على قاعة الجمعية المندائية في (دنهاخ ) قدم فيها الدكتور ذياب فهد الطائي،محاضرة بعنوان(دور المرأة العراقية في الحراك الاجتماعي منذ عام 1921 لغاية 2013 )
وقد حضرجمع غفير مع مشاركة متميزة من النساء
أبتدأت الأمسية بتقديم ليث العبيدي عضو التيار الديمقراطي لفقرات الأمسية، حيث كانت الفقرة الأولى هي كلمة التيار الديمقراطي
، ألقاها هشام سعد عضو لجنة التيار الديمقراطي، ثم بدأت السيدة نجاة تميم بتقديم الدكتور ذياب فهد الطائي،والإشارة الى سيرته الذاتية ومدى مساهماته الفكرية والروائية والجوائز التي حصل عليه في العراق من وزارة الثقافة وفي هولندا على انتاجه المتميز
قدم الدكتور الطائي في البداية تعريفا لمفهوم (الحراك الاجتماعي ) لثلاث اتجاهات فكرية هي:
1-التوجه الغربي ( ساروكين و دوركهايم )
2- التوجه الاسلامي (سيد قطب)
3- التوجه الماركسي (كارل ماركس )
انتقل بعدها الى التفريق بين النساء اللواتي أثرن في الحراك الاجتماعي والنساء الشهيرات والمبدعات ، وأكد ان الملكات التاريخيات والمبدعات في الشعر وفي الفن والهندسة غير معنيات بهذا الحديث وأنه يقصر حديثه على النساء اللواتي بدأن مع بداية الوعي النسائي في بدايات القرن الخامس عشر ، وقدم الباحث مجموعة من الاسماء النسائية اختتمها بروزا لوكسمبرغ وكلارا زيتكن
انتقل بعدها الى تقديم صوره عن عراق ما قبل تشكيل الحكومة العراقية في عام 1921 حيث اشار الى طلب الوالي العثماني من اهالي بغداد ملئ استمارات احصاء السكان للذكور والاناث وكيف ان الاهالي خرجوا بمظاهرات رافضين الافصاح عن اسماء النساء
وفي عام 1899 افتتحت اول مدرسة ابتدائية للبنات لم تنظم لها غير 50 طالبة وفي عام 1920 تم افتتاح مدرسة بنات انضمت لها 490 طالبة
انتقل بعدها ليستعرض ما جاء بكتاب خيري العمري عن الحياة في بغداد في عشرينيات القرن الماضي ومدي التضييق على حرية المرأة ، وأشار الباحث الى انه رغم هذا الظلام والتهميش للمرأة العراقية الا ان شموعا أنارت بعض جوانب هذه العتمة ,وقدم نماذج من مشاركات المرأة العراقية في ثورة العشرين واستشهد بشاعرات من الفرات الاوسط كن يحرضن الثوار ، واشار الى مظاهرات نسائية خرجت للمشاركة في تشييع عبد الكريم النجار في بغداد
بعدها اشار الباحث الى ما لعبته مجلة ليلى للسيدة بولينا حسون والى المعارك التي تسببت فيها حين رفعت شعار السفور للمرأة العراقية ومساهمات مجلة الصحيفة وكتابات أمينة الرحال ، ومساهمة صبيحة الشيخ داودد بالمهرجان الشعري عام 1924 وهي بعد في الثامنة من عمرها، كما اشار الى المساهمة المؤثرة والفاعلة لكل من الزهاوي والرصافي
وفصّل الباحث في توسع الحركة النسائية في الأربعينات من القرن الماضي وتوزعها على ثلاثة اتجاهات
1-التوجه الديمقراطي الذي تمثل بإنشاء الجمعية النسائية لمكافحة النازية والفاشية عام 1945 بقيادة عفيفة رؤوف
2- التوجه المحافظ بانشاء الاتحاد النسائي العراقي عام 1945 بقيادة أسيا توفيق
3- التوجه الديني (الاسلامي والمسيحي)
كما قدم الباحث تفسيرا لأسباب هذا التوزع ومقاربة لأوجه التشابه والاختلاف بين هذه التوجهات
كما قدم الباحث عرضا عن تطور الحركة النسائية التي غلب عليها الطابع الديمقراطي بقيادة الدكتورة نزيهة الدليمي
بعدها انتقل الباحث ليقدم استعراضا للحركة النسائية في ظل حكم حزب البعث ومن ثم قدم التطورات التي طرأت على الحركة النسائية بعد تغيير النظام في 2003 واشار الى ان من الانجازات الهامة كان نجاح الحركة النسائية في عدم تمرير الامر رقم 137 الخاص بالأحوال المدنية
واختتم الباحث حديثة بتقديم السيرة الشخصية لعدد من ابرز قيادات العمل النسائي في العراق(حبسة خان الحفيد ، بولينا حسون ، عفيفة رؤوف ، مقبولة العيسى ، امينة الرحال صبيحة الشيخ داوود ، روز خدوري ،نزيهة الدليمي ، سافرة جميل حافظ ،أسيا وهبي وخانم زهدي )
كما قدم مجموعة من اسماء الناشطات في الحركة النسائية في الوقت الحاضر فأشار الى هنا ادور ، ينار محمد ،شميران ميركول ، ودادالحسناوي صنوبر اسماعيل وخديجة مصطفى
وبعد استراحة قصيرة فتح الباب للحضور للمداخلات والأسئلة ، وكانت أولى المتداخلين السيدة المناضلة خانم زُهدي، حيث ا تحدثت بشكل مطوّل عن تجربتها بتأسيس رابطة المرأة في بواكيرها الأولى عام 1952، بصفتها عضوة ضمن الهيئة المؤسسة للرابطة، كما تحدث الأستاذ جاسم المطير، وربيع البدري، والدكتورة ياسمين الطريحي، والدكتور أحمد ربيعة، ومحمود عثمان، وباسمة بغدادي، والدكتور هاشم نعمة، ووفاء ألبو عيسى، وسعد عزيز دحام
كانت المحاضرة غنية بكل ماتعنية الكلمة، كما أن الحضور المتميز من حيث العدد الذي ملئ القاعة بالكامل ، قد أضفى بهاءً على الأمسية سيما وان الحضور البارز كان هذه المرة للنساء، وكانت مناقشاتهن ومشاركتهن الفعالة والغنية بالحوار والمداخلات قد جعلت من الندوة حلقة ثقافية مفعمة بالمعرفة ، كذلك كانت خلية النحل الرائعة التي تُدير الأمسية المتشكلة من أعضاء التيار الديمقراطي، نضال أسماعيل، وسعد عزيز دحام، وهشام سعد، وليث العبيدي، وأعضاء النادي المندائي، قد ساهمت بمستوى عال من التنظيم
وفي الختام قُدمت للجمهور الكريم ، الكليجة العراقية بنكهتها اللذيذة والبقلاوة ، وقد أثنى الجميع على الأمسية الجميلة على أمل تكرارها في برنامجنا القادم
التيار الديمقراطي العراقي في هولندا