في الاول من أيار تحتفل الطبقة العاملة العراقية بعيدها , مشاركة بذلك اشقائها في سائر بلدان العالم, في احياء يوم التضامن الاممي في النضال من اجل التحرر من عبودية رأس المال والاستغلال , والظلم والجور وفي سبيل حياة ابهى واجمل في ظل سلام دائم لسائر البشرية.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نقدم التهاني والتبريكات الى عمالنا البواسل وسائر الكادحين من ابناء شعبنا ومن مختلف قومياته واقلياته ولاشقائنا في كل انحاء العالم , مستذكرين نضال الطبقة العاملة العالمية وتضحياتها الجسام التي ارتقت الى مصاف حلم البشرية جمعا.
في عراقنا الجديد, تمر طبقتنا العاملة في ظروف غاية في الصعوبة ,فبعد 10 حزيران 2014 واحتلال التنظيم الارهابي الاسلامي (داعش) لثلث اراضي بلادنا فقد خلق وضعا مأساويا لابناء شعبنا , حيث نزح مئات الالاف منهم في ظل ظروف عصيبة وصعبة للغاية تحمل وطئتها الاطفال والنساء والشيوخ , اضافة الى موقف هذا التنظيم من الاقليات والقوميات والطوائف التي اخذت بناتها سبايا وقتل المئات منهم واعتقال اخرين.في نفس الوقت ندعم الجهد الحكومي وقواتنا المسلحة في التخلص من الارهاب ومن قطعان تنظيم داعش وغيرها.
في ظل الوضع الامني السيئ , وضعف التصدي للقوى الهمجية المعادية لتطلعات شعبنا , في ظل هذه الاجواء يجري الهجوم على ماتبقى من مكاسب الطبقة العاملة العراقية , فلازالت قرارات النظام السابق تفعل مفعولها ومنها قرار 52 القاضي في الغاء التنظيم النقابي للقطاع العام والذي يشكل عقبة امام العمل النقابي , ولازالت ممتلكات اتحاد النقابات مصادرة ولازال التنظيم النقابي في العراق مفكك غير موحد بسبب التدخلات من قبل الحكومة والذين يعادون تطلعات الطبقة العاملة والكادحين.
وتشكل الاوضاع الاقتصادية وضعا صعبا لابناء شعبنا وخاصة منهم العمال والكادحين والفلاحين وصغار الموظفين, في ظل زيادة الاسعار للحاجات الضرورية,اضافة الى سوء الخدمات الماء والكهرباء والمجالات الاخرى.
كما تشهد الصناعة العراقية كارثة حقيقة فقد اغلقت كثير من المعامل الانتاجية والتحويلية نتيجة لقدم المكائن والالات ولم يجري تجديدها , وقد اغلقت بعض المعامل من القطاع العام والخاص لعدم توفير المواد الاولية للانتاج اضافة الى المشكلة الحقيقة التي ورثت من قبل النظام هي في التمويل الذاتي الذي يسبب الاذى للعمال, وكان الحراك العمالي مطالبا في تحويله الى القطاع العام ,قطاع الدولة الذي يساعد العمال على تجاوز الضيقة المعاشية وظروف الحياة الصعبة.
ان سوء التخطيط يغلب على مصدر القرار لخطط سنوية او خمسية لانتشال الصناعة العراقية من وضعها المزري , ان تأهيل قطاعات الانتاج في بلادنا حتما سينعكس بدوره على الكادحين من ابناء شعبنا والتقليل من البطالة , ومن اجل استمرار دورة الحياة الاقتصادية الفعالة في مرحلة نحن في حاجة لها, كما ان التحويل الى القطاع الخاص بدون دراسة وتخطيط يؤثر على العمال ويزداد ابعادهم عن عملهم, وبالتالي خلق مشكلة اخرى يحتاج لها التروي وليس بسرعة القرارات التي اتخذت فيها.
لقد عانى العمال طيلة سنوات طويلة من التجاوز الحكومي (الحزبي ) على مكاسبهم وخرقت مبادئ العمل النقابي لصالح السلطة الدكتاتورية , حيث استخدمت مختلف الاساليب والتزوير والابتزاز وجعلت الاتحاد تابعا لها , وجرى حرمان العمال من حقوقهم النقابية في حرية التنظيم النقابي والسياسي وتحويلهم من عمال الى موظفين .
واليوم يحتاج من الحكومة ان تفهم طبيعة العمل النقابي كونه جزء من المجتمع المدني , وان تعمل على دعم اتحاد نقابات العمال والذي يشكل اساس للعمل النقابي في دعم وتطوير العملية الانتاجية واعادة دورة الحياة .
اننا في حركة العمال النقابية الديمقراطية نرى ان تعمل الحكومة على -
- الغاء القوانين الجائرة التي اتخذتها الحكومات السابقة .
- استقلالية النقابات وعدم التدخل في شوؤنها واعتبارها جزء مهما لدعم العملية السياسية التي تؤمن الديمقراطية واحترام حقوقها.
- اعادة التنظيم النقابي في القطاع العام وتحويلة الى قوة فاعلة للدفاع عن مصالح العمال وان يساهم في الادارات والمجالس الانتاجية والتخطيط.
- تحويل عمال التمويل الذاتي الى القطاع العام
- رفع رواتب العمال ورفع مستواهم المعيشي , وخاصة منهم الشباب من العمال والعاملات اللواتي يتحملن ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية.
- اصدار قوانين تخدم العمل النقابي والعمال.
.
- توفير الامكانيات المادية لتطوير العمل النقابي , ورفع الايدي عن ممتلكات الاتحاد العام لعمال العراق.
- حل حقوق ومطالبات الحراك العمالي في استلام رواتبهم المتراكمة , وتوفير الاجواء المناسبة لارجاعهم الى وضائفهم.
- تثبيت عمال وموظفي العقود الوقتية, بما يتناسب مع حياتهم الطبيعية.
في ظل هذه الاجواء يحتاج من الطبقة العاملة العراقية ان ترفع من مستوى وعيها ومجابهة القوى التي تريد ان تصادر مكتسباتها , فمصلحتها في دعم النقابات العمالية بأعتبارها منظمة جماهيرية تدافع عن مصالحها امام جبروت الاستغلال والهجوم الغير مبرر والتقليل من شأنها . كما ان وحدة الطبقة العاملة ووحدة حركتها النقابية هو هدف نضالي يجب ان نسعى اليه وهي الجهة القانونية والشرعية المعبرة عن ارادة جماهير العمال في بلادنا.
ان اصحاب الافكار البرجوازية التي تتطلع الى حرف النضال الحقيقي للطبقة العاملة , تخاف من امتلاك الطبقة العاملة للوعي والادراك بحقوقها , كما ان الفكر الظلامي يعمل على تجييش الطبقة العاملة ضد نفسها وضد كل اشكال التنوير ولكي تصبح غير قادرة للدفاع عن حقوقها .
فلايمكن ان تبقى الطبقة العاملة صامتة في مصادرة حقوقها ومصالحها خاصة في اصدار قوانين جديد للخدمة المدنية وكذلك قانون التقاعد والضمان الاجتماعي , فالعمال هم المصدر الاساسي للحياة .
وحدوا صفوفكم وتظاهروا من اجل حقوقكم , انتفضوا من اجل الحياة الكريمة .
عاش الاول من ايار عيد مجيد ونضال عتيد.
حركة العمال النقابية الديمقراطية/ستوكهولم
25/نيسان 2015