بحضور حشد من الاساتذة الجامعيين والمختصين، والنشطاء السياسيين والمدنيين، فضلا عن اعضاء في مجلس النواب العراقي ووسائل اعلام مختلفة، عقد مركز المعلومة للبحث والتطوير وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الالمانية، مؤتمرا تحت شعار "الفدرالية واللامركزية في العراق... الواقع والطموح"، وذلك يوم الثلاثاء المصادف 25 شباط 2014 وعلى قاعة دجلة في فندق بغداد وسط العاصمة.
في بداية المؤتمر القى الزميل جاسم الحلفي كلمة، ركز فيها على نشاطات المركز وما هي المجالات التي ينشط فيها، مشيرا الى اهمية عقد مثل هكذا مؤتمرات لما توفره من فضاء واسع لتبادل الافكار وبيئة خصبة للنقاشات الديمقراطية التي تساهم في بناء الديمقراطية الحقيقية في العراق، شاكرا مؤسسة فريدريش ايبرت مكتب الاردن والعراق على دعمهم المتواصل للمركز في المجالات المختلفة.
بعدها تحدثت السيدة انيا فلرشوك، المدير المقيم لمؤسسة فريدريش ايبرت في الاردن والعراق، عن مشاريع المؤسسة في مجالات دعم الديمقراطية في العراق. متطرقة الى تاريخ المؤسسة وتجربة المانيا في الفدرالية، حيث بينت ان هذا المفهوم في المانيا يختلف عما موجود في الولايات المتحدة الامريكية، ففي المانيا الصلاحيات الفدرالية قد ثبتت في الدستور، ويعرف كل طرف ما له وما عليه، مشيرة الى ان هذا النظام يلبي حاجات المانيا ويساعد على ادارة البلاد بشكل افضل، فضلا عن التكافل والتكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الاقاليم.
قدم بعدها الدكتور عبد الجبار احمد عميد كلية العلوم السياسية/ جامعة بغداد ورقة سياسية كانت ملخصا للأفكار الواردة في كتاب "الفدرالية واللامركزية في العراق" من اصدار المركز، وتأليف الدكتور عبد الجبار. تحدث فيها عن ان الفدرالية في العراق مخاطرة يجب الخوض فيها، لأنها مسؤولية وطنية وهي الخيار الديمقراطي العراقي، والتي تحتاج الى دراسة وبحوث في الاطار الاكاديمي، فضلا عن استخدام اللامركزية الإدارية والسياسية والتي لم يكتب لها النجاح، وباعتقاده ان اللامركزية الادارية هي الانجح لوضع العراق اذا كانت في اطار ديمقراطي.
وبين الدكتور عبد الجبار ان لا وجود لديمقراطية بدون وجود ديمقراطيين وهذا الشيء ينطبق ايضا على الفدرالية، حيث لا وجود لفدرالية بدون فدراليين، اليوم توجد لدينا مشكلات كثيرة تواجه تجربتنا ومن المجحف مقارنتها بالتجارب الفدرالية الرائدة في العالم، مؤكدا على اننا نحتاج الي سياسة معقولة ترضي جميع الاطراف تحقق ادارة دولة وسياسة الدولة والمجتمع.
في جزء اخر من المؤتمر تحدثت الدكتورة عامرة البلداوي، عضو مجلس النواب العراقي السابق، عن واقع الفدرالية في العراق هي تعتقد ان خيار العراق الاتحادي هو هاجس الخوف من الدكتاتورية، وقطع الطريق على السياسات الدكتاتورية، وتفعيل توزيع السلطات، مع ملاحظة ان صلاحيات المركز والاقليم اعتمدت على التعاون والتنسيق والمشاركة. مبينة ان الدستور اعطى الحق للأقاليم التشارك في بعض الصلاحيات مع الحكومة الاتحادية، مثل المشاركة في توزيع ثروة النفط بين الاطراف. ولكن الدستور متناقض في موقفه من الفدرالية، حيث وصلت الحالة الى فتح مكاتب للأقاليم في السفارات، مما ادى الى وجود اكثر من جهة تمثل العراق. مبينة ان العراق يعيش حالة من الفوضى القانونية والتي تحتاج الى تنظيم.
بعد ذلك تحدث الاستاذ قيس العامري عضو مجلس النواب السابق، عن التاريخ الذي دفع الى اللجوء للفدرالية، والاسباب التي دفعت الكرد في اقليم كردستان للمطالبة بالأقاليم في نهاية الثمانينات، وتحديدا في مؤتمر صلاح الدين، فضلا عن ادبيات المعارضة. وكان السبب هو الاضطهاد والاستبداد من قبل النظام السابق.
بعدها تفضل مجموعة من الحضور بعدد من المداخلات، تركزت على تطبيق الفدرالية في العراق، وما هي جدوى ذلك في تحقيق مصالح الكل والتطبيق الانسب لإدارة البلاد.
وفي ختام المؤتمر عبر الحاضرون عن شكرِهم وتقديرِهم لمركز المعلومة للبحث والتطوير لاحتضانه هكذا مؤتمرات مهمة.
المكتب الاعلامي
لمركز المعلومة للبحث والتطوير
26 شباط 2014