نسبت صحيفة "كريستشن ساينس مونيتور" إلى مسؤول أميركي "كبير" شارك في المحادثات بين الجانب الأميركي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بمناسبة رحلته الأخيرة الى واشنطن قوله إن "وقف صعود القاعدة في العراق، ومنعها من استعادة الملاذات التي كانت لديها في الاعوام 2005، و2006، و 2007 هما أفضليتان مطلقتان في المرحلة الراهنة".

ونقلت الصحيفة، أيضا عن المسؤول ذاته، أن "من بين الأفضليات الأميركية الأخرى في العراق ضمان زيادة ثابتة في إنتاج النفط، الحفاظ على وحدة البلاد، تكامل توجهات العراق الإستراتيجية والمصالح الأميركية في المنطقة، وبناء مؤسسات ديموقراطية أكثر قوة".

وفي معلومات أخرى نسبت الى المصادر الأميركية المطلعة أن بعض أعضاء الكونغرس طالبوا (للمرة الثانية) الرئيس أوباما بـ "التريث" قبل الموافقة على صفقة الأسلحة الأخيرة مع العراق.

وتشمل الصفقة نظم دفاع جوي متطورة وطائرات أباتشي هجومية، وتشكل هذه الطائرات العقدة الرئيسة في الصفقة بسبب المخاوف من أن لا تستخدم ضد القاعدة وحسب، وإنما ضد الخصوم السياسيين المحليين، وهذا ما حمل اللجنتين المختصتين في مجلس الشيوخ والنواب إلى فصلها عن الصفقة.

وفي رأي معارضي تسليم الأباتشي أن "الوضع في العراق مشابه لوضع مصر من حيث تم استخدام العنف ضد المواطنين، ويخشى أن يتكرر الأمر ذاته في العراق، وهذا ما يدعو إلى التروي قبل اتخاذ أي قرار على هذا الصعيد".

ورشح من مصادر إعلامية غربية أن "وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نفى هذا الاحتمال في الاجتماعات المغلقة التي عقدها مع كبار المسؤولين الأميركيين في زيارته الأخيرة"، لافتا إلى أن "موقف الحكومة العراقية مختلف كليا عن موقف السلطات المصرية تجاه المعارضين إذ أنها لم تستخدم الأساليب التي استخدمتها القاهرة رغم أن موجة الاحتجاجات في العراق استمرت أكثر من ثمانية أشهر"، مضيفا أن "العراقيين أكثر اهتماما بالتصويت منهم بالعنف".

في المقابل يؤيد مسؤولون أميركيون آخرون إنجاز الصفقة تخوفا من أن "يتحول العراق، على غرار اليمن، إلى قاعدة  أخرى لـ "القاعدة" تصدر الإرهاب إلى العالم الخارجي".

ومن بين مآخذ المعارضين الأخرى على الحكومة العراقية (كما يتبن من التسريبات) أنها "لم تقم إلا بالقليل لمنع إيران من استخدام مجالها الجوي لنقل الأسلحة (وربما المقاتلين) إلى النظام السوري الذي يخوض حربا ضد المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة".

وقد رد الجانب العراقي بالتشديد على أن العراق والولايات المتحدة يواجهان اليوم بعد تجدد عمليات القاعدة في العراق عدوا واحدا وبالتالي فان في مصلحة واشنطن تقديم العون لبغداد، ورشح أن زيباري أبلغ كبار المسؤولين الأميركيين وفي مقدمتهم وزير الخارجية جون كيري "اننا نود العمل معكم ضد عدونا المشترك"، كما لفت الى "أن القاعدة تطلق النار على العراق والولايات المتحدة معا، ولن يدوم شيء مما بنيناه معا، إلا إذا كسبنا الحرب ضد الارهاب".