تحتفل الأمم والشعوب في الحادي والعشرين من أيلول /سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للسلام ، حيث تم الإعلان عنه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981 وهو دعوة موجهة للأمم والشعوب الى الإحتفال بهذا اليوم لنشر ثقافة التعايش السلمي بين الشعوب وإيقاف الحروب والعنف.
في عام 2001 صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار رقم 8282/55 الذي عَيّنّ يوم 21 أيلول يوماً للإمتناع عن العنف ووقف إطلاق النار، كما دعت الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الإلتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم والى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام .
لقد عانت شعوب العالم من الحروب وما جلبته من مآسي ودمار وخصوصاً الحربين العالميتين الأولى والثانية الذي ذهب ضحيتها 20، 50 مليون إنسان على التوالي فضلاً عن الدمار الشامل للبنى التحتية التي تم تدميرها بالكامل. ولاتغيب عن الذاكرة ما سببته القنبلتين الذرية والهيدروجينية التي ضربت بها مدينتي هيروشيما وناكازاكي (اليابان) في نهاية الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا ، وماسببته النازية والفاشية بشعوب العالم حيث مسحت مدن بكاملها وما تلا ذلك من حروب كوريا وفيتنام والتدمير الشامل في الحروب التحررية ، وحروب الشرق الأوسط حيث لازالت ماكنة الحروب تدمر الشعوب في مناطق متعددة من العالم.
والملاحظ بعد إنتهاء الحرب الباردة ، هو إستمرار سباق التسلح، وخزن الأسلحة الذرية والكيمياوية ذات الدمار الشامل ضمن ترسانات عملاقة وأسلحة متطورة مهيأة للقضاء علىى البشر.
أن الأنظمة السياسية وخصوصاً الرأسمالية منها تعمل على إنتاج الأسلحة وبكميات كبيرة لغرض إستنزاف الشعوب والسيطرة عليها ، خصوصاً بعد أن فقد العالم توازنه وأصبح ذو قطب واحد .
كما ان دخول قوى إرهابية جديدة تعتمد التطرف الديني إسلوباً لها وتعمل على نشر العنف والدمار بقصد إعادة الحياة الى أدوارها البدائية وإيقاف عجلة التطور أثر بشكل مباشر على تأزيم حالة عدم الإستقرار الأمني في العديد من الدول وخاصة في الشرق الأوسط.
ان الشعوب مطالبة بإيقاف إنتشار الأسلحة المحرمة دولياً ومنها السلاح النووي والكيمياوي عن طريق الضغط على حكوماتها وأنظمتها للتخلي عن ترسانات الأسلحة إسناداً لمشاريع القوى الوطنية والديمقراطية وأحزابها التي تقف اليوم بوجه وحشية القتل والأرهاب والعاملة على نشر ثقافة السلام تحت شعار لا للحرب نعم للسلام ، حيث تزدهر في ظله حياة الشعوب وتقدمها وتحافظ على مستقبل أجيالها .
لتتوحد قوى السلام و الديمقراطية من أجل دحر الحروب وعاش يوم السلام العالمي