كعادتهم كل عام، في يوم الشهيد الشيوعي، أقامت منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا يوم 13-2-2015 في كنسية ريفر كورت في همرسمث غرب لندن، بالتنسيق مع  منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني -العراق ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا،  أمسية خطابية وشعرية وفنية ومعرضا لصور الشهداء الشيوعيين زينت بها  القاعة،  وذلك من أجل استذكار أولئك الأبطال الذين قال عنهم عريف الحفل الاعلامي والشاعر فلاح هاشم  أنهم  (لم  يضعوا أرواحهم في مهب الريح استغناء ..و دماءهم زهدا بالحياة ذاتها.. بل عشقا ورغبة صادقة بالأفضل.. وإيمانا بأن لا حياة بلا حرية  وكرامة... و بناء يتساوق مع روح العصر).

 وأضاف: تمر مناسبة يوم الشهيد وشعبنا يقاسي واقعا مزريا تتلبسه فوضى فساد عارمة .. وفقدان أمن مستتب.. وفقر في الإنجاز على كل صعيد.

مشددا : أيها الشهداء الأبراء، يحزننا أن تطلوا من سماوات مجدكم على هذا الهشيم الذي لا يسعد الا  أعداء ما ضحيتم من أجله بأرواحكم.

وأكد الرفيق معن سكرتير منظمة الحزب الشييوعي في بريطانيا في كلمته ( في الزمن الصعب، حين يكون الخيار الوحيد أمام المناضل هو التضحية بالنفس، تأتي الشهادة تتويجا  أعلى للعطاء. وكان للشيوعيين العراقيين منذ تأسيس حزبهم، النصيب الأكبير في التضحيات، لا لأنهم يريدون ذلك، فهم يحبون الحياة والفرح، بل لأن الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية المتعاقبة لم تترك لهم خيارا غير الكفاح. فليس أمام آلة القمع والإرهاب سوى إيمانهم بحزبهم وقضيته العادلة في الدفاع عن المصالح العليا للشعب وكادحيه وتطلعاتهم الى حياة  كريمة ومستقبل زاهر).

 وأضاف (إن استذكار يوم الشهيد الشيوعي، والاحتفاء به الى جانب شهداء الوطن، هو تجديد العهد على مواصلة مسيرة التصدي لكل أشكال الجور والقمع والتجهيل والحرمان، وصولا الى بناء عراق حر ديمقراطي، يتمتع فيه جميع ابنائه بالعيش الكريم).

و قال الكاتب زهير الجزائري إن الاستشهاد من اجل الفكرة وتحمل الالم حتى الموت مازال هذا الموضوع يطاردني، وأضاف انه عايش الكثير من الشهداء في المقاومة الفلسطنية وفي بيروت وفي كردستان، ولكنه أشار الى أنه سيتناول اليوم  الشهيد محمد موسى التتنجي الذي  قلما يتم الحديث عنه. فهذا المناضل قد برز في النجف في بداية الخمسينيات وتميز بقيادته للمظاهرات وقدرته العالية على تنظيمها وطريقته في التحريض ضد السلطات وكان يرتجل (الهوسات) نظرا لتأثيرها على الجمهور، بالاضافة الى طريقته في الأختفاء والتنكر عن أجهزة القمع مما جعله منه اسطورة شعبية في مخيلة الناس.

وبعد ثورة 14 تموز كان يشجع الشباب ويقترح عليهم افكارا خلاقة، وبعد انقلاب 8 شباط الأسود اعتقل وتعرض للتعذيب الوحشي ولكن ذلك لم يكسر من معنوياته، قبل أن ينقل الى بغداد  ويعدم.

والقيت في الحفل كلمات من قبل الرفاق  ممثل حزب (تودة) و ...عضو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي البريطاني ، وأحمد عبدالله احمد عن الحزب الشيوعي الكردستاني العراقي، وسمير طبلة عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا.

وأكدت الكلمات تقديرها الى نضال الشيوعيين وتضحيات قادته وكوادر واعضائه  واصدقائه ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، والقوى الرجعية والامبريالية، واهبين حياتهم غير هيابين لا حبا بالموت المجاني بل من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ولبناء عراق يتسع للجميع.

 كما وصل الحفل رسائل من لجنة التنسيق التيار الديمقراطي العراقي في المملكة المتحدة،  وحركة التغيير في كردستان تشيد بتضحيات الحزب الشيوعي العراقي وشهدائه.

 والقى الشاعر الدكتور هاتف الجنابي قصيدتين وقبل القراءة لشعره، اشار الى أن مدين بحياته الى أولئك الشهداء الذين ساهموا بإنقاذه في فترة السبعينيات وسهلوا أمر خروجه .

وقال الشاعر في قصيدته (هل فات الأوان؟):

(رجعنا الى أهلنا حالمين

ولما وصلنا رأينا أمام البيوت

علامات شكوى وإخواننا ساخطين

سألنا ولا "أحد" قال أهلا ولا "أحد"

صاح مرحى لهذي الحشود من العائدين

رأينا جنودا وقتلى وندبا ولطما يسد الطريق علينا

لكي نشتكي ما جرى أمس واليوم عند علي:

أيظلمنا من دعاتك دال وصاد وحاء

ونحن بنوك وأهل الضمير الذي يستحي أن يئن،

 وأن يخلع الوجه كي يرتضيه البغاة

ذوو الزيف من فقهاء السلاطين!)

وقدم  الشاعر فلاح هاشم قصيدته  (ليلة 8 شباط) جاء فيها

(القطار الأم يأتي من بعيييييد

من وراء بحار وقارات

تغريه رائحة الطلع.. ويؤنسه لون الفرات

تبهره زقورة أور.. وتقلقه أسوار كلكامش

تذهله ملوية المعتصم

ويسحره جناح الثور في بابل

 يمشي رخيا ينثر البذور في سهول رسوبية

فتنبت قويطرات..قاطرات..قاطراااااااااااااات

ليس أولها

 ولا أخرها

قطار الموت)

 و قدم الشاعر الشعبي قيس السهيلي بعضا من قصائده.وكما قدم الفنان مازن عماد مقطوعة موسيقية حزينة من مقام الحجاز بالاضافة الى  عزف النشيد الوطني العراقي.

وفي ختام  هذا الحفل المهيب، عرض فيلم عن شهداء الحزب في محطات مختلفة من  نضالات الحزب.