تحل اليوم الذكرى الخمسون للانتفاضة المقتدرة للجنود الشيوعيين ضد طغمة انقلابيي 8 شباط 1963، وإذ نستعيدها، إنما نعيد للأذهان المعاني والدلالات التاريخية العميقة التي تحققت باندلاع الانتفاضة، فكانت بحق دفعا جديدا وزخما ثوريا أعادا الثقة إلى النفوس بعد أن توهم الفاشست أن بإمكانهم تصفية الحزب الشيوعي بكوادره وقيادته بعد حملة سوداء شنتها أجهزة البعث لتحقيق هذا الهدف، فبادر حسن سريع ورفاقه بما امتلكوه من وعي ثوري وطبقي كبيرين، ليلقنوا ويعطوا درسا بليغا للدكتاتوريات والسلطات المستبدة بان ليس هناك قوة على الأرض قادرة على تصفية الشيوعيين، وعلى الرغم من الفشل العسكري الذي آلت إليه الانتفاضة لأسباب تنظيمية وعسكرية، إلا أن حركة 3 تموز التي قادها الجنود الشيوعيون وأصدقاؤهم تظل حية في ذاكرة العراقيين كحلقة مهمة من حلقات الصراع ضد كل أشكال العنت والصلف والاستبداد، وعلامة بارزة في مسيرة النضال الوطني من اجل عراق ديمقراطي حر ينعم فيه شعبنا بحياة مزدهرة كريمة، ويكتسب إحياء ذكرى هذا العمل المجيد في تاريخنا النضالي أهمية خاصة بعد سقوط نظام صدام الدموي، اذ يضع القوى الوطنية والأطراف السياسية جميعا أمام مسؤولية وطنية كبيرة يفرض عليها العمل الجاد لتحقيق المطالب المشروعة لأبناء شعبنا العزيز في الأمان والاستقرار وتقديم الخدمات ومكافحة البطالة وتحقيق الرخاء والتقدم و العدالة.

هيئة قيادة الانتفاضة تحاول الاتصال بقيادة الحزب

جرت محاولات عديدة من قبل الهيئة القيادية للانتفاضة للاتصال بقيادة الحزب (المركز) إلا ان تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح.. كان قادة الانتفاضة يراقبون البيانات التي تخرج مخطوطة، ويرسلون عن طريق موزعيها رسائل تطلب الصلة، شرط الاتصال باحد الرفاق المعروفين وكانت الهيئة تشعر بان هناك جهة قيادية تعمل باسم الحزب لكنهم لم يتعرفوا عليها، وفي احد الايام اخبر احد اعضاء الهيئة القيادية بان اتصالا بالمركز قد تحقق ويعتقد ان بينهم الشهيد عبد الجبار وهبي (ابو سعيد)، وتم الاتفاق على كتابة رسالة عن نشاطاتهم، وعزمهم القيام بالثورة على النظام، لكن لم تبدر من القيادة (المركز) اية محاولات للاتصال بهم بل اكتفوا بكتابة رسالة طلبوا منهم الالتحاق بالنتظيم وتأجيل فكرة الثورة حالياً لحين تدارس الامر بشكل موسع والاعداد له بشكل يضمن لها النجاح. وكشف فيما بعد وبعد فشل الانتفاضة بان الرفيق الشهيد محمد صالح العبلي كان يخرج على دراجة هوائية يتفقذ الناس لعله يتوصل الى احد رفاق هيئة الانتفاضة للقاء بهم لكن دون جدوى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" العدد 19/ سنة 2003

 

أقوال مأثورة للشهيد حسن سريع

"لا تقتلوا الأسرى، سنقدمهم الى المحاكمة"

أثناء محاكمته في المجلس العرفي العسكري، سأله رئيس المجلس: كيف تتقلد رتبة ملازم أول وأنت نائب عريف؟

أجابه الشهيد: وكيف يتقلد العقيد عبد السلام عارف "رئيس الجمهورية آنذاك" رتبة مشير وهو عقيد!

وجوابا عن سؤال آخر أمام المحكمة الصورية قال: "أنا المسؤول الأول عن الثورة، وقد أرغمت الآخرين على حمل السلاح، إنهم أبرياء".

وجوابا عن سؤال رئيس المحكمة: هل تريد أن تصبح رئيسا للجمهورية؟.

أجاب الشهيد: "ما أردت ولا أريد أن أكون رئيسا للجمهورية أو ضابطا في الجيش إنما أردت أن اسقط حكومتكم".

الحياة حلوة ولكن الموت في سبيل الشعب أحلى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب"

 

ثورة الجندي العراقي "انتفاضه حسن سريع الخالدة" وعلاقتي بها

 

في مناسبة الذكرى الخمسين للانتفاضه الباسله

عربي الخميسي

بعد الانقلاب الدموي بحوالي خمسة اشهر قام الجنود الوطنيون الابطال الشهداء بقيادة العريف حسن سريع وبتنسيق ومشاركة قسم من المناضلين المدنيين المؤمنين بقضيتهم قضية الشعب العادلة واخلاصهم لمبادئ حزبهم المناضل الحزب الشيوعي العراقي وللرد على بشاعة اجرام الانقلابين وايقافهم عند حدهم وبغية اطلاق سراح المعتقلين من الضباط في السجن رقم واحد العسكري وانقاذ الجماهير من زمرة البغي والارهاب والحكام العملاء بالانتفاضة التاريخية التي اطلقت عليها ثورة الجندي العراقي ففي ليلة ذلك اليوم تمكنوا من القاء القبض على بعض قادة الانقلاب منهم طالب شبيب واخيه بهاء شبيب ومنذر الونداوي وحازم جوادواخيه حامد جواد وغيرهم بعد ان تمت السيطرة على جميع الوحدات العسكرية المتواجدة في معسكر الرشيد وحجز كافة ضباط الخفر لتلك الليلة ومحاصرة السجن العسكري مما سبب انهيار آمره الملازم الاول المدعو حازم الصباغ (الاحمر)، فانتحر ومات وكادت ثورتهم ان تنجح لولا بعض الامور التي احاطت بحركتهم جراء اختلاف التوقيتات للحركة وقصور قائد الدبابة وتردده بالتنفيذ ولعدم تكافؤ التسليح وعدم توفر القيادة العسكرية الميدانية المهنية لأدارة المعركة وغيرها من الامور وللاسباب التي ليست من صلب موضوعي هذا، مما ادى ذلك الى فشلها والقاء القبض على قادتها والقائمين بها من عسكرين ومدنيين والحكم على معظمهم بالاعدام من قبل المجلس العرفي العسكري الخاص الذي كان يترأسه المجرم العقيد عبد الرحمن التكريتي وتم تنفيذ الاحكام الصورية بحقهم فورا رميا بالرصاص، ان اول بدايتي مع الانتفاضة كانت يوم العاشر من تموز حين دعتني ادارة سجن (باغ مهران)، في طهران للحضور الى المقر حيث كان هناك خمسة اشخاص باللباس المدني قاموا بطرح عدد من الاسئلة وبعد الانتهاء من المقابلهة اشاروا لي بشكل غير مباشر ان هناك احداث وقعت بالعراق وفي نفس اليوم سمعنا بواسطة جهاز راديو صغير من اذاعة طهران ان محاولة فاشلة حدثت لقلب نظام الحكم في بغداد، ومن ثم سمعنا بانقلاب عبد السلام عارف بالاشتراك مع الضباط القوميين فما كان منا الا ان نعلن اضرابنا عن الطعام والمطالبة بترحيلنا الى العراق وفي ليلة 31 / 1 كانون الثاني سنة 1964 تم تسفيرنا بالقطار الى بلدة المحمرة ومن ثم بالسيارات الى داخل الاراضي العراقية عن طريق الشلامجة الحدودية حتى ناحية شط العرب (التنومة)، هناك جرى استلامنا من قبل الشرطة والانضباط العسكري العراقي ثم ارسلنا مباشرة الى موقف شرطة البصرة وفي مساء اليوم نفسه جرى تسفير الضباط الى بغداد بالقطار الصاعد لذلك اليوم وكنا اربعة ضباط وهم كل من الملازم الاول ناجي نهر والملازم الاول نوح علي الربيعي والملازم الاول حامد مقصود وانا الرئيس الاول الركن عربي فرحان الخميسي اما الباقين فكلهم كانوا مدنيين اتذكر منهم الشاعر الكبير مظفر النواب والمحامي طالب بدر وعضو محلية البصرة عبد الرحمن منصور وغيرهم، وصلنا صباح اليوم الثاني الى بغداد وارسلنا مباشرة الى وزارة الدفاع وعند مقر الانضباط في وسط الوزارة جاء احد ضباط الانضباط ورافقني الى مديرية الاستخبارات العسكرية قال لي ان مديرها هو الذي طلبك وعند دخول غرفة المدير فوجئت حين رأيت المقدم الركن شفيق حمودي الدراجي الذي اعرفه جيدا حيث كان احد طلابي من الضباط في مدرسة الاسلحة الخفيفة واحد زملائي الضباط في كلية الاركان للدورة الثالثة والعشرون، رحب بي الرجل كثيرا وامر بجلب فطور لي الا اني لم اتناوله عدا الشاي، وبعد السؤال عن الصحة والاحوال بادر هو بذم البعثيين والحرس القومي (الآقومي)، وهاجمهم بشدة وتطرق الى افعالهم المشينة وقال لي ان مديرية الاستخبارات قامت باصدار كراس صغير فيه وصف لتلك الاعمال الاجرامية التي قامت بها تلك الزمرة المجرمة ومد يده وناولني الكراس الصغير القيت عليه نظرة سريعة واستطرد قائلا ان امور البلد ستكون جيدة وسيسود العدل والمساواة واحترام القانون وبعد ان انتهى من كلامه طلبت منه ان يأمر باطلاق سراحي لأني برئ ان هو كان صادقا! إلا انه ابتسم وقال لي يظهر انك لا تعلم؟ قلت له ماذا تعني؟، فقال انت محكوم بالاعدام غيابا من قبل المجلس العرفي العسكري الخاص بمحاكمة المشتركين مع حسن سريع وسترسل الى سجن رقم واحد العسكري، فقلت امامك كافة الاوليات المرسلة من قبل السلطات الايرانية مبينة فيها تاريخ القاء القبض علي من قبلها وهذا دليل قاطع على برائتي فاجابني هذا صحيح الا اني لا املك هذه الصلاحية، ثم سالته كيف ورد اسمي بهذه المحاكمة فقال لي جاء اسمك باحد البيانات للحركة حيث عينك فيها حسن سريع قائدا للفرقة العسكرية الاولى وان العقيد الركن غضبان السعد رئيسا لأركان الجيش واخرين غيركم من الضباط لمناصب الجيش الاخرى وكلكم محكومين بالاعدام غيابا، ارسلنا انا وناجي ونوح بعد هذه المقابلة الى سجن رقم واحد العسكري عدا الملازم الاول حامد مقصود فقد ارسل الى سجن الحلة لمحاكمته بتهمة قتل المقدم الركن ابراهيم جاسم التكريتي يوم الانقلاب الاسود في باب معسكر الرشيد ومن هناك تمكن من الهروب من السجن جرى اسكاننا مع الجنود والمراتب المشتركين بالانتفاضة والمحكومين بالسجن وبمدد مختلفة وكان عددهم حوالي المائة وبينهم بعض المدنيين عرفت احدهم وهو الاستاذ نعيم جبار الزهيري وهو معلم وكادر حزبي نشط سبق والتقيت معه في احد السجون سابقا، كان هؤلاء الابطال قد تعرضوا الى شتى انواع التعذيب والقسوة من جلاوزة البعث المجرم وهم لا يزالون تحت ضغط وهول التجربة القاسية التي مروا بها ويصبون حقدهم وغضبهم على اؤلئك الذين قاموا بالتحقيق الصوري معهم وتعذيبهم اشد العذاب اثناء التحقيق ومن جانبنا نحن الضباط الثلاث حاولنا جاهدين الرفع من معنوياتهم والاستماع الى معاناتهم ومعاناة عوائلهم بالخارج وعن طريقهم عرفنا سير الاحداث التي جرت قبل الانتفاضة وخلالها وما بعدها والبطولات الرائعة للشهيد حسن السريع واخوته باقي الشهداء، سمعنا منهم ان من احد اسباب قيام الانتفاضة بوقتها المعلن في 3 تموز حيث يبدو موعدا قد يتصف بالعجلة والشعب العراقي كله وكوادر الحزب الشيوعي والمتعاطفين معه لا زالوا لم يتشافوا تماما من جراحهم ومن اجرام البعث وسيل الدماء وفقدان القيادة السياسية يوم انقلابهم الاسود الا ان الجواب كان هو هناك نية للأنقلابيين وعلى رأسهم احمد حسن البكر وطاهر يحيى وعبد الغني الراوي وغيرهم بقتل جميع الضباط المعتقلين البالغ عددهم حوالي الخمسمائة ضابط والمتواجدين رهن الاعتقال في سجن رقم واحد العسكري وهذه حقيقة اعترف بها فيما بعد بعض عناصرهم ومنهم عبد الغني الراوي اضافة الى اسباب اخرى كثيرة مما دفع بالكادر الحزبي المتقدم ابراهيم محمد علي العضو النقابي النشط ان ياخذ على عاتقه هذه المهمة وان يطرح فكرة الانتفاضة حيث عذب اثناء التحقيق حتى الموت دون ان يعترف على رفاقه ومن بعده خلفه محمد حبيب بالمشاركة الفاعلة مع العريف حسن سريع ورفاقه اضافة الى تقديرهم القائل بضرورة الاستفادة من الضباط انفسهم لتولي القيادة بعد نجاح اطلاق سراحهم من السجن وهناك اسباب اخرى مبررة كما قال لنا اكثرهم علما ان هؤلاء الضباط كان قد سفروا بذات اليوم بقطار حمل الى السماوة سمي بقطار الموت بطريقهم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي سيئ الصيت، والشيء الذي اردت تصويبه الان هو ما ورد بموضوع الاخ الاستاذ نعيم جبار الزهيري الذي جرى نشره منذ اكثر من سنتين في مجلة رسالة العراق وما تبعه من اقوال وافتراءآت البعض من الجهلاء من ابناء الطائفة الصابئية المندائية الموجهة لي في هذا الشأن وهي كما يلي:-

في احد الايام جلس بقربي الاخ نعيم الزهيري حيث كنا في معتقل واحد داخل سجن رقم واحد العسكري كما بينته اعلاه وبصفتي اكبر الضباط رتبة عرض علي فكرة ان نقوم نحن الضباط الثلاث بقيادة المراتب والجنود المتواجدين معنا بنفس الموقف بانقلاب ثاني بعد احتلال السجن واطلاق سراح بعض الضباط الذين لا يتجاوز عددهم عن ثلاثة كانوا معتقلين في جناح اخر من السجن نفسه اتذكر منهم الرئيس الاول مطيع عبد الحسين والعقيد الطبيب رافد صبحي اديب وشخص آخر نسيت اسمه وان نقوم بحركة مباغة ومعنا بعض الوحدات داخل معسكر الرشيد لأحتلال المعسكر اولا ومن ثم اعلان ثورة في بغداد ومعسكرات الجيش الاخرى في عموم العراق (هذا ما اتذكره الان ربما لم يكن نصا الا انها كفكرة كانت كذلك)، وبعد الاجابة على اسئلتي منه (اجريت تقدير موقف كعسكري حرفي حول قواتنا العددية وما لدينا من اسلحة او كيفية الحصول عليها وهل حصلت هذه الفكرة على موافقة القيادة الحزبية في الخارج ومدى مساهمتهم معنا والحالة المعنوية للمراتب والناس في الخارج وكثير من الاسئلة التي طرحتها عليه وبعد مقارنة مع اجوبتها وخرجت بنتيجة اذ من غير الممكن مطلقا القيام بالحركة وضمان نجاحها استنادا الى الظروف الموضوعية التي كانت سائدة آنذاك وكان جوابي له الرفض كونها مجازفة غير محسوبة الابعاد ولها عواقب وخيمة وخطيرة على مجمل الاوضاع والاشخاص في الداخل والخارج وعلى حياة المشتركين فيها حالة الفشل حيث نسبة النجاح تكاد تكون معدومة تماما بتقديري، وهذا التقدير برفض الفكرة كان هو موضع الانتقاد، وفيما يخص الزعيم الركن عبد الكريم فرحان عين لمنصب آمر موقع بغداد العسكري وكاظم رؤوف وزيرا للعدل (ولا اعرف كيف اعلل ذلك)، أما عن حكم الاعدام بالنسبة لي فقد جرى التحقيق معي وثبتت برائتي من التهمة المنسوبة لي الا انه اتخذ قرار ارسالي الى سجن نقرة سلمان الصحراوي سيئ الصيت بالحقيقة خرجت الانتفاضة بدروس وقيم جديرة بالدراسة والتحليل لمن يريد ان يسلك درب الحرية والتحرر ويهدف الخير والكرامة لبناء الشعب خاصة اؤلئك الفقراء والمسحوقين من عمال وجنود وفلاحين والكسبة والموظفين الذين هم اصحاب المصلحة بالتغيير نحو الافضل لضمان الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم، ويمكننا الوصول الى الدروس المستنبطة من هذه الانتفاضة كما يلي:ــ

1- ان الظلم والقهر والحكم الفاشي لا يمكن ان يدوم و نتصر ولا وجود مكان له في كيانات الشعب العراقي وضمائر ابناءه مهما طال به الزمن ولا يمكن ان يستقيم الوضع فاشيا او طائفيا اطلاقا ما لم يرسخ بناء الديمقراطية ودولة المؤسسات القانونية والدستورية بالعراق فعلى من يقود العراق سياسيا ان يضع بحسابه هذه الحقائق فقد يتعب كما تعب غيره من بعثيين وحكمهم الشمولي.

2- لقد اشترك بالانتفاضة شباب باعمار الورود ومن كل القوميات والاديان ففيهم العربي والكردي والاشوري مسلم سني وشيعي ومسيحي وصابئي دون ان يفرقهم هذا اللون بل شد من ازرهم ولم تتحكم بتصرفاتهم عوامل الفرقة الدينية او الطائفية او العنصرية هذه حقيقة الشعب العراقي وعليه يجب ان يسود العدل والمساواة وتكافؤ الفرص انطلاقا من حق المواطنة للجميع دون تفريق او تمييز وهذا ما يجب ان يتضمنه الدستور العراقي المقبل في نصوصه.

3- توفر الوعي السياسي لدى الفرد العراقي بشكل عام وله القدرة الكاملة على الفرز والتمييز بين المخلص الحقيقي للشعب وبين من يحاول السيطرة عليه عن طريق استخدام العنف والقوة او التلون والخداع والزيف فالعراقي يعرف جيدا من يعمل مخلصا من أجل تامين الحياة الحرة الكريمة والعيش السعيد له ولأولاده من بعده.

4- يجب على اصحاب القرار اعطاء الحقوق لأصحابها اؤلئك المظلومين والمستغلين المنحدرين من جذورعمالية وجنود وفلاحين طالما استلبت منهم حقوقهم على مدى الحكم العراقي ويجب عدم الاستهانة بقدراتهم وحقوقهم المشروعة على قدر متساو مع الاخرين من ابناء الشعب.

5- ليكون واضحا بشكل جلي ان الافكار الشيوعية باقية ومتاصلة بقلوب جماهير الشعب العراقي ويستحيل القضاء عليها مطلقا لا بالقتل ولا بالتعذيب ولا بالترغيب لآنها الحقيقة والعلمية والانسانية وهي المستقبل للحياة الحرة الكريمة ومن يعاديها يخيب ومن لم يهت بها يظل الطريق.

6- الانتفاضة هي الدرس والانذار لكل قوى الشر والبطلان وعليه يجب العودة للشعب وله وحده السلطة هو صاحب القرار ولا يتم ذلك الا بدولة ديمقراطية فيلدرالية تعددية ذات مؤسسات دستورية وقانونية.

"حسن سريع" مازالت هامتك اطول منتطاولهم

استنادا الى الوثائق الرسمية والبيانات التي اعلنتها ما يسمى بـ (المجلس الوطني لقيادة الثورة) صباح الثلاثاء من تموز عام 1963، فان معلومات وردت الى: "وزارة الدفاع وقيادة الحرس القومي مفادها ان الشيوعيين اخذوا يروجون الاشعاعات عن الثورة، ونظامها التقدمي العظيم، وصاروا يرددون احاديث متعددة عن قرب النهاية وعن النصر والثأر، فانتشرت قوات الامن والاستخبارات والحرس القومي في كل مكان، حتى تم اكتشاف خلية شيوعية، جهز افرادها بملابس عسكرية، وشارات حمراء وبيضاء ظهر انها كانت مخصصة لتحملها المقاومة الشعبية، ومن الاعترافات التي ادلى بها افراد هذه الخلية: علمنا بان فلول الشيوعيين قد قررت القيام بمحاولة انتحارية في الخامس من تموز، تبدأ في معسكر الرشيد الذي يحوي عددا من الضباط والمدنيين الشيوعيين والمعتقلين وغرضها اطلاق سراحهم وتوزيعهم على الوحدات العسكرية لمحاولة السيطرة عليها، وبناء على هذه المعلومات، تقرر نقل الضباط الشيوعيين المعتقلين في معكسر الرشيد الى سجن آخر في يوم 3/7/1963، وهذا ما جعل المتآمرين يقدمون موعد مؤامراتهم".

واستنادا للبيانات الرسمية، فان هذه "المؤامرة الشيوعية الصغيرة" سارت على نحو التالي:

"في الثالثة والربع من فجر الثالث من تموز شوهدت مجموعة مسلحة تتألف من عدد من الشيوعيين وقد تجمعوا في مركز التدريب المهني لقطع المعادن وخرجوا منه باتجاه سرية حراسة معسكر الرشيد والباب النظامي و كتيبة هندسة الميدان الخامسة وكتائب الدروع داخل المعسكر، كما توجه اغلبهم الى السجن العسكري، وقد تمكنت هذه الزمرة من كسر مشاجب السلاح في مركز التدريب واستولوا على ما فيها من اسلحة".

ثم يقفز البيان العسكري على الاحداث، وينسى ان بيان ما يسمى "بالمجلس الوطني لقيادة الثورة" قد قاد "بان المؤامرة ابيدت خلال نصف ساعة" فيذكر ان: "عن السلام عارف، هرع الى معسكر الرشيد واشرف على المعارك بمعاونة الرئيس الاول حازم الصباغ"، (من الجدير بالذكر هنا، ان المجرم حازم الصباغ انتحر صبيحة الثامن عشر من تشرين 1963 لاعتقاده بان الشيوعيين قد جاءوا الى الحكم!).

ويذكر البيان من جهة اخرى، ان "طاهر يحيى رئيس اركان الجيش قد توجه الى المعسكر، كما توجهت الى المعسكر قطعات الحرس القومي.. وفي الوقت نفسه كان احمد حسن البكر رئيس الوزراء، وصالح مهدي عماش وزير الدفاع وخالد مكي الهاشمي معاون رئيس اركان الجيش يشرفون من ثكنة القصر الجمهوري ووزارة الدفاع على عمليات تحشيد القطعات العسكرية وخطة الامن داخل العاصمة.

ويواصل البيان الرسمي وصف حالة الرعب التي عصفت بسلطة الانقلابيين فيقول ان: "علي صالح السعدي نائب رئيس الوزراء وحردان التكريتي قائد القوة الجوية، ورشيد مصلح الحاكم العسكري العام، قد هرعوا الى  المعسكر اضافة الى حازم جواد وزير شؤون رئاسة الجمهورية ووزير الداخلية وطالب حسين الشبيب وزير الخارجية فهاجمتهما زمرة من المتأمرين واطلقت عليهم النار قرب الباب النظامي لمعسكر الرشيد، فجردتهما من السلاح واعتلقت وزيري الخارجية والداخلية، واصدرت حكما باعدامهما، كما اعتقلت الزمرة المتأمرة مقدم الجو منذر الونداوي القائد العام لقوات الحرس القومي والرئيس نجاد الصافي من قيادة الحرس القومي، وسجنتهما في مركز التدريب المهني".

أي هلع اصاب زمرة الانقلابيين؟ واي رعب ذلك الذي عصف بهم يوم ثأر المناضل البطل حسن سريع ورفاقه لحزبهم ولشعبهم ولثورة الرابع عشر من تموز؟.

وفي جو الرعب والهلع هذا، وهو جدير بالقتلة، ازداد الارتباك وتعددت البيانات فاصدر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع بيانا قال فيه: "انه تم العثور على ثمانية بيانات بحوزة المتآمرين، وانهم كانوا ينوون اذاعتها، وان هذه البيانات كانت موقعة من قبل ما سموه بالقيادة الثورية للجبهة الشعبية، وقد تضمن بيان المتآمرين الاول اعلان النظام الشيوعي في العراق، كما نصت البيانات الاخرى على حل الحرس القومي واوامر بالقبض على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء وقادة الجيش والحرس القومي، كما تضمنت بيانات اخرى تعيينات قادة الجيش حيث عين المتآمرون المجرم الهارب هاشم عبد الجبار رئيسا لاركان الجيش وغضبان السعد حاكما عسكريا عاما، وجلال بالطه قائدا للفرقة الثانية وطه مصطفى البامرني قائدا للفرقة الثالثة وعريبي فرحان قائدا للفرقة الاولى، وسعيد مطر قائدا للفرقة الرابعة وسليم الفخري قائدا للفرقة الخامسة وموسى كاظم الجبوري قائدا للمقاومة الشعبية".

وفور الاعلان عن القضاء على تلك الانتفاضة الباسلة، كانت الرعب قد انتقل الى الحكومات الرجعية العربية فانهالت برقيات التهنئة على عبد السلام عارف قائد الانقلاب الاسود في 8 شباط 1963 من الرؤساء والملوك العرب ومن وراء المحيطات، وهم يباركون لهم البقاء فترة اخرى بعيدا عن قصاص الشعب.

وفيما كانت اذاعة الانقلابيين تفح وتنفث سمومها على الشيوعيين، وفيما كانت اجهزة النظام القمعية تعد العدة لمجزرة جديدة عرفت في تاريخ العراق باسم "قطار الموت" كان الحاكم العسكري يسال البطل الشيوعي "حسن سريع باستغراب:

كيف.. وباي حق تطمح وانت نائب عريف بحكم العراق؟.

فكان الرد هائلا وقويا:

ما اردت شيئا لنفسي.. ما ردت غير تخليص العراق من زمرتكم!.

وكعادة الفاشيين، واستجابة لروح الهلع التي سيطرت عليهم، قاموا بتنفيذ حكم الاعدام بحسن سريع ورفاقه فور انتهاء المحكمة الصورية.

ما هي الا ايام، حتى اطاح الانقلابيون ببعضهم، وما هي الا ايام وسنوات حتى اقتصت دماء الشهداء من القتلة الذين راحوا يتخبطون، ونزلوا ببعضهم قتلا وتشهيرا.

وهاهم ــ وراجعوا اسماءهم ــ وقد اطيح بهم مجرما اثر مجرم، وبقيت هامة الشيوعي حسن سريع اطول من كل تطاولهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رسالة العراق ص23

العدد 91/ تموز/ 1988

 

تماس حسن سريع

‏ريسان الخزعلي‏

جميعهم متباطئوون...

وانت َ الوحيد ُ السريع!

كيف َ اختزلت َ الزمان َ بطلعة...؟

أي المحطات ِ قايضتك َ الوقوف َ وانت َ السريع..؟؟

انت َ نيزك..

لم يلحق ِ الضوء ُبرقه...

انت  السريع..!

حسن سريع.. شهيد الساعات الراكضة في الثالث من تموز 1963

كامل الجادرجي رئيسا الجمهورية للجمهورية

مصطفى البرزاني نائبا لرئيس للوزراء

سليم الفخري رئيسا للوزراء

ابراهيم كبه وزيرا للاقتصاد

محمد حديد وزيرا للمالية

عبد الوهاب محمود وزيرا للخارجية

د. رحيم عجينه وزيرا للصحة

عبد الوهاب القيسي وزيرا للعدل

مصطفى علي وزيرا للاوقاف

جلال الطالباني وزيرا للاسكان

جلال بالطه وزيرا للداخلية

عزيز شريف وزيرا للعمل

عبد الفتاح ابراهيم وزيرا للنفط

رافد صبحي وزيرا للمعارف

محمد مهدي الجواهري وزيرا للثقافة

عباس البلداوي وزيرا للدولة

محمد صالح بحر العلوم وزيرا للدولة

حمزه عبد الله وزيرا للدولة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" العدد 19 سنة 2003

 

من اسماء شهداء انتفاضة الرشيد الخالدة

1. النائب العريف حسن سريع/ من وحدة قطع المعادن.

ولد الشهيد في اوائل الاربعينات من عائلة فلاحية في ريف السماوة وتحديدا من (عشيرة حجام) المعروفة بوطنيتها، ولم يكن حسن ابن العائلة الوحيد، بل، كان له اخوة واخوات، نفى الاقطاعيون عائلة حسن من المنطقة بسبب قتلها احد الاشخاص فرحلت العائلة الى شثاثة (عين تمر) التابعة الى محافظة كربلاء، وفي شثاثة ترعرع حسن في بيئة فلاحية ايضا واكمل دراسته الابتدائية، وبسبب عدم امكانية العائلة من سد نفقات الدراسة وكذلك وعيهم اختاروا الطريق الاسهل وهو العسكرية، فالتحق حسن بمدرسة قطع المعادن في معسكر الرشيد وصار لاحقا صف ضابط برتبة نائب عريف ولذكائه وقدراته عين معلما في نفس المدرسة، تزوج حسن من احدى قريباته ورزقا طفلة وسكنا في حي الشاكرية الشعبي.

كان حسن عنصرا فاعلا في التحضير وتنفيذ الانتفاضة فهو الذي هيأ المكان لاختباء المنفذين في وحدته وهو الذي اعتقل الضابط الخفر وهو الذي كسر مشجب السلاح ووزع السلاح على المنتفضين وهو الذي اطلق الرصاصة لبدأ الانتفاضة وكان الموجه الرئيسي لها، في الاجتماع الاخير في الساعة الثانية عشرة والنصف من ليلة الانتفاضة في احد اكواخ كمب سارة حيث توزيع المهام اقسم حسن:

 (نقسم بتربة هذا الوطن ان نحرره من رجس المجرمين).

 اعدم حسن مع 30 من رفاقه في 13/ 7/ 1963، وهي الوجبة الاولى، رميا بالرصاص وكان يردد القول المأثور السجن لي مرتبة والقيد الي خلخال والمشنقة ياشعب مرجوحة الابطال، ثم هتف باسم الحزب والشعب وامتزج صوته مع لعلعة الرصاص يمزق جسده الطاهر.

2 ـ رأس العرفاء كاظم بندر:

من انحدار فلاحي هاجرت عائلته الى بغداد وسكنت خلف السدة الشرقية، متزوج وله خمسة اطفال، تطوع في الجيش وهو في سن مبكرة، كان ضمن الهيئة الحزبية التي لم تكتشف من قبل السلطة... شارك في التحضير للانتفاضة ومن ثم تنفيذها وحمل رتبة ضابط في التنفيذ... من اقواله في الاجتماع الاخير ليلة الانتفاضة:

"يتهمنا اعداؤنا بإننا سفاكو دماء، ان الشيوعية هي الوصفة الطبية الناجحة للانسانية...".

اعدم يوم 31/ 7/ 1963 رميا بالرصاص وقد واجه الموت ببسالة الشيوعي.

3 ـ العريف كاظم فوزي:

من انحدار فلاحي، متزوج وله طفلتان، كان معتقلا في مقر اللواء الخامس عشر مع مجموعة من الجنود، وكان مبلغا بموعد الانتفاضة، ولدى سماعه الاشارة وهي صوت الاطلاقة، بادر، مع رفاقه الى كسر باب المعتقل واخرج من معه من المعتقلين وقادهم الى مشجب السلاح فكسروه ووزعوا السلاح على المنتفضين واحتلوا مقر اللواء كاملا والتحقوا برفاقهم... لقبه رفاقه ب "كاسترو الثورة" أعدم يوم 31/ 7/ 1963 رميا بالرصاص مع المجموعة الاولى.

4 ـ العريف رمضان:

كان رياضيا وشجاعا، قاوم حتى عندما ارادوا تقييده وشده على خشبة الاعدام... اعدم يوم 31/ 7/ 1963، لاتوجد، ويا للاسف لدي معلومات كافية عنه.

5 ـ النائب العريف صباح ايليا:

من سكان مدينة الموصل، متطوع، لقب بـ "نمر المعسكر" لبسالته في القتال وتحركه السريع ومساهمته النشطة في احتلال بعض الوحدات في المعسكر وكذلك في اعتقال بعض قياديي الانقلاب، أعدم في 31/ 7/ 1953.

 "إن قتلتم اليوم أشبالا، فالعراقيات يلدن الاشبال باستمرار".

6 ـ العريف مهتم مجيد الزهيري:

مواليد اواخر الثلاثينات في ناحية المشرح / العمارة، من عائلة حرفية معدمة، تطوع في الجيش في اواسط الخمسينات كمهني في القوة الجوية، متزوج وكانت زوجته حاملا بطفلها البكر لدى استشهاده، شارك في التحضير للانتفاضة بشكل فاعل، كما ساهم في احتلال مقر القوة الجوية في المعسكر بانتظار وصول الطيارين بعد تحريرهم من السجن العسكري رقم واحد، أستشهد تحت التعذيب في اليوم الاول للانتفاضة في يوم 3/ 7/ 1963.

7 ـ العريف كاظم زراك:

من مدينة الحلة/ ليست لدينا معلومات كافية عنه، كانت مهمته حراسة الباب الشمالي، أعدم رميا بالرصاص في يوم 31 / 7 / 1963.

8 ـ العريف جليل خرنوب:

من مدينة الحلة، ليست لدينا معلومات كافية عنه، كانت مهمته مسؤولية الباب الشمالي للمعسكرمع كاظم زراك، أعدم رميا بالصاص يوم 31/ 7/1963.

9 ـ موزان عبد السادة:

جندي مطوع، كان عمره 16 سنة وهو اصغر شاب في الانتفاضة انهى المدرسة الابتدائية والتحقق في مدرسة قطع المعادن في معسكر الرشيد، كان شابا جريئا، لا تفارقه النكتة والمرح في اشد المصاعب، وهو الذي اعتقل وزير الداخلية حازم جواد، وبعد فشل الانتفاضة شخصه حازم، رفعت المحكمة عمره من 16 سنة الى 18 سنة وأعدم يوم 31/7 /1963 رميا بالرصاص.

10 ـ سعدون:

عامل كهرباء من بغداد، بات ليلة الانتفاضة في المعسكر، في المكان الذي هيأه حسن سريع، حمل رتبة ملازم واقتحم سرية الهندسة لكنه تعرض الى كمين فجرح في بطنه، وبعد فشل الانتفاضة كان الفاشيون يدوسون على امعائه الساقطة على الارض ويطلبون منه الاعتراف على رفاقه الثوار، فاستشهد في الساعات الاولى، دون ان ينالوا منه شيئا.

11 ـ عريبي محمد ذهب:

كان صف ضابط في الجيش برتبة عريف، فصل من الخدمة في حكم عبد الكريم قاسم لانتمائه للحزب الشيوعي العراقي متزوج وله عدة اطفال، عمل في احد المخابز لتدبير معيشة عائلته، كان له دور كبير في التحضير للانتفاضة وتنفيذها، اذ كان احد رفاق الهيئة الحزبية في باب الشيخ عمر، حمل رتبة ضابط وقاد مجموعة من الجنود واقتحم السجن العسكري رقم واحد بغية احتلاله وتحرير المعتقلين لكنه لم يتمكن، أعدم يوم 31/ 7/1963 شنقا حتى الموت وعلقت جثته الطاهرة خلف السدة الشرقية.

12 ـ علي محمد ذهـب:

شقيق عريبي، من ريف العمارة سكن خلف السدة الشرقية وعمل في سلك الشرطة وفصل من الخدمة في زمن عبد الكريم قاسم لانتمائه للحزب الشيوعي العراقي، كان له دور كبير في التحضير وتنفيذ الانتفاضة، وهو ايضا من رفاق نفس الخلية الحزبية المذكورة، أعدم يوم 31/ 7/ 1963 وعلقت جثته الطاهرة خلف السدة الشرقية قرب جثة اخيه عريبي.

13 ـ حافظ لفته:

ولد في ريف العمارة، من عشائر آل أزيرج المعروفة بوطنيتها ونضالها ضد الاقطاع ومجدها في انتفاضة 1952، رحلت العائلة الى بغداد وسكنت خلف السدة الشرقية، عمل حافظ خياطا في باب الشيخ عمر قرب السدة نفسها، متزوج وله ثلاثة اطفال، كان حافظ من النشطين في التحضير للانتفاضة وتنفيذها، اذ كان ضمن الخلية الحزبية المذكورة، كان دكانه الصغير مقرا للقاءات، أعدم حافظ يوم 31/ 7/ 1963 شنقا وعلقت جثته الطاهرة في باب الشيخ ـ منطقة الخندق ـ قرب دكانه الصغير لارهاب المواطنين.

14 ـ محمود الجايجي:

من اهالي خلف السدة الشرقية، كان صاحب مقهى، التحق مؤخرا في تنظيم الانتفاضة، أعدم يوم 31/ 7/ 1963 شنقا حتى الموت وعلق جثمانه الطاهر خلف السدة الشرقية.

15 ـ النائب الضابط ماجد عبد الله الزهيري:

من مواليد المجر الكبير / العمارة، في أوائل الاربعينات، من عائلة حرفية، متزوج وله طفل واحد، وهو من تنظيم الانتفاضة في البصرة، حيث موقع عمله العسكري، أستشهد يوم 26 /6 /1963 خنقا في حوض الماء، ولم يعترف على رفاقه.

16 ـ النائب الضابط أحمد خضر:

من مواليد مدينة اربيل / القلعة، تطوع في الجيش بعد إكماله الدراسة الابتدائية، مهني "إسكافي" في وحدة الكرنتينة.

 أعزب، التحق مبكرا في تنظيمات الانتفاضة، تحمل الوان التعذيب المميت بغية ان يعترف انه من تنظيمات الحزب الشيوعي والديمقراطي الكردستاني في آن واحد، أعدم رميا بالرصاص يوم 11/11/1963 مع عشرة من رفاقه، في ميدان وحدة المخابرة في معسكر الرشـيد.

17ـ النائب العريف طه حسين طه الجبوري:

من مدينة المقدادية، متطوع في الجيش، أعدم رميا بالرصاص في 2/10/1963 في ميدان وحدة المخابرة، مع اربعة من رفاقه.

18 ـ النائب العريف عبد الواحد راشد الزهيري:

من مواليد ناحية المشرح / العمارة، من عائلة حرفية، مواليد اوائل الاربعينات، تطوع في الجيش كمهني "براد" في مدرسة الصنائع العسكرية، وبعد تخرجه عين في معسكر التاجي، اعزب، التحق مبكرا في الانتفاضة وكان نشطا في التحرك لكسب عناصر اخرى للانتفاضة، أعدم رميا بالرصاص في 2 /10 /1963 في ميدان الرماية في وحدة مدرسة المخابرة مع اربعة من رفاقه...

19 ـ الجندي الاول فالح محسن:

من مواليد ريف المشرح / العمارة، كان وحيدا لوالدته الارملة، وحدته في معسكر التاجي، وكان مسؤولا للحراسة ليلة التنفيذ، اعزب، أعدم رميا بالرصاص مع رفاقه يوم 2 /10 /1963 في ميدان الرماية في وحدة المخابرة ايضا.

20 ـ الجندي المكلف زين الدين سـيد أمين:

من مدينة السليمانية، كان عامل بناء، استشهد تحت التعذيب في السجن العسكري رقم واحد، المجموعة الثانية، على يـد المجرم علي خليفة حيث قام بضربه على رأسه بشكل متواصل حتى خرج مخه من اذنيه، ثم لف ببطانية سوداء وأخرج... ومن السخرية ان يكتب الطبيب تقريره بان زين الدين مات بشكل طبيعي بانفجار بالدماغ.

21 ـ النائب العريف صبار:

من مدينة الناصرية، كان يعمل في مقر الكتيبة المدرعة الثالثة في معسكر الرشيد، وقد تم احتلالها في الانتفاضة، اعدم رميا بالرصاص يوم 31 /7 /1963 مع رفاقه في الوجبة الاولى...

22 ـ الجندي الاول نزار حبيب الاعرجي:

مـن مدينـة النجـف، من عائلة دينية معروفة بوطنيتها، أعدم مع رفيقه محمد عليوي خليفه في أيام الحكم العارفي، في 25 /4 /1965.

23 ـ محمد عليوي خليفة:

من مدينة الكوت، متزوج وله ثلاثة اطفال، يسكن في منطقة الخندق بين سكتي القطار في باب الشيخ عمر، كان يعمل سائقا في شركة أصباغ اهلية، وكان عضوا في الهيئة الحزبية المدنية التي هيأت للانتفاضة، وهو بدأً الصلة باللجنة القيادية عن طريق محمد حبيب كما ذكرنا، أعدم يوم 25 /4 /1965 مع رفيقه نزار الاعرجي...

24 ـ ابراهيم محمـد علي:

عامل، من سكان مدينة الموصل، كادر حزبي متقدم، متزوج وكانت زوجته "رهبية عبد الرحمن القصاب" حاملا عندما اعتقلت قبل اعتقاله، فاجهضت من شدّة التعذيب ثم نقلت الى سجن النساء، كان ابراهيم عضوا في اللجنة العمالية في بغداد ومسؤولا عن لجان عمالية فرعية، استشهد تحت التعذيب في مقر المجرم "عمار علوش" وقد ابدا بطولة نادرة في الصمود...

25 ـ طالب ناجي ابو الدكة:

جندي مطوع من مدينة النجف مواليد اوائل الاربعينات، كان له دور فاعل في التحضير وتنفيذ الانتفاضة سوية مع رفيقه نزار حبيب الاعرجي، اعدم رميا بالرصاص بعد ان دفن نصفه الاسفل في حفرة، حفرت له امام جامع ام الطبول ـ حسب رسالة الدكتور محمد حسين الاعرجي.

26 ـ محمد ابو المراجيح:

من سكان مدينة النجف، نفذ فيه حكم الاعدام كما نفذ برفيقه طالب ناجي وكان ذلك في عام 1964، حسب رسالة الدكتور محمد حسين الاعرجي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 من مذكرات نعيم الزهيري

اليوبيلالذهبيلانتفاضةالأبطال

تمر علينا هذه الايام الذكرى الخمسون لانتفاضة الابطال حسن سريع ورفاقه الخالدين في معسكر الرشيد والذين ارادوا فيها اسقاط القوى المتوحشة التي تسللت في غفلة من الزمن لتعبث بمقدرات الشعب العراقي من خلال الاجهاض على ثورة الرابع عشر من تموز 1958 المجيدة بانقلابهم الدموي في 8/شباط الاسود عام 1963 والذي جعل انهارا من الدم العراقي تباح لالذنب ارتكبوه سوى انهم ارادوا في ثورتهم نصرة فقرائهم وتحرير بلدهم من نير الاستعمار ونيل استقلالهم الوطني وتمت انجازات تاريخية هامة ادت الى تحشيد كل اعداء الشعب للاصطفاف والانقضاض على ثورته وجميع القوى المساندة لها.

فقد حققت ثورة 14 تموز انجازات خلال فترة قصيرة مايفوق ان يتحقق خلال عشرات السنين فقد اعلن نظام الحكم في العراق نظاما جمهوريا والخروج من الحلف الاستعماري (حلف بغداد) وكذلك الخروج من دائرة الجنيه الاسترليني وهذا يعني تحرره من التحكم باقتصاده الوطني وتم أقرار عدة قوانين منها قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 وسن قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 والذي نظم العلاقات الزوجية واعطى للمرأة العراقية حقوقها وكذلك تم تشريع قانون رقم 80 لسنة 1961 الذي استعاد بموجب معظم الاراضي العراقية غير المستثمرة التي كانت تحت امتياز الشركات النفطية التي تشكل نحو 95% من مساحة العراق وتم اجازة النقابات والاتحادات العمالية وتحديد ساعات العمل بثماني ساعات.

ولهذا فان جميع المتضررين من هذه القوانين والتشريعات التي اتخذتها ثورة الرابع عشر من تموز اصطفوا وتحالفوا من اجل إسقاطها وكان أن تحقق هذا لهم في 8 شباط 1963 اذ قام البعث ومن تعاون معه وبدعم اقليمي وكذلك الدول التي تضررت مصالحها من انتصار الثورة بانقلاب دموي اهـدر به الـدم العراقي بشكل علني سافر وصريح في وسائل الاعلام من خلال بيان رقم 13 سيئ الصيت والذي اباح بموجبه قتل وابادة الشيوعيين ومن يؤوي الشيوعيين وتم قتل واعتقال وتعذيب وحشي على الظن والشبهات بحق كل الوطنيين الذين يرفضون سياسة القمع والارهاب.

وقد اضطر اعداء الشعب بعد ان امتلأت سجونهم الى استخدام المدارس والملاعب والنوادي مكانا لاعتقال الآلاف من ابنائه وقد استخدم قصر الرحاب في بغداد والذي اطلق عليه اسم قصر النهاية مسلخا بشريا تم فيه تصفية قيادة وكوادر ونشطاء الحزب الشيوعي العراقي تحت التعذيب الوحشي وبأبشع وسائل التعذيب.

كل هذه الاساليب الوحشية لم تكن لترهب ابناء هذا الشعب ولم تتمكن من القضاء على ارادته فقد قاد العريف المناضل في الجيش العراقي (حسن سريع) ذو التوجه الشيوعي حركة ثورية للاطاحة بالحكم الدموي  في 3/تموز 1963 اذ تمكن ومعه فتية من العسكريين لم يكن فيهم ضابط واحد ولم تتوفر لديهم الاسلحة المطلوبة من احتلال معسكر الرشيد واستطاعوا اعتقال اكثر من عشرين وزيرا وقياديا من قيادات حزب البعث واحتفظوا بهم ولم يمسوهم بضرر وكان بالامكان قتلهم لكن أخلاقهم لم تسمح بذلك عكس ما قام به الحرس اللاقومي عندما سفك دماء الوطنيين الشرفاء مـن أبناء هذا الشعب بحجة انتمائهم للحزب الشيوعي العراقي او مطلق الاشتباه بذلك، ولكن ظروف الانتفاضه التي رافقتها بعض الاخطاء من قلة الخبرة أدت الى أفشال الانتفاضة والقـاء القبض على أغلب المشتركين فيها بمن فيهم قائد الحركة المناضل (حسن سريع)، الذي أعلن وبكل شجاعة عن مسؤوليته المباشرة بالقيام بالحركة وعند وقوفه امام المحكمة الصورية التي شكلت لمحاكمته وعند سؤاله من قبل رئيس المحكمة هل تريد ان تكون رئيس جمهورية فقال بكل شجاعة (ما ردت ان أصير رئيس جمهورية او ضابطا في الجيش انما أردت اسقاط حكومتكم وعن حملي رتبة ضابط  فاقول كيف تحول عبد السلام من عقيد الى مشير بـرمشة عين)، مما دفع القاضي للسكوت والحكم عليه وعلى رفاقه الاخرين بالاعدام رميا بالرصاص وتم تنفيذ الحكم بهم في 17 تموز 1963 وهو يردد القول المأثور (السجن لي مرتبة والقيد لي خلخال والمشنقة ياشعب مرجوحة الابطال)، ثم هتف باسم الحزب الشيوعي العراقي وهكذا قدمت هذه الكوكبة الشجاعة دماءها الزكية لتروي بها ارض الوطن العزيـز.

وكانت اهم الاستنتاجات من هذه الانتفاضة المجيدة تتلخص بما يلي:

1 ــ اشترك فيها شباب بعمر الزهور من مختلف الاديان والقوميات ففيهم العـربي والكـردي، المسلم والمسيحي والآشوري وكانوا لايفكرون في هذه الهويات بل كانت هويتهم الوحيدة هي الهوية الوطنية.

2 ــ انها درس لاصحاب السلطة والقرار عليهم ان لايستهينوا بقدرات الشعوب وان الظلم والقهر لايمكن ان يدوم ولا يمكن السكوت عليه مهما ملكوا من قوة وجبروت ومهما طال الزمن.

3 ــ يستدل من ذلك ان الافكار الشيوعية التي يتبناها مناضلون أشداء لايمكن لأية قوة مهما كان حجمها ومهما استخدمت من وسائل دنيئة في القضاء على الشيوعيين اوعلى افكارهم.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة البطل حسن سريع.

المجد والخلود لشهداء الشعب العراقي المجيد.

الخزي والعار لأعداء الشعوب.

ـــــــــــــــــــــ

عاصي دالي

شهادات من قادة البعث الفاشي

في حديث مع الملازم الاول الطيار عبد النبي جميل بعد جلسة عتاب عندما كانا معتقلين في سجن رقم (1) سنة 1964:

"بشرفي لو جئتم الى السلطة وقتلتمونا بالدبابات، سيكون ذلك من لانه لم يبق شيء لم يستخدم ضدكم".

المقدم الطيار منذر الونداوي/ امر الحرس البعثي

رفضت بادلاء شهادتي ضدهم كمتمردين ممسوكين بالجرم المشهود وبعد اكثر من شهرين جيء لي باحد المشاركين في الحركة وكان محكوما عليه بالاعدام، اعتقله الحرس القومي في الفرات الاوسط.. شكرت الحرس وشكرتهم.. وبعد ان تأكدت انه يستطيع العيش في منطقة خاله، اعطيته مبلغ عشرة دنانير واطلقت سراحه، ربما اردت ان اعوض عجزي من انقاذ اسري "قاسم محمد" احد الثوار الذي عاملني معاملة طيبة حال اسري، فارحت ضميري بذلك العمل، وقال الونداوي ايضا:

"لكني اشهد ان جماعة حسن سريع كانوا غير راغبين في القتل".

طالب شبيب: عضو قيادة قطرية وزير خارجية انقلابيي شباط قال:

"اعترف بأن اسلحتهم لم تكن موجهة عند الرمي الينا مباشرة".

كان هو وحازم جواد معتقلين من قبل جنود الانتفاضة وعددهم ثمانية وبعد فشل الانتفاضة تم اعدام الجنود الثمانية مباشرة باطلاق الرصاص عليهم.

ولم يذكر الفاشيون معاملة الجنود بالانسانية معهم، عند اعتقال منذر الونداوي ومساعده نجاد الصافي.

قال الونداوي بعد ان تيقن من انه اسير الثوار عند اعتقالنا قال له الثوار: الونداوي الآن بيد الشيوعيين، هكذا قال له الثوار.

الونداوي يتخاذل.. "وين تريدون بينه.. الدنيا نوب النا ونوب الكم" فجرد الونداوي ومساعده من اسلحتهما واقتيدا الى المعتقل بدون توجيه اهانات او اذى لهم، وبخصوص حازم جواد عضو القيادتين القومية والقطرية، ووزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية فكان يرتدي بدلة عسكرية.. فاقتاده الجندي المتطوع موزان عبد السادة الذي كان اصغر ثائر، اذ كان عمره "16" سنة، تعثر حازم بمشيته رافعا يديه فوق رأسه.. وسقط في الساقية الصغيرة ووقعت سدارته وصاح يتوسل "دخيلكم خلوني فدوة لهلكم"، واقتيد الى المعسكر، وفي المحكمة الصورية برئاسة عبد الرحمن التكريتي، حضر حازم كشاهد واقسم انه سيستقيل اذا لم يعدم موزان.. فاجاب موزان: انني ثائر وانا الذي اعتقلت حازم جواد، واضاف: وكان حازم بحالة مزرية ويرتجف عندما قدته الى المعتقل وقد سقط في الساقية الصغيرة وسقطت سدارته، وقال حازم: خلوني فدوة لهلكم.

العميد الركن عبد الكريم مصطفى نصرت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب"

العدد 11 سنة 2003

 

قصيدة

حسن سريع

عريان السيد خلف

3/9/1963

جزاك اللوم يا من خلفت ونه

قرير العين نام ابگبرك اتهنه

تمنيت اعله رشاشه التعط بارود أوسدنه

تمنيت القميص ابدمه عالنجمات أشرنه

ردت يمه حسن..

رسمك على الحلوات أزفنه

اعلگه ابحايط الغرفه ابشرايط دم اخضبنه

ويگولون البگه ابراسچ

وگلهم لا حسن ما مات..

اضحكت من گالوا ابّونه حسن يرجع بعد هيهات

افكن شيشة الريحه وكتنهه على النجمات

وطلع عدة زيانه وحضرنهه

وعدّل ربضته التزهي بمسج وبطيب أرشنه

ولون بنته تظل تبچي ابدرب حزبه لحطنهه

واعلمهه تنعي اتگول ثار المات أريدنه

وبنات الطرف يلتمن عليها ابشوگ وبهمه

تگللهن فرد چلمه تعرفن بتمن اتسمه

تشغر روحهن تخنگهن العبره

يونن چن حمام الدوح من ينوح سيصبره

وتزهگ روحها وتنحب ونيران الگلب كبره

تمنيتك يبويه اتطلعك الغبره.

لا تبچين.. لا تبچين.. ابوچ الحزب يبنيه

يگصلچ ثوب ويربيچ وتشوفين حنيه

وكل مفصل لبوچ الناخذه ابميه..

- آنه ما گول مات ولاني حزنانه

لچني ماله الدنيا يعمي وروحي لعبانه

حشه اجنود المعسكر كون تنسانه

اگصلك من شعر راسي وخذها ابطارف البيرغ

وخذني الگبر ابوي الفجر من يبزغ

وخليني انچفي يمه يعمي وانتحب وانشغ

ودچن وشد من عزمه وهلهله

وخلي يرهب الدنيا وگلب كل خاين يسله

وگله اللي يخون الحزب يا ذله..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب"

الاربعاء 3/ 7/ 2013