رحل مشرق وبقيَ حلمه.. رحل الشاعر وبقيت كلماته.. رحل الانسان وبقيَ قلبه الطيب
في مساء يوم الاربعاء 12/ 11/ 2014 اقامت رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في الدنمارك حفلا تأبينيا لروح فقيدها النصير الشاعر (مشرق الغانم) الذي انتقل الى دار البقاء خالدا في ذاكرة رفاق دربه واصدقاءه ومحبيه.
ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على الراحل الجميل، ثم قدم النصير (ابو ظفار) باسم رابطة الانصار في الدنمارك التعازي الى اهله وذويه وجميع رفاقه الانصار من خلال كلمة عبّر فيها عن عن ماكان يطمح اليه ويحلم فيه الفقيد مشرق الغانم في ان يرى بلده آمنا وحرا.
وكانت للنصير الروائي (سلام ابراهيم)، حكاية طويلة مع الفقيد (الغانم) امتدت منذ ايام الانتماء الاولى الى التمرد ومرورا بكل المتاعب والصعاب والمراحل المختلفة وانتهاءا في منفاهما في كوبنهاكن، سلط فيها الضوء على صفات الانسان الشغوف بمعاني الحياة الجميلة وعلى مكامن الشاعر الحساس والموهوب،ثم قرأ بعضا من قصائده:
في غرفة
يتحرك الضوء فيها كالغبار
أتى اليّ العراق
نخلة نامت على كفي
وصرائف
كنت اخطو بينها
يلامسني تراب جليل
ترى الان من ظلّ فيها
من يحرس افئدتها والنساء
سماء تستوعب صرختها؟
....................................
من ادخلني في هذه الورطة؟
من احاطني بهذي الاشراك؟
من اسدل عليّ كل هذا الضباب؟
من قذفني في جحيم العمر
كي ارى هذه الحياة؟
.....................................
من الظلام
تنفتح نافذة
على رجل ينسج ضياعه
محدقا في الفراغ
حيث تهوي فراشة ليلية
في كأسه
في الخواء
بعد ذلك تحدث النصير الشاعر حميد الموسوي (ابو نغم)، الذي جاء من السويد ليشارك في حفل التأبين، تحدث عن مسيرته الطويلة والزاخرة مع الراحل (مشرق الغانم) ، منذ ان كانا ينتميان الى المقاومة الفلسطينية في لبنان وما اكتنفت تلك التجربة من صعوبات ومخاطر حيث كان الفقيد في الصفوف الاولى ، وركز ابو نغم على قضية اساسية شغلت ذهن وروح وقلب الراحل (ابو الوجد)، وهي العودة الى الوطن والمشاركة في التصدي للنظام المستبد، فكان من الانصار الاوائل الذين وصلوا الى الجبال في عام 1979.
ثم تحدثت النصيره (ناهدة جابر) عن الفقيد (ابو الوجد) وخاصة في ما يخص علاقته مع الاطفال وتعلقه بجمال الطفولة وبرائتها، وخاصة في ما يتعلق بمعاناته في هذا المجال، كما قرأت النصيرة (ناهدة) ابياتا من الشعر كتبتها في وداع (مشرق الغانم):
للوحشة ايادٍ كثيرة ومتنوعة
واصابع جافة العظام تنغرس في ارض حياتي
وقلبي الذي نزف ولازال
يبحث عن قلب يحتوي المه
عن وطن مبتليا بجرحي
لا اسمع له صوتا
نودع اقمارا
في المنفى
غاب المشرق في ليالي وحشة المنفى
نم بسلام
ياصديقنا الغريب
نم بامان يااخي
صلوات ودموع لقلبك
ثم جاء دور النصير (ابو بشار) الذي تحدث عن الراحل (مشرق) ومعرفته به في العاصمة كوبنهاكن معزيا الانصار والاصدقاء جميعا بهذا المصاب الاليم، ثم قرأ كلمات كتبتها الشاعرة بلقيس حسن وودعت فيها شاعرنا الراحل:
رحل مشرق الغانم، الوطني النبيل، الغريب الشاعر والفنان
مشرق، انت لاترحل كالاخرين الى عالم الاموات
انت حتما ترحل الى عالم العصافير والالوان
وكركرات الجمال
الى عالم الاطفال
لن انسى ضحكاتك الطفولية
رغم الحزن والكارثة التي تحيط بالعراقيين اينما كانت
لم تفارق الابتسامة محياك
اتذكر لوحاتك الجميلة كل لوحة تحمل الف حلم وحلم
هل حققت احد الاحلام يامشرق
ليت الخمرة وريشة الوانك تحتفي بك هناك حيث رحلت
الشعر سيبكيك حتما ويفتقدك الطيبون جميعا
سنحزن لغيابك كثيرا
وستزهر على قبرك باقات الورود
ستفرخ الطيور بازهى الالوان
ستقبلك الشمس كل صباح لانك مشرق ومنها ، بل انت بعضها الذي غاب
وداعا ياصديقي
ايها الوحيد الفقير
الزاهد بمباهج الحياة التي يتقاتلون عليها
لك البقاء في القلوب
ولروحك
الراحة الابدية
ثم اختتم الكلام النصير (ابو عامر) الذي تحدث عن الايام الاخيرة للراحل، وعن لقاءاته وزياراته المتكررة اليه في بيته وعن اخر امنياته واحلامه البسيطة التي لم تتحقق.