حين يذكر اسم بشار رشيد في الاوساط الرياضية تدمع عين كل من رافقه كلاعب وكرفيق درب مستنير يسعى لكل ماهو افضل من اجل العراق. فكان بشار مدافعا حقيقا عن حقوق الشعب والعمال والكادحين رغم انه لاعب كرة قدم مشهور في زمانه لم يمله المجرمين وقتا كافيا كي يرسم بانامل خواطره لوحة (وطن حر وشعب سعيد).

في الوقت الذي كان فيه الظلاميين والساعين لعودة العراق للمربع الاول من خلال مخططاتهم البائسة. استذكر رفاق واصدقاء بشار رشيد يوم اعدامه في أماكن عدة اول مكان كان في قلوبهم التي يعتصرها الالم بسبب اعدامه. والثاني على ملاعب عدة اتوا اليها من كل مكان كي يردوا الدين الذي في ذمتهم. لايمكن تصور معاصري بشار رشيد الذين كانت كل كلاماتهم منجم معرفة وثقافة وحرية، وبالرغم ان استشهاده كان قبل 35 عام لكن دموعمهم ملئت محايهم وهم يتكلمون عنه في كل المجالات. وبالرغم من تغييبه هو ورفاق دربه على مر ثلاث عقود ونيف الا ان هولاء الرائعين ياتون في كل عام متوشحة صدورهم صورته الرائعة وحاملين بيدهم حمامات السلام كي تناط لهم مهمة بناء مجتمع مدني بعيد عن الحزبية الضيقة والاثنية.

ملاعب ابو نؤاس تستذكر بشار..

 لابد ان بشار رشيد قد مر يوما ما في شارع ابي نؤاس كي يتفقده حاله حال كل الاماكن التي كان يمر بها. هذه الخطوات أعاد تدويرها لاعبين عاصروه ومثقفين ومحبين  له عبر مباراة استذكارية بين فريقين لعبوا مباراة اسمها (استذكار بشار هنا) كان يتقدم هولاء لطيف شندل ورسن بنيان وكاظم عبود وكريم نافع وحسن حمود وعبد كاظم بقلبه لانه قد رحل عنا قبل ثلاث اعوام اضافة الى عدد كبير اللاعبين الدوليين السابقين . كان الفريقين مفعمين  بالحيوية رغم وصول اعمارهم الى العقد الاربعين واكثر. لكنهم استطاعوا ان يقدموا مباراة تليق باسم بشار رشيد وبتاريخهم الكروي الذي لا ينسى. صحيح ان زملاء حبيب جعفر الذي قال عن بشار:" رغم إنني لم أشاهده في الملاعب ولم يكن صديقا لي لأنني اعتز كثيرا بهذه الشخصية الرائعة كنجم كروي ورجل صاحب قضية، غادر الملاعب مكرها بسبب قضية كانت يمكن ان يداهن ليعلو نجمه في سماء الكرة". تغلبوا على رواد الكرادة لكنهم خرجوا منتصرين وفرحين الحيوية والروعة والجمالية.

 مدينته "الثورة " تصرخ باسمه.

وبالرغم من هبوب عاصفة ترابية رافقها مفخخات الشؤوم والظلام . دعى اعضاء هيئة بشار رشيد الكروية فريقي رواد قطاع 1 ورواد قطاع 19 للاقامة مباراة استذكارية على ملعب الشهيد الاخر سيد حبيب الذي اعدم ايضا على يد نظام صدام المقبور. حيث كان حشد شعبي ورسمي قد ملئ الملعب يتقدمهم ابن الشهيد مسار بشار رشيد الذي قال :" هذه الذكرى العزيزة على قلبي والتي يقيمها اصدقاء والدي لها مكانه خاصة لنا كون هولاء العظماء يتحدثون الكثير عن ابي الذي اره ابدا. واعتبرها فرصة لمعرفة الكثير عن بشار رشيد الانسان واللاعب ". وبحضور الرفاق عضو المكتب السياسي للحزب رائد فهمي وعضوي اللجنة المركزية للحزب بسام محي وحجاز بهية وعدد من اعضاء المجلس البلدي لقاطع مدينة الصدر (الثورة) الذين ابدوا استعدادهم للاسناد كل فعاليات الحزب الشيوعي العراقي في مدينة بشار. اعضاء المجلس البلدي الذين تقدمهم رجل سامي المبادئ قبل صورة بشار وبكى وقال ان بشار كان صديق حميم لي. اضافة الى حضور فيصل جاسم وكريم نافع ورسن بنيان  وجاسم عباس منعم جابر وجبار قاسم وعدد كبير من رؤوساء الاندية واللاعبين والحكام كالحكم الدولي صباح عبد وحضور فني كالفنان رحيم مطشر واخرون. بعد نهاية المباراة تبادل الحاضرين تقديم الهدايا التذكارية والميداليات.

لم يتوقف ابدا حتى الذين لم يشاهدوا بشار يلعب او يفسر لهم كيف اصبح "شيوعيا" او يفصح للجميع عن ملابسات اعدامه؟.والسبب ان بشار اعتلى اعواد المشانق دون ان يعلن ولائه للبعثيين والقتلة. سيبقى بشار ورفاقه الشهداء والمناضلين في كل المجالات روافد تسقي انهار الحب والعطاء والحرية التي جففها قتلة الحياة. بشار رشيد الذي شارك في ثورة (الحب والحياة) هو ورفاقه والذين يمشون بخطى ثابته على طريقهم سيبقون دعامات للدولة المدينة والعدالة الاجتماعية.