بلغ الوضع من التردي و التدهور بحيث يتطلب قبل كل شئ ايقاف المهاترات ( انتبه لذلك ممثل المرجعية في خطبته الاخيرة في كربلاء بينما كان كتاب و مثقفون من كلا الطرفين يزيدون النار اشتعالا ) ينبغي فورا ايقاف تدهور الامور , لان النار ستحرق – بل هي بدأت تحرق -الاخضر و اليابس . و يخطئ من يعتقد انه سيحقق مكسبا من هذا الوضع ايا كانت قوميته او مذهبه .العراق يحترق ! افهموا وعُ ! لنطفئ النار اولا ثم نجلس و نتحاور حول افضل السبل لحل مشاكلنا . لا يمكن حل اية مشكلة, لا الآن و لا مستقبلا , في هذه الاجواء المتوترة المتدهورة , التي تزداد توترا و تدهورا كل يوم , كل ساعة , بل كل دقيقة ..
و حين يفقد السياسيون المتنفذون العقل ,يتطلب الامر من العقلاء ان يتدخلو بكل السبل . فهل يمكن لرجال الدين من كل الطوائف ,المرجعيات و رجال الافتاء ان يصدروا بيانا مشتركا يدعون فيه الى ايقاف تدهور الامور و التوجه لمواجهة العدو المشترك ؟ و من ثم الدعوة الى التئام مؤتمر يضع الخطوط العريضة لميثاق وطني جديد ؟ هل يمكن للمرجعية دعوة رجال الدين من كل الطوائف الى لقاء في النجف للبحث في انجع السبل لانقاذ العراق , و دعوة الناس من كل الطوائف الى الاعتصاما ت و العصيان المدني اذا تخلف السياسيون و البرلمانيون عن القيام بواجبهم و فضلوا الاحتراب و الصراع على السلطة و المكاسب بدل توحيد الشعب و قواته المسلحة في مواجهة الارهاب ؟ لقد استطاع رجل ضعيف , ناحل ( غاندي ) بصيامه توحيد امة باسرها , عشرا ت , مئات الملايين من الهنود : هندوسا و مسلمين و سيخ ومنبوذون الخ..في تيار واحد جبار ارغم اعتى امبراطورية استعمارية على التخلي عن جوهرة تاجها , الهند . و في تقديري المتواضع انه في هذه الظروف بالغة الدقة و الخطورة , و حيث يتهدد الاحتراب و التفكك شعبا و وطنا باسره , فأن الانظار تتوجه الى رجال الدين من كل الاديان و الطوائف , و في مقدمهم المرجع الاعلى - و هو الذي يتابع الناس من مختلف الاديان و المذاهب نصائحه و مساعيه المخلصة , الأنظار تتوجه اليهم لان يكونوا العقل في لحظة حرجة يكاد يغيب فيها العقل , و الربان المسؤول في وقت اضاع فيه الربابنة البوصلة و يغامرون بالمركب و ركابه .
ان بامكانهم ان يكونوا ذلك , بامكانهم ان يفعلوا ذلك , وانظار العراقيين على اختلاف اديانهم و مذاهبهم و قومياتهم و طوائفهم تتطلع اليهم ان ينهضوا - وهم قادرون على ذلك وجديرون به - بهذا الالتزام الشرعي , الوطني والانساني .
ماجدة الجبوري
إعلامية - العراق
ابراهيم الحريري
كاتب عراقي