يستمر ملتقى الانصار البيشمركة في هولندا بتنظيم ندوات نوعية اكاديمية مميزة في اختصاصات هندسية، طبية وثقافية  تقدم من قبل انصار حملوا السلاح ضد الدكتاتورية يوما ما  من اجل حرية شعب العراق، واليوم يحملون الفكر والعلم والثقافة  في دول الشتات، انه طريق اخر للنضال وذلك بتثقيف ابناء وبنات الجالية في الاشكاليات المتوقعة الحدوث في الدول الاوروبية ، محاولين بكل السبل المحافظة على بنات و ابناء العراق من الوقوع في افات وامراض الدول المتقدمة و مستعدين أن ينقلوا إلى العراق العظيم خبراتهم وافكارهم وما حملوا من معلومات كي يدعموا العراق بكل الطرق .

ومن هذه الندوات كانت ندوة عن انواع الادمان وسبل تجنبها،  حيث  أستضاف ملتقى الانصار البيشمركة في هولندا يوم السبت 21-05-2016 النصير الدكتور سعد اسماعيل حول موضوع الادمان ، وذلك في قاعة جمعية النساء العراقييات في لاهاي.

وهذه المبادرة التثقيفية  العلمية من ملتقى الانصار تسعى لتقديم الوجه الاخر للنصير في أستمرارية العطاء والمثابرة والانجاز .

ادار الجلسة الدكتور هلال البندر ، حيث بدا بتقديم نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للدكتور سعد اسماعيل  الطبيب الاخصائي  المعالج في احدى مؤسسات مراكز التأهيل لعلاج الادمان في هولندا.، وهو أبن البصرة الفيحاء، انخرط في النضال الطلابي ثم انتمائه إلى الحزب الشيوعي، ونتيجة  لضغوطات وتعسف حزب البعث أجبرته على ترك الوطن، ودرس الطب  ، إلا أنه عاد ليساهم في إعادة بعض التنظيمات الخيطية للحزب الشيوعي في (بغداد/ ميسان / البصرة)، ثم أستجاب لدعوة الحزب وأنضم إلى الحركة الانصارية  سنة 1979 في منطقة اربيل / الكوي، وكان لقبه ( د.سالم) في طبابة الحزب الشيوعي العراقي اضافة الى مهامه في المفارز القتالية.

كانت أحداث مجزرة بشتاشان  المؤلمة التي عاشها سببا في مغادرة كوردستان وبأمر حزبي ليكمل تخصص طب العظام والكسور من موسكو، الا أن أنهيارالاتحاد السوفيتي اضطره الى طلب اللجوء في هولندا عام 1995ويكمل مشواره المهني ليصبح عضو جمعية اطباء الادمان الهولندية  وله خبرة 15 عاما في مجال المعالجة.  له بحوث ودراسات في التشخيص والعلاج عديدة مقدمة الى المؤسسات الطبية الهولندية. ولم يتوقف نشاطه الانساني حيث عمل كمتطوع في مراكز اللجوء كمترجم ووسيط طبي . إضافة إلى مساهمته في تأسيس فروع لرابطة الانصار الشيوعيين في الخارج, ولا زال عضوا فيها ومشارك فعال في مهرجان اللومنتية في خيمة طريق الشعب.

بدأ الدكتور سعد حديثه عن موضوع الادمان بالتعريف العلمي لمعنى الادمان ويعنى تلك المادة التي تؤثر على سلوك ودماغ الانسان ، ويعتبر الادمان من الامراض العقلية  المعقدة (عقليا جسديا ونفسيا ). اصبح مجال معالجة الادمان مجال تخصصي قائم بذاته لإزدياد تعاطي المواد المخدرة وبعض العقاقير والحبوب والكحول في مجتمعات مختلفة وأصبح ظاهرة مخيفة تؤثر سلبا على الحياة العصرية والمجتمع.

أستعرض الدكتور أنواع مواد الادمان وتصنيفها إلى اربعة انواع : مهدئات، منشطات ، مهلوسات ، مثيرات جنسية. قد تكون المواد المخدرة طبيعية نباتية : مثل الحشيش و الماريوانا و الأفيون، ومنها الصناعية مثل الهرويين الشبيه بالأفيون و أقوي منه وبعض الأدوية مثل الترامادول والكبتاكون والمورفين، ثم الصنف الكيمياوي مثل الخمور والكوكايين المستخلص من نبات الكوكا.  ولماذا يلتجأ الانسان لتعاطي تلك المواد واسباب أستخدامها حسب المجتمعات والفئات العمرية : منها أن سعر المادة المدمنة مقبول وسهولة الحصول عليها ، و ثم حب استطلاع  المتعاطي لمعرفة المادة  ، رغبة  المتعاطي في الانتماء إلى مجموعة معينة ،  ثقافة المنطقة او المجتمع الذي يتقبل تعاطي  المخدرات  ، وعدم قدرة  المتعاطي على المقاومة لكي لا يكون خارج المجموعة التي تتعاطى المادة  (مجموعة من الاصدقاء، الجانب الاجتماعي).

علامات الادمان تختلف حسب النوع المستعمل  من مادة المخدرات ، وتتباين بين الشعور بالانتعاش او العكس هناك الاكتئاب، التخلص من التوتر العصبي وخاصة في حالات اضطراب ما بعد الصدمةpost traumatic stress syndrom ، الشعور بالعظمة.

هناك من المخدرات ما ينشط الذاكرة  ويزيد من نبضات القلب ويقلل الشهية وهناك من المخدرات ما يضعف الذاكرة والتركيز، ويقلل في الوزن وضغط الدم وغيرها.

قسم الدكتور سعد الشخصية المدمنة المرضية إلى الشخصية المجنونة ، التمثيلية ، النرجسية. والسلوك الادماني هو سلوك مرضي (يتناسب مع ازدياد افرازات المتعة)

ثم تحدث عن طرق معالجة المدمنين، وتطور سياسة المعالجة  في المراكز الطبية من احتضان المدمن وقطعه عن الاتصال الخارجي من اجل تنظيفه، الى اتباع سياسة جديدة متعلقة بالحرية الشخصية والناحية الاقتصادية  التي تصرفها المراكز الطبية. أن العلاج  ليس بالامر الهين ومعقد ويعتمد على عوامل عديدة. كما قد يتعرض المدمن أثناء المعالجة  إلى أعراض تعرف بالانسحابية وهي على نوعين نفسية وجسدية، وقد يصاب بانفصام بالشخصية ( الشيزوفرينيا ) بعد تنظيفه من تلك المواد. وقد يكون المدمن  في الاساس هو مريض نفسي وتعاطيه لتلك المواد كانت تخفي أعراض مرضه الاول  .

ما تميز في طرح الدكتور سعد لموضوع الادمان هو أسلوب غير تقليدي بتقديم موضوع علمي، لم يتبع اسلوب ألقاء محاضرة بل دعا إلى مشاركة الحضور بطرح أسئلتهم او مداخلاتهم خلال حديثه، فكانت من ضمن المداخلات لماذا لم يعتبر التدخين أو متابعة الالعاب الالكترونية والانترنيت من أنواع الادمان الحديث، وتأثيرها على الحياة الاجتماعية والترابط الاسري. هناك من أستفسر عن كيفية التعرف على بدايات تعاطي المخدرات وعن أساليب وطرق حماية الشباب والمراهقين من مخاطر الادمان وغيرها من الاسئلة.  أجاب عليها الدكتور بنصائح وتوجيهات عملية وعلمية واضحة.

أختتم الدكتور هلال البندر الندوة شاكرا الضيف النصير الدكتور سعد على ما قدمه من موضوع مهم ومعقد، وشكر أيضا تفاعل ومشاركة الحضور . وانتهت بتقديم باقة ورد للضيف العزيز  الدكتور سعد اسماعيل آملين منه  في عقد  لقاءات قادمة

ملتقى الانصار البيشمركة في هولندا

23-05-2016