في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي

إستضاف " الصالون الادبي" في منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي عالم الاجتماع البروفيسور د.معن العمر في عرض تحليلي عن "الشخصية العراقية" والمحامي وفاء صباح في استعراض ل" الحريات وحقوق الانسان في العراق"   وذلك يوم الجمعة المصادف 26 /7/2013.  حضر الأمسية عدد كبير من أبناء الجالية العراقية والعربية.

إفتتح الأمسية رئيس منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي الدكتور أحمد الربيعي الذي رحب بالحاضرين وبضيفي المنتدى البروفيسور معن العمر والمحامي وفاء صباح راهي مبينا ً أن الأمسية ستخرج عن نطاق وحدانية المحاضر والموضوع الى المحاورالمتقاربة للموضوع الواحد المفتوحة لنقاش يشارك فيه جميع الحاضرين بطرح الأسئلة والأفكار التي من شأنها إغناء الأمسية بالمزيد من الطروحات. هذا وقدم الدكتور الربيعي البروفيسور معن العمر الذي يعد من أبرز علماء الإجتماع في العراق وألقى نبذة مختصرة عن منجزه العلمي في هذا المجال ومؤلفاته التي بلغ عددها الخمسة والثلاثون بالإضافة الى عشرات البحوث والمقالات.

ثم ألقى الدكتور معن العمر محاضرته التي تحدث فيها عن الدراسات الحديثة حول شخصية الفرد العراقي التي قام بها نخبة من أبرز علماء الإجتماع العراقيين مثل الدكتور علي الوردي والدكتور عبد الجليل طاهر والدكتور قاسم حسين صالح والدكتور معن العمر.  ثم أشار الى رؤية الوردي للشخصية العراقية من منطلق "الصراع بين البداوة والحضارة" بينما ركز الدكتور عبد الجليل طاهر على تقوقع الفرد العراقي على ذاته بسبب إنتمائه العشائري والقلق الذي يسببه الصراع الداخلي لدى الشخص العراقي بسبب الحاجة الى الخروج من هذا التقوقع. ومن جهته رأى البروفيسور العمر أن الشخصية العراقية شهدت أحداثا سياسية لم يشهدها غيرها في التأريخ المعاصر للبشرية فقد شهد العراقيون في القرن العشرين أربع ثورات وثلاث حروب مدمرة وست وثلاثون سنة من الحكم الشمولي وثلاث عشرة سنة من الحصار الإقتصادي القاسي. كما بين الدكتور العمر كيف أن الحقبة الوحيدة التي بدأت فيها الشخصية العراقية بالإنتظام كانت في الفترة مابين 1958 و1962 وذلك في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم حيث انتقلت ولاءاتها الى التنظيمات السياسية بدلا من القبيلة مما أدى الى ازدهار الإبداع في شتى المجالات الفنية والأكاديمية وغيرها. ومن جهة أخرى فقد أشار الدكتور العمر الى تأثير الحكم الشمولي لنظام البعث البائد على الشخصية العراقية حيث تم قتل الإبداع بكل صوره بسبب الخوف وإنعدام روح المبادرة وتحول الفرد العراقي الى آلة لتنفيذ أوامر السلطة.اما مرئية البروفيسور قاسم حسين صالح فقد ركزت على الاثر الاستثنائي للدكتاتورية عبر العصور على تكوين الشخصية العراقية وعلى تنوع انماط الشخصية العراقية المبدعة والمفاهيم المركزية لها .والحيز الكبير لتضخم الانا والتماهي مع الحزن الخ

تم بعد ذلك فتح باب النقاش وطرح الأسئلة والمدهخلات التي تناولت بالاتفاق والاختلاف العديد من الاستنتاجات التي طرحها الاستاذ العمر الذي إختتمه الدكتور أحمد الربيعي بمداخلته التي أشار فيها الى المفهوم التأريخي للشخصية  العراقية  ودورالظروف الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية وتداخلها في تكوين الشخصية واشار الى ان لتطورالشخصية المجتمعية في اي عصر مسارا خاصا لكن الشخصية العراقية لم يتح لها المجال لتتطور بشكل طبيعي بل أن تطورها كان يجابه بعوائق غالبا ما كانت عوائق دموية عنيفة مثل ماحدث في إنقلاب عام 1963 الأسود والقمع الذي شهده الشعب العراقي في نهاية السبعينيات من القرن الماضي.  

ثم قدمت د بشرى العبيدي المحامي الأستاذ وفاء صباح راهي الذي قدم عرضا شيقا عن "الحريات وحقوق الانسان  في العراق"  تحدث فيه عن معنى الحريات وإطارها القانوني والواقعي وكيفية ضمان الحريات في المجتمع المدني. كما أشار الأستاذ وفاء راهي الى حدود الحريات وتطرق الى الدستور العراقي ومدى إتساقه مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان مشيرا  الى الضعف الواضح في آليات التطبيق لبنود هذا الدستور والتناقض الصارخ معها في واقع الحياة اليومية للشعب العراقي. تم بعد ذلك مناقشة طروحات الأستاذ راهي من قبل الحاضرين حيث عبر الحاضرين عن آرائهم وطروحاتهم بما يخص هذا الموضوع الحيوي ، وفي هذا السياق أشار الدكتور الربيعي الى ان الحرية لايمكن تاخذ مدياتها الطبيعية الا في دولة مدنية ولاتكتسب معناها الحقيقي الا في بالاقتران بالعدالة الاجتماعية واشار الى التناقضات الكبيرة في الدستور العراقي الذي جاء كنتاج للنظام القائم على المحاصصة والمتمثلة في فقرات مثل(لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام. ب لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية ) ودعم النظام العشائري(النهوض بالعشائر العراقية) وغياب اي نص لحرية وحقوق المرأة باشتثناء مادة واحدة(من بين134 مادة)جاءت في سياق الانتخاب .

إختتم الدكتور الربيعي الأمسية بتوجيه الشكر لضيفي الأمسية البروفيسور معن العمر والأستاذ وفاء راهي والفنان سمير قاسم مندوب الفضائية  العراقية  والفنان غازي ميخائيل مندوب قناة عشتار والكاتب عبد الوهاب الطالباني من جريدة التأخي ومجلة الصوت الاخر والسيد محمد حسين من موقع اعمار العراق وجميع الحاضرين .