اتهم محافظ بغداد الجديد، اطرافا سياسية لم يسمها، بمحاولة تسقيطه من خلال قيامها بإزالة اصحاب البسطيات من الشارع وادعائها بتطبيق أوامر المحافظ الجديد، وتعهد بألا تتحول بغداد إلى قندهار واحترام "خصوصية العاصمة"، مؤكدا ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اوصاه بـ"عدم الدعوة الى اسلمة المجتمع المدني بل تمدين المجتمع الاسلامي".
وقال علي التميمي، في حديث لبرنامج (ناس وحكومة)، الذي بثته إذاعة (المدى) من بغداد، أمس الأحد، وحصلت (المدى برس) على نصه، إن "أطرافاً سياسية تزيل اكشاك وبسطيات الباعة المتجولين في بغداد بزعم أن ذلك يأتي بناءً على أوامر المحافظ الجديد"، نافياً "صحة ذلك جملة وتفصيلاً لعدم تولي المنصب رسمياً بانتظار المصادقة عليه".
واعتبر التميمي، أن "حملة إزالة البسطيات تنطوي على أهداف مغرضة لتشويه المحافظ الجديد حتى قبل أن يتولى مهامه رسمياً"، مشيراً إلى أن "لدى محافظ بغداد المنتهية ولايته صلاح عبد الرزاق، الكثير من الهواجس من خطط التيار الصدري الخاصة بإدارة العاصمة، منها ملء بغداد بصور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتبني منهجاً متشدداً".
وأضاف المحافظ المنتخب، لقد "طمأنت عبد الرزاق وحدثته عن توجهاتنا المدنية وما أوصاني به السيد مقتدى الصدر بشان ضرورة خدمة المناطق السنية أسوة بالشيعية"، مستدركاً "قبل أيام كنت في زيارة لضريح الإمام أبي حنيفة النعمان في الأعظمية، شمالي بغداد، والتقيت الناس هناك".
وكان محافظ بغداد الجديد، علي التميمي، زار منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، في (العشرين من حزيران 2013 الحالي)، وأدى الصلاة في مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، قبل أن يتجول في المنطقة.
وسخر التميمي، مما "يشاع بشأن نية المحافظ الجديد ملاحقة السافرات، واعتماد منهج متطرف"، وتابع "نحن في بغداد وليس في قندهار، كما أن السيد الصدر طالما أكد على أن المحافظة ليست للصدريين حسب، إنما للعراقيين كافة، لذلك سأكون محافظاً عراقياً قبل أن أكون صدرياً".
وتابع التميمي، "لن أنسى أنني ممن عاشوا شظف العيش في ظل العقوبات والحصار، في منطقة العبيدي الفقيرة وعانيت من الحرمان أسوة بإخواني العراقيين في محنتهم داخل الوطن"، مستطرداً لذلك "استغنيت عن السيارات المخصصة لي كنائب في البرلمان العراقي".
وأكد محافظ بغداد الجديد، أن "المثقفين سيكون لهم دورهم البارز في المحافظة والمجتمع المدني، إذ أخطط للانطلاق للعراق كله من بغداد العاصمة"، مشدداً على أنه "ضد الإسلام المنغلق لاسيما أن زعيم التيار الصدري يوصي دائماً بعدم أسلمة المجتمع المدني بل تمدين المجتمع الإسلامي".
ومضى محافظ بغداد الجديد، علي التميمي، مؤكداً "سندعم الأفكار المدنية وننبذ العنف في إدارة السلطة المحلية بالعاصمة"، مضيفاً "سأسعى لتعزيز المفاهيم والأفكار المدنية في المجتمع البغدادي بما يسمح به الدستور".
وواصل التميمي، أن "زعيم التيار الصدر أوصاني بألا أخشى بالحق لومة لائم وأطبقه على المسؤول الكبير قبل المواطن الفقير، وأن أبذل جهدي لإنجاز المشاريع المتلكئة وأخرى جديدة تحتاجها العاصمة"، مستدركاً "سأكون حريصاً على ملاحقة الفاسدين في السلطة المحلية، وزيادة ساعات عمل الإدارة المحلية لأنها ينبغي أن تخدم أبناء العاصمة".
وبشأن مساعي إنهاء المظاهر العسكرية في العاصمة، قال محافظ بغداد الجديد، إن "العقلية الأمنية كلاسيكية ولم تتطور"، موضحاً "سأحاول تفعيل الجهد الاستخباري في بغداد لإنهاء مظاهر عسكرة المجتمع البغدادي أو الحد منها على أقل تقدير".
واسترسل التميمي، أن "الصدريين لا يضعون أي خط أحمر على أي كتلة سياسية، أو ائتلاف فائز بالانتخابات، وكانت لديهم مواقف وطنية لكنها استغلت مع الأسف من قبل بقية الأطراف للتشهير السياسي"، مواصلاً "لكننا استطعنا أن نحصد أصوات الناخبين بنسبة عالية".
وذكر المحافظ الجديد، أن "مشروع التيار الصدري الوطني شجعه على الانفتاح على الأطراف السياسية كافة"، عاداً أن "إصرار ائتلاف دولة القانون على المناصب هو الذي دفع باتجاه عدم المشاركة معه في تشكيل الحكومات المحلية فكان ائتلاف من أجل بغداد رسالة طيبة للشعب العراقي لأن مكوناته عابرة للطائفة".
وقال محافظ بغداد الجديد، علي التميمي، أيضاً إن "منصب المحافظ سيكون ميدانياً بعيداً عن الجلوس في المكاتب الوثيرة والمبردة"، متعهداً بـ"الحرص على النزول لأرض الواقع وعدم الاعتماد على التقارير والمخاطبات الورقية".
وذكر أن "بدلة العمل الزرقاء سترافقني باستمرار في منصبي كمحافظ لبغداد كونها تقربني من البسطاء وتعطيهم رسالة بأنني أعمل لخدمتهم وتذليل ما يواجهونه من عقبات، لأن منصبي ينطوي على تكليف وليس تشريف".
يذكر أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، طالب في (الـ16 من حزيران الحالي)، محافظ بغداد الجديد، بأن يباشر برفع صوره (الصدر) التي علقها اتباعه في العاصمة بغداد، مشدداً على وجوب أن يكون المحافظ الجديد "محافظاً لبغداد الجواديين والكيلاني"، وأن يكون "خادماً لبغداد".