دعا وزير التخطيط علي الشكري، اليوم الخميس، إلى رفع سن الزواج للفتيات إلى 18 سنة، وفيما اكد أن وجود أكثر من 5% من الفتيات المتزوجات قبل سن 15 عاما في العراق يتقاطع مع تنمية المرأة وتعرضها إلى خطر الوفاة، في حين طالب الامين العام للأمم المتحدة بضرورة ادراج "موضوع الثقافة الجنسية" في تعليم الفتيات لمساعدتهن في تحديد وقت الزواج وتشجيعهن بالالتحاق بالمدارس.
وقال شكري في كلمة له خلال الاحتفال باليوم العالمي للسكان الذي أقيم في مبنى وزارة التخطيط وحضرته (المدى برس)، إن "الاحتفال العالمي للسكان هذا العام ركز على حمل القاصرات باعتبارها ليست مجرد قضية تتعلق بالصحة وانما لاقترانه بمظاهر الفقر والعنف الزواج القصري ونقص التعليم وتردي النظم والمؤسسات التي يتعين عليها الدفاع عن حقوق القاصرات".
واضاف شكري أن "القاصرات المهمشات غير الملتحقات بالمدارس يتزوجن بسن مبكرا ويعشن ضمن اسر فقيرة ويخضعن لممارسات ضارة ويكونن عرضة للعنف ولا تتوفر سوى فرصا محدودة للحصول على خدمات صحية انجابية فيصبحا عرضة لخطر الحمل المبكر غير المرغوب به".
وأشار شكري إلى أن "حمل القاصرات هي قضية تتقاطع مع تنمية المراءة بسبب الانقطاع المبكر عن التعليم وانعدام الفرص والعيش في فقرا بالنسبة للأمهات الشابات كما وان الامهات الاصغر سنا ولاتي يحملن لأول مرة يتعرضن لدرجة كبيرة لخطر الوفاة النفاسية او الاصابة بالعجز"، مبينا أن "في العراق هناك 5،5% متزوجات قبل سن 15 عاما 23،4% متزوجات قبل سن 18 عاما".
وتابع شكري أن "معدل اليافعات هو 4،42 لكل الف امرأة"، مؤكدا أن "زواج الاطفال يعرضهن لمخاطر الحمل المبكر غير المرغوب به كما يعرضهن لعواقب تهدد حياتهن في حين تتمتع الفتيات المتعلمات او المستمرات بالتعليم بظروف افضل تتميز بالحمل بعمر مناسب لأنجاب الاطفال بوضع صحي افضل".
ودعا وزير التخطيط إلى "توفير التعليم والخدمات الصحية اللائقة وسبل العيش الكريم للفتيات وحماية حقوقهن وعدم تشجيع زواج الاطفال من خلال رفع الحد الادنى لسن الزواج الى 18 عشر سنة وضمان التحاق الفتيات بالتعليم خاصتا في المرحلة ما بعد التعليم الابتدائي وتوفير البرامج التي توفر المهارات الحياتية لضمان تمكينهم من العمل والتصدي لظاهره حمل القاصرات ".
وفي سياق آخر قال علي شكري أن "وزارتنا وفي ضوء موافقة مجلس الوزراء باشرت بتشكيل اللجنة الوطنية للسياسات السكانية"، مبينا أن "وزارة التخطيط نجحت في اتخاذ قرار وطني مهم بتشكيل المجلس الاعلى للسكان برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي وعضوية عدد من الوزراء لضمان تحشيد الطاقات الوطنية في صياغة وتنفيذ سياسات سكانية واضحة الاهداف والرؤى".
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمة القتها نيابة عنه ممثلته في العراق فرانس كاي أن "حوالي ستة عشر مليون مراهقة يلدن سنويا لا يحضن بفرصة التخطيط للحمل حيث ان اضطرابات الحمل قد تسبب مشاكل خطيرة لأن هذه الاضطرابات من أهم الاسباب لوفيات اليافعات بالإضافة إلى تعرضهن إلى الاصابات الخطيرة بسبب الاجهاض الغير الأمن"
واضافت كاي أن "أهم خطوة لمعالجة هذه المشاكل هي تشجيع الفتيات للالتحاق بالمدارس الابتدائية للحصول على تعليم افضل خلال مرحلة المراهقة لأن التعليم يساعدها في تأجيل فكرة الزواج الى ما بعد مرحلة المراهقة وتأخير الحمل الى الوقت الذي تكون مستعدة فيه لأخذ هذا القرار وانجاب اطفال اصحاء".
ودعت كاي إلى "ادراج موضوع الثقافة الجنسية في تعليم الفتيات لمساعدة الشابات في تحديد الوقت الذي يرغبن فيه بأن يصبحن أمهات بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية والانجابية التي تساعد في التخطيط الاسري"، مضيفة "وكذلك توفير الخدمات للوقاية والعلاج من الامراض المنقولة جنسيا بما فيها مرض الايدز لضمان توفير خدمات لصحة الامهات".
وانتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة تزويج القاصرات بصورة ملحوظة في المجتمع العراقي، إذ يقوم أولياء أمورهن بتزويجهن وهن صغيرات لأشخاص متمكنين ماديا، رغم ان المشرع العراقي أولى اهتماماً كبيراً لقضية زواج القاصرات، وتعود اسباب تزايد ظاهرة زواج القاصرات في العراق الى الظروف الاقتصادية التي يمر بها العراق، فضلاً عن 'قلة الوعي الثقافي وهيمنة العادات والتقاليد المجتمعية السائدة التي تشجع زواج الفتيات والشبان في عمر مبكر.