دعا متظاهرو ساحة التحرير، اليوم الثلاثاء، العراقيين إلى "كنس" السياسيين الذين انتهت صلاحيتهم وفاحت روائحهم"، وتشكيل حكومة "خبراء بريئة من دنس المحاصصة"، وأعلنوا مقاطعتهم للبرلمان والحكومة، وفيما عدوا أن "ورقة إصلاح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أسهمت في تحريك الأجواء الراكدة"، طالبوا الأطراف الفاعلة بـ"نقاش حقيقيّ" لتشكيل حكومة تتبنى مشروع إصلاح واضح.

وذكرت تنسيقية تظاهرات العاصمة بغداد في بيان تلقت (المدى برس)، نسخة منه، إن "وطننا يمر بأقسى محنةٍ له منذ تأسيس الدولة قبل قرنٍ تقريباً، فبالإضافة إلى التهديد الأمنيّ المتمثل بداعش الإرهابيّ وسائر الفصائل الخارجة عن القانون، وشبح الأزمة الاقتصادية التي باتت تهدّد الحياة اليومية للمواطنين، وهي أزمةٌ من صنع الساسة اللصوص الذين سرقوا أموال العراق وبعثروها على نزواتهم الشخصية وملأوا بها حساباتهم الخاصة وحسابات عوائلهم ومقربيهم، تتفاقم اليوم أزمة سياسية هي الثمرة الشيطانية للمحاصصة وتكالب هؤلاء الساسة وتمسكهم بمناصبَ لم يكونوا أهلاً لها".

وأضاف البيان، "لقد أجهض الساسة اللصوصُ أحلامنا بدولة كريمة تحفظ للمواطن كرامته ولقمة عيشه وتضمن مستقبل أبنائه، ونحن نشهد وإياكم اليومَ انهيارَ الدولة العراقية على شتى الصعد، ووصول المواطنين إلى يأس مطبقٍ من وعود الساسة الكاذبة"، عادا أن "ما يحزّ في نفوسنا، كما يحزّ في نفوسكم، نبرة التشفّي والاستهزاء التي يطالعنا بها هؤلاء الساسة اللصوص كلّ يوم، واعترافاتهم العلنية بسرقاتهم ولصوصيتهم وضحكهم على الشعب، واعتبار العراقيين مجرد خدمٍ عند هؤلاء الساسة السراق الذين أصبحوا أباطرة بعونٍ من الأموال السحت التي نهبوها من خيراتنا".

وأشار البيان، إلى أن "الأوان آن لنقولها مدوية صادقة من قبل صادقين، جريئة من ضمائر جريئة، أنْ لا سبيل لنا لاسترداد كرامتنا سوى التخلّص من كلّ هؤلاء الساسة الذين انتهتْ مدّة صلاحيتهم منذ أمد بعيد حتى أن روائحهم فاحتْ وأزكمت الأنوف"، مؤكدا أن "لا سبيل أمامنا لاسترداد وطننا الذي نهبه هؤلاء اللصوص سوى كنسهم جميعاً والتخلّص منهم بأسرع وقت".

ولفت البيان، إلى أن "المتظاهرين احتجوا طوال أشهر عدّة بشكل حضاري سلميّ منتظرين من الحكومة والبرلمان إصلاحات حقيقية وحاسمة تعيد الأمل للمواطن، غير أن الحكومة ومثلها البرلمان ظلتْ تصدّر إلينا إصلاحات عرجاء ووعوداً هوائيةً باتت مثار سخرية الصغير قبل الكبير"، معلنا "اليأس من قدرة ورغبة الحكومة والبرلمان بإجراء هذه الإصلاحات".

وتابع البيان، "باسمكم نعلن للحكومة والبرلمان معا بصوت واضح لا لبس فيه أن، هذا فراق بيننا وبينكم"، لافتا إلى "أننا نرى أن ورقة الإصلاح التي تقدّم بها السيّد مقتدى الصدر قبل أيام عدّة، وعلى الرغم من الانقسام الحاصل حولها، أسهمتْ في تحريك الأجواء الراكدة، وأطلقتْ حواراً مثمراً يمكن البناء عليه للوصول إلى حلول لإنقاذ العراق".

وثمن البيان، "التوجه نحو تشكيل حكومة كفاءات ونزاهة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والاثنية"، مؤكدا أن "موقفنا منذ البداية كان منادياً ومطالباً بتجاوز صيغة المحاصصة"، داعيا "كافة الأطراف الفاعلة إلى نقاش حقيقيّ حولها يسفر عن تشكيلة حكومية تتبنى مشروعاً واضحاً للإصلاح".

واستذكر البيان، "وقفة المتظاهرين البطولية أمام حكومة الفساد واللصوصية، في الذكرى الخامسة ليوم الخامس والعشرين من شباط الأغرّ، ورفضهم المدوّي للسياسات الهوجاء التي أنتجتها تلك الحكومة، والتي أدتْ لما نحن فيه اليوم من خرابٍ وإفلاس وضياع أجزاء عزيزة من الوطن".

واوضح البيان، "نستذكر بفخرٍ شهداءنا الذين صاروا رموزاً لهذه الثورة السلمية، نقف إجلالاً لأرواحهم، وبخاصة شهيد ساحة التحرير هادي المهدي، والشهيد الشابّ ابن البصرة الفيحاء منتظر الحلفي، وغيرهما من القناديل التي تضيء لنا هذه المسيرة التي نعرف انها شاقّة لكنها السبيل الوحيد لاسترداد كرامة العراق".

وختم البيان، بالقول "نعلن مرة أخرى باسمكم، لا حلّ سوى تغيير حقيقيّ، وتشكيل حكومة خبراء بريئة من دنس المحاصصة، تكون مهمتها كشف ملفات الفساد وتقديم الفاسدين للقضاء العادل واسترداد أموال العراق التي نهبها لصوص الخضراء ووضع برنامج سياسيّ اقتصاديّ يعزز بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية".

2016/02/23

المدى برس / بغداد