بعد أن نشرت مواقع إعلامية شكاوى عن سوء تعامل مديرية جوازات ذي قار، قامت جريدة "طريق الشعب"، بالاتصال بعضو مجلس محافظة ذي قار عن التحالف المدني الديمقراطي شهيد الغالبي، للاستفسار منه عن صحة هذه الشكاوى، وما يمكن عمله لأجل معالجة الخلل.
وحال علمه بالمشكلة، توجه الغالبي إلى مبنى المديرية للتأكد بنفسه من شكاوى الناس والعمل على تذليل المصاعب التي يواجهونها، وبعد ساعتين اتصل الغالبي بـ "طريق الشعب"، مؤكدا أن "شكاوى الناس صحيحة حيث أن هناك زخما كبيرا في المراجعات، فضلا عن عدم وجود قاعة مناسبة لاحتواء أعداد المراجعين".
وذكر الغالبي ان مديرية الجوازات اضطرت إلى تقسيم أوقات المراجعات حسب الاقضية، وان "هناك جدولا زمنيا شهريا للمراجعات، نتيجة الزخم الكبير، فقد تم تخصيص اسبوعين لمدينة الناصرية والمناطق التابعة لها، والأسبوع الثالث لقضائي الشطرة والرفاعي والأسبوع الرابع لقضائي الجبايش وسوق الشيوخ"، لافتا الى انه سأل مدير الجوازات عن أسباب هذا التوزيع، فأجابه بان هناك زخما كبيرا في أعداد المراجعين بحيث ان شهر حزيران وحده تجاوز فيه عدد المراجعين ثمانية آلاف مواطن، ولهذا تم وضع جدول للمراجعات.
وأضاف الغالبي أن "المديرية تعاني من عدم وجود قاعة تتسع للمراجعين"، لافتا إلى أن "هناك اتفاقا سابقا بين المحافظ ومدير الجوازات على تخصيص أموال لبناء قاعة كبيرة تستوعب أعداد المراجعين الكبيرة".
وذكر الغالبي ان مدير الجوازات اخبره ان "الفترة المحددة لتسليم الجواز للمواطن لا تتجاوز الخمسة أيام، وإذا ما تأخر التسليم فان هناك مشاكل في الطلب المقدم تتعلق بالبصمة وأشياء أخرى".
وأشار الغالبي إلى ان مدير الجوازات ابلغه عدم ورود أي شكوى من المواطنين بحصول ابتزاز أو رشوة مقابل تسهيل تمشية المعاملات، وإنهم سينزلون أقسى العقوبات بمن يتعامل مع المراجعين بطريقة غير لائقة،
ولفت الغالبي إلى ان الإجراءات التي شاهدها في الجوازات طبيعية جدا، وان مديرها رحب بالزيارة وتمنى ان تستمر هذه المبادرات لكي يكون هناك تعاون مستمر وان يتم نقل واقع المديرية إلى الإعلام.
وكان مراجعو دائرة جوازات ذي قار شكوا تفشي ظواهر سلبية في دائرة ذي قار للجوازات، ومن ضمن هذه الشكاوى سوء إجراءات تسليم المعاملة ثم استلام وثيقة السفر، فهنالك مراجعون يحصلون على وثيقة السفر دون عناء لأن هنالك موظفين في المديرية يحابونهم ويسهلون أمر حصولهم على الجواز بسبب علاقتهم الوثيقة بهم، بينما يعاني بقية المراجعين نكد الانتظار والزحام ومضايقة بعض الموظفين وغلاظة التعامل معهم.
محنة الجواز
من الملفت للنظر أن المواطن العراقي ما يزال ضحية الممارسات البيروقراطية التي يمارسها بعض موظفي دوائر الدولة، يقول المواطن أحمد الناصري: "قبل ذهابي الى دائرة جوازات ذي قار كنت قد قرأت أن هذه الدائرة هي الأفضل بين الدوائر الحكومية في محافظة ذي قار كما أعلنت ذلك جريدة محلية في المحافظة في إحصاء تزعم أنها أجرته في المحافظة، كان الأمل يرافقني لكن عندما وصلت باب الدائرة المكتظ بالمراجعين تلاشى ذلك الأمل عندما لمست أن الحصول على الجواز امر مستصعب".
فوضى وبطء
ما يواجهه المراجعون في مديرية جواز ذي قار هو البطء في الإجراءات، يقول أحد المواطنين (لم يذكر اسمه)، "أمضيت ثلاث ساعات والكثير من الكلام مع الضباط لأجل الوصول للموظف وتقديم الفايل للنظر فيه والتوقيع عليه في عملية لن تأخذ سوى ثلاث دقائق، كان سبب التأخير هو الفوضى في إدارة العمل فليس هناك آلية إدارية واضحة ومجدية، وكأن الموظفين ضيوف وليسوا جزءا من هذه المؤسسة الحكومية المهمة".
الواسطة والمحسوبيات
إذا كنت ترغب في الحصول على جواز السفر فما عليك سوى البحث عن ضابط يعمل في المديرية ليسهل لك أمر الحصول على الجواز بيسر، ويذكر احد المراجعين انه "كان عدد المراجعين حين وصولنا المديرية الساعة الثامنة والنصف صباحا لا يتعدى الخمسين مراجعا ولو جرت العملية بصورة صحيحة لما اضطررنا للانتظار ثلاث ساعات ولكن الذي لاحظناه قدوم بعض المراجعين بمعية ضباط من الدائرة أو من خارجها للقفز على الجميع وترويج معاملاتهم أمام أنظار المراجعين، فبعد أن سلمت اضبارة التقديم كان علينا الدخول الى البناية في الطابق الثاني وقد رأينا هناك الأسوأ، حيث توجد غرفة صغيرة لا تحتوي على تهوية مناسبة فيها ثلاثة شبابيك لموظفين ويقف أمام كل شباك عشرات المراجعين لأخذ بصمة أصابع الكترونية.
كان الصراخ والتوسل بالموظفين وحرارة المكان ومنظر بكاء الأطفال ونظرات العجائز والشيوخ المتعبة تثير اليأس والحزن، ويتعقد الحال عند انطفاء الكهرباء المتكرر خلال الساعة الواحدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص 3
الثلاثاء 17/ 9/ 2013