جانب من الحضور

 

اكثر من ثمانين نصيرة ونصير، اجتمعوا بتاريخ 1 / 5 / 2015 في مكان ريفي من ارياف مدينة مالمو السويدية، وكان للانصار في مالمو دورا مميزا في استقبال رفاقهم الذين جاءوا من مناطق مختلفة ودول كثيرة، فبالاضافة الى مشاركة فروع الرابطة في السويد في هذا اللقاء، جاء اخرون من الدنمارك والمانيا ولندن وايرلندا وسويسرا وهولندا والنرويج.

في المساء، وعندما اكتمل توافد الانصار ودخلوا الى القاعة التي اكتظت جدرانها بالشعارات التي تمجد الشهداء والوطن والشعب، رحب النصير ابو هادي بأسم اللجنة التحضيرية بالرفيقات والرفاق والضيوف داعيا اياهم الى الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء بشتاشان، حيث يتزامن هذا اللقاء مع الذكرى 32 لتلك الجريمة الغادرة، كما دعى الى الوقوف حدادا على ارواح جميع شهدائنا الانصار وجميع شهداء العراق.

من الصعب جدا الكتابة عن هذه اللقاءات لهؤلاء اصحاب التجربة الخاصة، فالامر يحتاج الى كاتب بارع ليغوص في الاعماق ويكتشف الغموض والالغاز، ففي هذا التجمع، يغيب الحاضر تماما، وتغيب الاسئلة عن العمل والمستقبل والحياة في دول اوربا، وتحل محلها (المعارك والشهداء والثلوج والعواصف والانهار والقمم والوديان والصخور والجوع والبغال والقنابل والمغارات  والاسماء والالقاب.. الخ).

وكما هو معتاد، لاتوجد برامج لهكذا تجمعات، لكن فقرات اللقاء تأتي عفوية ومبدعة وجميلة ومن دون تخطيط، وهذا يعود الى الصفات الثقافية والابداعية التي يتمتع بها الانصار في ميادين كثيرة،

فكان للنصير حمودي شربة وعدد اخر من الانصار الذين يمتلكون اصواتا جميلة مساهمات غنائية من الابوذية والمقام والمحمداوي وكل الاغاني القديمة التي تعبر عن الحنين الى الماضي وايام زمان.

كما كان للانصار الشعراء (عواد ناصر ، كامل الركابي، عبد القادر البصري، ابو كاوة) قراءات شعرية مبدعة امتعت جميع الحاضرين.

وبمناسبة هذا  اللقاء شاهد الانصار فلم (نصيرات) الذي كان من اخراج النصير علي رفيق وسيناريو النصير كريم كطافة، كما لا يفوت فريق العمل السينمائي فرصة تجمع الانصار في مكان واحد، فقام النصير الفنان علي رفيق في اجراء الكثير من اللقاءات مع النصيرات والانصار من اجل تنفيذ مشروعه القادم الخاص بالمعارك المفصلية في تاريخ الحركة الانصارية وشهدائها.

وفي قاعة اخرى، كان لفن الرسم والخط والتشكيل زواره ونقاشاته، فقد عرض النصير ابو بسام معرضا لشقيقه الراحل الفنان علي عناد والذي كان تحت عنوان ( السباحة في الحبر الصيني)، كما كان هناك معرضا للنصير علي البعاج (ابو فيدل) تحت عنوان الطبيعة بعيون نصير)، واخرا للنصير عباس العباس تحت عنوان لوحات للنصير ابو فائز، ومعرض اخر للنصير ابو الصوف، كما كانت هناك لوحات ارسلها الى هذا اللقاء النصير وميض، وجميع هذه المعارض حضيت باهتمام ومشاهدة الانصار.

ولم ينسى الانصار تكريم رفاقهم الذين حضروا اللقاء، فقاموا بتكريم الرفيق ابو عليوي وذلك في الحديث عن بعض من محطات مسيرته النضالية، كما قدم الرفاق الانصار باقات ورد الى كل من الرفاق (النصيرة ام عصام والنصير علي رفيق والنصير توفيق ايزيدي والنصير حمودي شربة).

واختتم اللقاء الانصاري الذي اطلق عليه اسم ملتقى النصير الراحل كريم بدن( هاشم)، بوقفة تضامنية مع ابناء شعبنا العراقي في مواجهته للارهاب وفوضى القتل، مستنكرين سياسة المحاصصة الطائفية والحزبية وداعين الى بناء دولة مدنية ديمقراطية تعتمد المواطنة كأساس في بناء المؤسسات.