ستوكهولم في 15/شباط الأسود /2014
السيدات السادة الحضور الأكارم
الزملاء المناضلين في منظمة الحزب الشيوعي العراقي
الأعزاء ممثلي الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المحترمون
مـا أجمل أن نحتفي وأياكـم سوية بعيد الحب وكيف يكون الحب إن لم يكن أستذكاراً لمن وهبوا حياتهم من أجل الحياة والحب ، أننـا واثقون من أنكـم ضد الموت واثقوا الخطوات تمشون نحو المجـد بالتضحيات الخلاقة على طريق الحرية وأسعاد الناس ، أن مـا يبهر الشعب العراقي حتـمـاً هو الصلابة المبدئية للشيوعيين العراقيين في الدفاع عن مبادئهم المنحازة بالكامل لحاجات وأماني الشعب العراقي ... ولهذا أسترخصوا أرواحهم من أجل حياة الآخريين بالحب الحقيقي المعطاء ومن أجل ذلك تستحقون قلادة الوطن الذهبية من الدرجة الأولى ولأنهُ الحزب الوحيد الذي سار ويسير قادته في مقدمة الصفوف فيستحق حقـاً أن يسمى حزب الشهداء .
مرت أيهـا الأحبة الحضور قبل أيام ذكرى أكبر جريمة بشعة أرتكبت بحق هذا الحزب والتي قلبت فيهـا جميع الموازين الأنسانية وأظهرت حقيقة القوى الردة والأنقلاب البعثي الحاقد على كل مـا يمت بالتقدم والحضارة والأنسانية من مبادئ وأخلاق ، وأطيح بأمال الشعب العراقي وتوجهاته وهو أنقلاب 8 شباط ألأسود .
أن ذلك الانقلاب الفاشي الدموي غـّيب خيرة أبناء الشعب من الوطنيين والديمقراطيين والتقدميين ورجال العلم والثقافة والأدب .. امتلأت ساحات الإعدام بهم ، فقتل الآلاف منهم وعذب الآلاف واعتقل مئات الآلاف ومثل بهم بمسلسل من التعذيب النفسي والجسدي لم يشهد له التاريخ من قبل وزج بمئات الآلاف في السجون بدون اي مسوغ قانوني . ولم يكن صدام حسين وحكمه الدكتاتوري الفاشي إلا امتداداً لهذا التاريخ المشؤوم الذي أدخل البلاد عقوداً من الزمن في دوامة الألم والمعاناة والحرمان .
واليوم ونحن نستذكر شهداء الشعب والوطن شهداء حزبـكـم المناضل لابد لنا ان نستوعب دروسا غاية في الأهمية أكدتها لنا تجارب تلك الأحداث المأساوية ، لمـا آلت أليه البلاد في اتجاهات مظلمة، فأننا نؤكد ضرورة استيعاب الدروس جيداً، والعمل كشعب واحد متماسك ، يعي المرحلة الأخطر في تاريخهُ والمتمثلة بمظاهر التمزق الوطني والمعبر عنه في نهج المحاصصة الطائفية والإثنية والقومية التي جلبت المآسي الكارثية الى الشعب العراقي منذ سقوط الطاغية ولحد اليوم ...
كما لا يفوتنا ان وحدة وتلاحم القوى الوطنية الحقيقية والديمقراطية المدنية هو ضمانةً اكيدة للسير قدما بدون اي مظاهر للتراجع وصولا الى دولةً القانون والمؤسسات الحقيقية ، الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم إرادة الشعب وتضمن حقوقه ، دولة تتصدى للإرهاب وتؤمن بالتطور السلمي للبلاد وتحقق السلم الأهلي وتضمن حقوق مواطنيه .
اننا في تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي / ستوكهولم نقف مع جهود حزبـكـم في إيجاد السبل والوسائل والحلول لمعضلات السياسة الخاطئة والصراعات التي تعيشهـا القوى المستفيدة من السلطة والمتنفذة ، نحن معكـم من أجل إيقاف مظاهر صراع الملفات والتهديد بهـا وأشعال نـار الفتنة التي تقود إلى الحرب الأهلية والتي تريدهـا وتتمناهـا أغلب دول الجوار من أجل مصالحهـا الخاصة مستخدمة ضعاف النفوس من بعض القوى السياسية العراقية ذات المصالح المشتركة المتبادلة .
نعم إننـا معكـم من أجل إيقاف جميع مظاهر العنف والإرهاب التي من شانهـا استمرار تعريض التجربةً الجديدة برمتها الى الفشل وإدخال العراق مجدداً إلى بداية الصراع والعنف والاقتتال ، حيث نحمل ألقوى المتنفذةً كامل مسؤلية تجليات الأزمة المستمرة منذ سقوط فاشية البعث العفلقية .
إننـا نعمل وأياكم مع جميع قوى الخير وألقوى الوطنية المنضوية في التيار الديمقراطي العراقي على تخليص العملية السياسية مما لحق بها من مساوئ ومن عيوب التي شوهّت ملامحها وأصبحت هي عقبة كأداء أمام التغير واقامة النظام الديمقراطي الحقيقي الذي نسعى جميعـاً إليه وأياكـم ومع جميع قوى الخير سائرون نحو التغير وأستئصال الارهاب البعثي الداعشي القاعدي ... معكـم سنقف بالمرصاد ضد الفساد وسارقي قوت وأموال الشعب . معكـم سننزل إلى الجماهير التواقة للتغير ... والتغير قادم لا محالة .... والأيام القريبة ستشهـد على ذلك .
طوبى لشهداء الحركة الوطنية الديمقراطية العراقية
طوبى لشهداء الحزب الشيوعي العراقي المناضل
الخزي والعار لقتلة الشعب
العار لانقلابيّ شباط الأسو