مفادها ان المنطقة غير صالحة لبناء قاعدة عسكرية للحزب فيها . وبعد عودتهم ابلغوا المكتب العسكري بأن المنطقة  موضوعة البحث ليست صالحة من الناحية العسكرية ومن الافضل التفكير في اختيار منطقة أخرى[8]   ..).

كما ويذكر الكاتب قادر رشيد  مجموعة من الاسباب منها أن الموقع معزول وبعيد عن مواقع القوى والاحزاب الاخرى , وصعوبة تأمين الذخيرة والمتطلبات اليومية ووعورة جبل قنديل كون القرية تقع على سفحه وخاصة في الشتاء وبعيدة عن مقراتنا في القواطع الاخرى ....الخ .

 

  واشير الى ان أسباب أحداث بشتاشان فهي كثيرة واوجز بعض اسبابها –

1-   طبيعة الاحزاب البرجوازية وتذبذبها وفق مصالحها .

2-   الصراع والمنافسة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

3-   تأثير السلطة العراقية على الاتحاد الوطني وتقديمه للاغراءات الكثيرة من أجل كسبه اليها .

4-   تواجد قوات الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود ) على الساحة الكردستانية أثار حفيظة الاتحاد الوطني الكردستاني كون جبهة ( جوقد ) التي تضم الاحزاب الاخرى غير متواجده على الساحة الكردستانية .

5-   العلاقة المتينة التي تربط عائلة جلال الطالباني مع عائلة صدام والتي تحدث بها أكثر مرة بعد السقوط 2003 .

أما الجوانب الاخرى من النواقص فهي ذاتية كان على الحزب متابعة تنفيذها خاصة وأن هناك معارك حدثت مع قوات أؤك كان عليهم الحذر منه , ومن هذه العوامل أيضا هو عدم وجود خطة للدفاع عن المقرات , وضعف في أستباق الاحداث ومتابعتها أي عدم وجود جهاز أستخباراتي يتابع دور الاحزاب وممارساتها وطريقة عملها مع الحزب وعلاقتها مع النظام وعدم الدخول مع طرف ضد طرف أخر وكان من الضروري بقاءنا محايدين بين تلك الاطراف المتحاربة . وأكدت التجربة ضعف الجاهزية القتالية عند الرفاق في هذا الموقع والذي أدى الى الخسائر المعروفة وضعف التقيد بالاوامر الصادرة من القيادة العسكرية برغم أن القيادة العسكرية تفاجئت بهذا الهجوم بشكل كبير , لانها لم تكن تتوقع ذلك .

ويشير تقيم حركة الانصار الصادر من المؤتمر السادس للحزب الى ( وكشفت هذه الضربة الخلل السياسي والفكري وضعف تحليلنا لطبيعة الاحزاب القومية وعدم كفاية ادراكنا سرعة انتقالها من موقع لاخر , كما أكدت الخلل في الجانب العسكري والثغرات في موقع بشتاشان عسكريا وضعف التحكم في القواطع وتجميع قواها عند الضرورة  )[9] .

وعلى ضوء ذلك أجتمعت أحزاب الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود ) لدراسة ماهو الرد على الهزيمة التي تلقوها من قوات الاتحاد الوطني والقوات المساندة له من جحوش وقوات الحكومة العراقية , وقد قررت هذه الاحزاب الرد على قوات الاتحاد الوطني والانتقام منها .

وبدأ التحضير لهذه المعركة والتي تم جمع الكثير من القوات لهذه الاحزاب حيث وصلت مفرزة من أنصار الحزب الشيوعي العراقي من قاطع بهدينان بقيادة الشهيد نزار ناجي يوسف  كقوات دعم لهذه المعركة , وأستلم بعض العسكريين هذه المسؤولية وبدأ الهجوم المعاكس في أيلول 1983, وأمام أمكانية قوات الاتحاد الوطني والقوات المساندة لها ,لم تستطع قوات جود من عمل شيئ بقدر ما أنها واجهت قوات مسلحة تسليحا جيدا ومتطورا أضافة الى تفوقها في أمور أخرى مثل التموين والنقل والاستخبارات,وأسفر الهجوم عن خسارة كبيرة بين صفوف أحزاب ( جود ) من أرواح وممتلكات , أضافة الى المعنويات و كانت قوات جود لاتملك القوات الكافية العددية والتسليحية , في حين كان أستعداد المقابل للمعركة بشكل يؤهلها للانتصار, ووما جاء في تقيم حركة الانصار ( وفي تقدير خاطئ بعد معركة بشت أشان الاولى خاض الانصار اعمالا عسكرية اخرى غير مبررة مع الحلفاء في جود ( مع حدك خاصة ) ادت الى خسائر اضافية بشرية ومعنوية وذلك في معارك بشتاشان الثانية صيف عام 1983 نفسه[10] ) .

 *******************************

[1] عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ج3 ص222

[2] تقيم الحركة الانصارية 1979 –1988 ص94 .

[3] يضم الوفد الحكومي ( أبو أحمد و أبو عدي و أبومحمد ), بشتاشان بين الالام والصمت ص 93.

[4] .( أصدرت رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين بيان صادر في 19 أيار 1983 يقول فيه – انه لمفجع , بالنسبة لنا المثقفين خصوصاً أن يؤدي هذا الاعتداء أستشهاد وفقدان وأسر العديد من زملائنا المناضلين . لقد استشهد الفنان المسرحي والسينمائي شهيد عبد الرضا ( أبويحيى ) الذي سقط جريحاً ثم فتك به البرابرة طعناً بالحراب ,والشاعر الشاب محمد صالح الساعدي ( أبو وطفاء ) والقاص الشاب جعفر عبد الائمة( أبو ظفر ) وشمل القتل والاعدامات العديد من ذوي الاختصاصات والكفاءات في مجالات الطب والهندسة والقانون والتكنلوجيا وغيرها .. وبالاضافة الى ذلك انتزعت الهجمة العدوانية الكثير من أعضاء هيئة تحرير مجلة اتحاد الادباء الاكراد وكثير من أعضاء رابطتنا ..ث ج  عدد 170 –1986 ص 167 ) وقد نسى البيان الصحفي النصير الشهيد باسم محمد غانم وهو مراسل طريق الشعب في 1976 من محافظة ميسان , وله كتابات كثيرة في الصحف اللبنانية .

 [5]  عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ج3 ص 224

[6] استشهدت النصيرة عميدة عذيبي الخميسي( احلام )

[7]   الثقافة الجديدة  عدد 144ص 198

[8] بشتاشان بين الالم والصمت ص 14 و15  .

[9] تقيم الحركة الانصارية ص 91

[10]  تقيم الحركة الانصارية 1979 –1988 ص92 .