مناشدة للجهات المعنية لزيادة الدعم الإنساني للنازحين من المناطق المنكوبة

تتابع هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الأوضاع الاستثنائية في العراق، تلك الناجمة عن تداعيات هجمات القوى الإرهابية والانهيار الأمني في ضوء انسحاب القوات الحكومية من مدن عديدة بخاصة في محافظة نينوى وصلاح الدين  التي باتت  خارج سلطة الحكومتين الاتحادية والمحلية؛ الأمر الذي دفع حشودا من مجمل العراقيين للنزوح فضلا عن التهديدات التي بات يتعرض لها حصرا المسيحيون والأيزيديون والشبك  وأتباع الديانات من غير المسلمين ومن المذاهب المغايرة للقوى التكفيرية.

ويجابه أبناء المناطق المنكوبة، مشكلات انقطاع الكهرباء والماء وشحة الوقود والغذاء وارتباك وصول الدواء والرعاية الصحية الضرورية، وهي ليست كل ما باتوا يعانونه من مشكلات ومتاعب؛ فهناك تهديدات أبعد وأخطر تطاول حيوات هؤلاء بخاصة إذا لم يدفعوا الجزية التي فرضتها قوى التشدد والتكفير الاسلامي وسلطتها الهمجية التي كسَّرت كل القوانين المدنية.

لقد تضخمت  سلطة داعش وحلفاؤها واقتربت من تخوم اقليم كوردستان وانسحاب القوات العسكرية تاركة اسلحتها ومعداتها لتستغل من قبل الارهاب او تحرق وتدمر  وتركت الأهالي المسالمين بلا غطاء، لم تنسق الحومة الاتحادية مع حكومة اقليم كوردستان لملء الفراغ بل نلاحظ  ممارسة خطابا إعلاميا سياسيا يتعارض ومنطق الأمور إلى جانب مواصلتها ممارسة سياسة استخدام  الحصار الاقتصادي الذي يُضعِف إمكانات التحرك وتلافي النتائج الكارثية المحتملة !

 وفي وقت تجري جرائم الاغتصاب والاعدامات بالجملة و بلا محاكمة وحرق الكنائس وإهانة أتباع الديانات والمذاهب، يحيا عشرات آلاف منهم  في العراء خارج منازلهم ويخضع من بقي منهم لحالات تهديد إرهابية خلقت الرعب النفسي المركب فوق معاناتهم من قصور الحاجات الحيوية للعيش الإنساني.

إننا نطالب هنا منظمات المجتمع المدني لتنسيق الجهود على الأرض كما نطالب بحصر حجم الحاجات وتلبيتها في ضوء تنسيق مباشر على أعلى مستوى بين الحكومة الاتحادية وحكومة كوردستان وفتح منافذ إيصال المساعدات الطارئة العاجلة الواردة من المنظمات الدولية المعنية مهيبين بتلك المنظمات النظر بجدية لما يجري ميدانيا، للمساعدة على التصدي للتهديدات القائمة بعد أصبحت برطلة وشقيقاتها من المدن ذات الأغلبية المسيحية والأيزيدية على مرمى حجر من قوات الإرهاب الداعشي.

إن حماية بنات وأبناء المجموعات الدينية والمذهبية الصغيرة تظل مهمة وطنية أولا وأممية بدعم دولي شامل وجوهري مؤثر.. و إلا فإن كوارث إنسانية هي ما يجابه مجتمعنا ما سيشكل وصمة عار بجبين الإنسانية.. 

الأمانة العامة

هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق

23/6/2014