في وسط العاصمة ،هلسنكي، في مساء يوم الاثنين 4 نيسان، توافد متابعي نشاطات "ندوة الاثنين"، التي تعقد دوريا بأدارة الاقتصادي أريو هاكنين، الرئيس السابق للحزب الشيوعي الفنلندي،الى احد مقاهي العاصمة، لمناقشة الاتفاق بين تركيا والاتحاد الاوربي لحل ازمة اللاجئين. افتتح الندوة  الاستاذ أريو هاكنين مرحبا بالضيوف الذين اكتظ بهم المكان، وبينهم العديد من الناشطين السياسين وطلبة الجامعات والاساتذة، وعرف بالمساهمين في اعمال الندوة، ومنهم الكاتب العراقي يوسف الفوز وهنأه بأسم الندوة وروادها، بعيد ميلاده الستين، وحصوله على جائزة الابداع لعام 2015 من منظمة الكتاب والفنانين الفنلندية (كيلا)، وتحدث الكاتب أبو الفوز، عن حلم الانسان بالحياة بسلام ورفاهية بدون حروب وأزمات واضطهاد سياسي او ديني، وقرأ جزءا من قصة له باللغة العربية، وصاحبته بقراءة النص باللغة الفنلندية الفنانة الموسيقية "هيلكا لابيلا" .ثم بدأت وقائع الندوة ، حيث تحدثت السيدة "كايسا فاكيبارتا"، مسؤولة العلاقات في مجلس اللاجئين الفنلندي، عن أليات الاتفاق ، ونتائجها المتوقعة، والظروف المحيطة بذلك . السيدة أمينة تيكن ، الناشطة التركية في مجال حقوق الانسان، ادانت ممارسات الحكومة التركية ، التي تنتهك حقوق الانسان باستمرار، وقدمت عرضا مفصلا للوقائع السيئة لحياة اللاجئين في تركيا، وادانت اعادة اللاجئين الى واقع متردي في الرعاية والخدمات والامن

 

الكاتب ابو الفوز، الذي يعمل ايضا كباحث في جامعة تامبيرا الفنلندية، اثار في مساهمته اشكالية ان تعقد دولا تؤمن بالديمقراطية اتفاقا مع حكومة تدعي الديمقراطية ، اذ اثبتت حكومة اروغان عجزها في حل مشاكل الداخلية، فالقضية الكردية طيلة سنوات حكم ارودغان الطويلة لم تجد لها متنفسا للحل بشكل سلمي، ومن جانب اخر يفتضح يوما بعد اخر دور الحكومة التركية الحالية في الدعم المباشر لعصابات "داعش" الارهابية، اضافة الى التورط في الازمة السورية والتدخل في شؤون عموم الدول المجاورة ومنها العراق . ووصف الكاتب ابو الفوز الاتفاق بأنه هروب الى الامام بالنسبة للاتحاد الاوربي فالاتفاق يرسل اللاجئين ثانية الى الموت، وبين ان مؤسسات الاتحاد الاوربي اذا تبحث عن حل لازمة اللاجئين فعليها ان تعمل وتساعد على احلال السلام في المنطقة والقضاء على العصابات الارهابية التكفيرية، ومساعدة شعوب المنطقة على بناء دولة مدنية حرة، وتحسين مستوى الحياة وعندها سوف لن يخاطر احد بحياته لاجل اللجوء بل وسيعود الكثير من اللاجئين والمغتربين في اوربا الى بلدانهم طوعا. وتناول بالتفصيل اسباب الهجرة من العراق وأشار ان البلاد صارت مرتعا للفساد ونشاط المليشيات التي غيبت دور الدولة، واثبتت حكومات المحاصصة الطائفية والاثنية المتتالية منذ التغيير عام 2003 عجزها في ادارة البلاد ، وتوفير عموم الخدمات للمواطنين، مع ارتفاع نسبة االفقر والبطالة وغياب الامن ، مما كان سببا رئيسا لاندلاع الاحتجاجات الجماهيرة التي تتسع يوما بعد وتطالب بالاصلاح والتغيير، واشاد بصبر وطول نفس المتظاهرين الذين لم يفارقوا ساحات الاحتجاج لاكثر من ثمان شهور، وبين ان هناك فئة من الشباب العراقي، هم الجسم الاساس لموجة الهجرة الاخيرة الى اوربا ، الذين فقدوا الامل في استمرار حياتهم في العراق ، وتبعا لمستوى وعيهم وقدراتهم وظروفهم الخاصة ، فضلوا الهجرة ، كأسهل حل ، وبما يمكن تسميته حالة "الاحتجاج السلبي" ضد عموم الاوضاع في البلاد.

وشهدت القاعة العديد من المداخلات والاسئلة، والسجالات من قبل الحاضرين، التي اغنت موضوع الندوة ، الامر الذي عبر عنه السيد هاكنين، بكون الندوة تميزت بالحيوية وتعدد الاصوات والافكار، وبهذا تكون حققت احد اهدافها .

يوسف ابو الفوز

تصوير يارمو سالمينين