في مبادرة من فرقة طيور دجلة وبالتعاون والتنسيق مع المركز الثقافي العراقي في السويد تم إقامة سوقا خيريا لدعم النازحين العراقيين لمشروع توفير كرفانات لسكنهم، في مقر المركز الثقافي وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، يوم السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2014م، حضر الفعالية جمهور من أبناء الجالية العراقية والسفير العراقي في السويد السيد بكر فتاح حسين، ووكيل وزاره الثقافة السيد طاهر الحمود والوزير المفوض في سفارة العراق الدكتور حكمت داود جبو ومدير المركز العراقي الدكتور علاء ابو الحسن، حيث توافدت عضوات طيور دجلة الى المركز الثقافي مبكرا لترتيب السوق في باحات وصالات المركز الثقافي ليكون العرض بشكل أنيق، يدفعهن حرصهن على أبناء شعبهن وروحهن الوطنية وحبهن للعراق، فلم يغب العراق عنهن سواء في عملهن في الفرقة محافظات على التراث والفن العراقي، أو في وقفاتهم في مختلف الأنشطة الجماهيرية للوقوف من العراق وشعبه في جميع المحن التي تعرض ويتعرض لها.
تقدم السفير العراقي ووكيل وزارة الثقافة ليفتتحا السوق الخيري معا، وسط تصفيق الحضور الذين غصت بهم قاعات المركز الثقافي، ومن ثم رحبت السيدة ميلاد خالد سكرتيرة الفرقة بالحضور جميعا وبالسادة سفير العراق ووكيل وزارة الثقافة ومدير المركز الثقافي العراقي في السويد، موضحة موقف الفرقة وهدفها من هذه الفعالية، ومن ثم رحبت بالسيد سفير العراق ليقدم كلمة بالمناسبة، وفي كلمته أشار الى ارتباط العراقيين أينما كانوا مع الوطن، ومما جاء في كلمته، ((...اشكركم على حضوركم ومشاركتكم الفعالة في هذا الجهد الرائع الذي هو من الدلائل الحية على ان ابناء شعبنا يتمتعون بضميرعالٍ وانهم سبّاقون اثناء المحن الى تقديم يد العون والمساعدة الى المحتاجين، كما ان حضوركم ومشاركتكم يدلان أيضا على أن الوطن وهمومه يعشعش في عقول وأفئدة المغتربين عن الوطن، مهما تفاوتت سنوات غربتهم، ومهما كانت أسبابها. اننا جميعا نتابع بشكل يومي أخبار الوطن، ونسمع ما لايسر من الاخبار حيث يقوم التنظيم الارهابي الهمجي ما يسمى ب(داعش) بارتكاب جرائم بشعة تقشعر لها الابدان. هذه الاخبار ليس فيها مبالغة ولا تهويل، لان هذه العصابة الهمجية تحمل حقدا غريبا على كل مكونات شعبنا بقومياته وطوائفه المختلفة، إضافة الى حقدها على كل ما هو جميل في تاريخ وتراث هذا الشعب. ولهذا لم يسلم من يدها العابثة اي فرد من افراد الشعب. هناك حقيقة نتفق عليها جميعا، الا وهي ان الانتصار على ارهاب ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) لن يكون بالكلام والفضح وحده، ومن هنا فان هذه الفعالية هي شكل من أشكال مقاومة هذا التنظيم الهمجي والتصدي له والعمل للانتصار عليه، وهي جزء من العمل الكبير الذي يقوم به المغتربون في هذا المجال، افرادا أو من خلال جميعاتهم الكثيرة ومساهماتهم في منظمات المجتمع المدني السويدي، للحصول على دعم الراي العام المحلي والعالمي لنضال الشعب العراقي بكل مكوناته ضد الارهاب والإرهابيين. إننا أمام مهمة شاقة وعسيرة جدا، تتمثل أولا بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي وهناك ايضا مهمة لاتقل اهمية الا وهي مهمة محو ما خلفه هذا التنظيم من افكار ومعتقدات فاسدة في اذهان الناس. انها مهمة الجميع: رجال الدين ورجال السياسة والمؤسسات الحكومية والدولية ومنظمات المجتمع المدني. ينبغي ان نقضي على هذه الافكار الفاسدة، وأن نجعل تفكير الناس يتلاءم مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه....))
بعدها تحدث وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود معبرا عن غبطته لهذه الفعالية الرمزية والتي هي تعبير واضح وصادق عن وطنية المغتربين وعضوات فرقة طيور دجلة، مثمنا دور الفرقة في الجانبين الفني والاجتماعي.
وكان للفرقة كلمة قدمها رئيس الفرقة المايسترو علاء مجيد، عبر فيها معاناة أبناء شعبنا وضرورة مساهمة الجميع كل من موقعه لدعم بناء شعبنا الذين يعانون من البرد بدون مأوى، كما أشار الى مساهمة الفرقة في الحفاظ على التراث العراقي وفي التضامن مع الوطن وهموم شعبنا. مذكرا بحصول الفرقة على صفة سفير النوايا الحسنة، وهكذا الفن دائما يحمل معاني المحبة والسلام، وهكذا كان دور الفرقة في حضور مهرجان في الجزائر وآخر في الكويت الشقيقة حيث كان لها تأثير مهم لنشر المحبة بين الشعبين الشقيقين.
ما مدير المركز الثقافي العراقي الدكتور علاء أبو الحسن فقد أشاد بالمبادرة واصفا العراق بطائر العنقاء الذي ينبعث من الرماد ليعود معافى من جديد، وهكذا بجهود أبنائه أينما كانوا سيعود العراق متألقا ليلعب دوره الإنساني في المجتمع الدولي.
ومن ثم فتح باب التبرع ومزاد لشراء اللوحات والمواد التي تبرعت بها عضوات فرقة طيور دجلة وأبناء الجالية. كانت فعالية ناجحة تثمن عليها فرقة طيور دجلة لدعم النازحين العراقيين، وقد شاركت فيها جميع مكونات شعبنا العراقي، وكانت ناجحة بقيمة الحاصل المادي حسب تقديرات إدارة الفعالية.
كل التقدير لعضوات فرقة طيور دجلة لكل ما قدموه من جهد وطني، وتحية لمؤسسة الفرقة التي تقف في الظل السيدة بسعاد عيدان (أم كفاح).
لربما ان المردود المادي لهذه الفعالية ليس بإمكانه أن يحل أزمة النازحين فهي كبيرة، لكنها تشير بعمق لارتباط المغتربين بوطنهم والتضامن مع أبناء شعبهم في المحن، مهما طال الزمن ومهما ابتعدت المسافات، وهي مبادرة معنوية رمزية للوقوف مع كل مكونات شعبنا ضد الإرهاب المتمثل بداعش وبقايا النظام الدكتاتوري المقبور.