يحتفل العالم يوم 12 آب من كل عام بمناسبة اليوم الدولي للشباب احتفاء بهم وتقديرا من المجتمع الدولي لأهمية دورهم في الحياة والمساهمة في بناء العالم. فلا بد للمجتمعات التي تسير نحو البناء والتنمية الاهتمام بالطاقات الشابة و النهوض بواقعها لما للشباب من دور فاعل ومهم في التحولات المطلوبة لتطور البلدان وعلى هذا الأساس تم تخصيص اليوم الدولي للشباب فهم دعائم بناء الدول واعمارها وذلك لحيويتهم وقابليتهم للاستثمار البناء ضمن التنمية البشرية وباعتبارهم مصدر عطاء و انتاج في المجتمع ولهم الأولية في كل شي، ومن هنا ننطلق في تسليط الضوء على بلدنا الذي استبعد فيه الشباب عن ممارسة دورهم الفاعل منذ اكثر من اربعة عقود كانوا فيها وقودا لحروب لا فائدة منها سوى القتل والدمار والتخريب واستنزاف طاقاتهم في مجالات لا تساهم في البناء والأعمار والتطوير و التنمية لا بل ان التنمية قد توقفت على مدى تلك العقود التي زُج فيها الشباب في الحروب و السجون وقتل العلماء وتشريدهم . فمنهم من قتل في الحروب ومنهم من اصبح وقودا لها ومنهم شرد وغيب وهاجر وآخرين عارضوا النظام وسلكوا طريق الكفاح ضد النظام الديكتاتوري.

 

وبحسب الدراسات فأن مجتمعنا  العراقي هو مجتمع شاب اذا يمثل فيه الشباب النسبة الأكبر سواء كان في المدن او الارياف الا انه ولغاية  يومنا هذا لازالت مشاكل الشباب مستمرة ومنها مشاكل العمل والتعليم والسكن والأمن وتقييد الحريات وكذلك الزواج وارتفاع نسب البطالة والعنوسة والهجرة وغيرها من المشاكل التي تتفاقم بسبب العنف والإرهاب والفساد و السياسات الغير صحيحة التي تمارس على الشباب وغياب البرامج الحكومية الخاصة بالنهوض بواقع الشباب، مما  أنتج لنا واقع خطر على مستقبل الشباب الذين اتجهوا لتعاطي المخدرات او الذين انخرطوا في صفوف الميلشيات المسلحة  او الذين يحلمون بالتفكير ويسعون للهجرة خارج  الوطن وهذا ما يجعل العراق يخسر أبنائه واهم القوى التي يعول عليها في بناءه وتقدمه .

  واليوم  نحن امام فرصة تتمثل بسلسلة  الإصلاحات التي تسعى لها الحكومة ومؤسسات الدولة لذا يجب ان يكون للشباب الأولوية في هذه السياسة الإصلاحية وان تضع لهم استراتيجيات ممكنة وبرامج فاعلة للنهوض بواقعهم والاستفادة من طاقاتهم الكامنة بما يحقق التقدم والتنمية للبلد وأبنائه. وعلينا أيضا كمنظمات مجتمع مدني وكشباب ناشطين ان نساهم في تحقيق هذا النهوض من خلال أنشطتنا وبرامجنا التي  تركز على بناء القدرات وتأهيل الشباب وتوظيف طاقاتهم في الحياة المدنية والسياسية والعمل على مكافحة آفة الفساد التي تعيق كل مراحل التقدم. فالشباب هم ثروة وطنية وقيمة لا يمكن التفريط بها وعلى الجميع العمل بجدية على الشباب من اجل مستقبل لعراق أفضل .

 

المكتب الاعلامي

لمنظمة تموز للتنمية الاجتماعية

12  آب 2015

 

لمزيد من المعلومات تابعوا موقعنا :

www.tammuz.org