فخامة السيد رئيس الاقليم المحترم 
السادة رئيسي مجلس الوزراء والبرلمان الكوردستانيين
السادة رؤساء وقيادات الأحزاب المدنية والقومية والإسلامية في كوردستان العراق
السادة نشطاء المجتمع المدني وحقوق الانسان
نشرت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس خطبة "دينية إسلامية" باللغة الكوردية- السورانية، لشخص يدعى (د. عبد الواحد) في كوردستان، يتناول فيها تهجما ً وتحريضا ً علنيا على الديانة الايزيدية، يسئ فيها الى هذه الديانة الكوردستانية المسالمة، ويقوم بتجريم دينهم ومجتمعهم، وتشويه تاريخهم وقوميتهم، بطريقة سوقية بعيدة عن الواقع والتاريخ، تنم على حقد دفين وتكفير علني خطير للغاية، في محاولة لتحريض الكورد المسلمين على الايزيديين، وخلق شرخ كارثي في البيت الكوردستاني الواحد وأمنه القومي.
الخطبة منشورة في الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/photo.php?v=524915707604271
أيها الأفاضل.. 
إن خطبة مثل هذه تسببت في إبادة اكثر من مئة الف ايزيدي على ايدي جلاوزة الأمير محمد راوندوزي والأمير ايزدين شير البدرخاني، في القرن التاسع عشر، وغيرها من عشرات حملات الإبادة الجماعية.
والخطب "الدينية" كهذه لم تتوقف حتى الأمس القريب، فأفرغت كوردستان تركيا من أيزيدييها في الثمانينات، وخطبة مثل هذه قتلت مئات الايزيديين في هذه البلاد، ونحرت عمال أبرياء، وهجرت الآلاف، وحرمت الأجيال الجديدة من فرصة الدراسة والتعليم في هذا الزمان والأزمنة السابقة. وخطبة كهذه علقت جثث الايزيديين في أسوار الموصل، واستانبول ودياربكر، واغتصبت نساءهم وأرضهم وعرضهم على مر التاريخ وحتى هذا اليوم.
ايتها القيادة الكوردستانية، حكومية كانت او برلمانية او سياسية او حزبية او أمنية او اجتماعية 
نحن سوف لن نطلب منكم هذه المرة، تحقيق مبدأ المساواة وحقوق الانسان، فالواقع فرض علينا ان نكون مواطنين من الدرجة الثالثة.. والكثير منا إرتضى بذلك، و"أمرنا لله"!!!
ولهذا لا نطلب منكم وزارة ولا منصب، ولا كرسي برلماني حتى لو كانت كل أصواتنا في جعبتكم!! ولا نطلب ان تصححوا خطأ المفاوضات الفاشلة في بغداد التي تسببت بخسارتنا خمسة مقاعد كوتا، كان الدستور يكفلها لنا!!
ولا نطلب ان تقولوا لنا ماهو مصير الطفلة (سيمون) ذات الثلاثة عشر ربيعا! ونسينا مطالبنا في إجراء التحقيق بأحداث الشيخان وبعشيقة وسنجار وكل العمليات الإرهابية التي تحصل هنا وهناك!
ولا نقول لكم قدموا تعويضات لأهالي قرية تل ساقي التي هجرها الإرهابيون في سنجار، لأنهم قالوا انهم أكراد!!
.. واتركوا الف طالب من طلابنا الجامعيين لكي يضيع مستقبلهم ويتركوا الدراسة ويعملوا في الفلاحة في قراهم المعزولة المحرومة حتى من ابسط الخدمات!!! حتى الخدمات في مناطقنا لا نحتاجها...!
ولن نطالب بتخصيص دينار واحد لتأهيل مناطقنا التي تطفو على بحار النفط، الذي يستخرج كل يوم ولم يأتينا منه غير الدخان والزلزال؛ حتى لو كفله لنا الدستور!!!
ولا نطلب منكم إيقاف التغيير الديموغرافي في الشيخان وسنجار وبعشيقة!! ولا إيقاف تجميد الاراضي في شاريا وگريباني!
ولا نريد أراضي وقف مزار (محمى رشان) و(گر خاص)، وتركنا رفاة (بير ايسبيا) في مكانه، الذي حرمونا من بناء مزار فوق مرقده التاريخي، حتى لو كانت أرض بور...!!!
بل تركنا حتى الجبال في معبد لالش لهذه العشيرة او تلك، يطوبوها بإسمهم كيفما شاؤوا!!! فهذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، يحرموننا من معبدنا الوحيد في العالم!!!
بل المطلب الوحيد الان هو -ليس مطلباً بالأحرى وإنما رجاء كتلة بشرية خانعة ومغلوبة على أمرها-:
اثبتوا لنا ولو مرة واحدة فقط أنكم تحاسبون المعتدي، حينما يكون المعتدى عليه مواطن ايزيدي، وقدموا ولو شخصا واحدا من هؤلاء الذئاب المسعورة التي تتهجم على ديننا وعقيدتنا ومجتمعنا، وتحرض على قتلنا جهارا نهارا في خطب الجمعة وكل أيام الأسبوع ، دون وجه حق. فبألامس القريب كان ملا فرزندة واليوم، "دكتور" عبد الواحد، من "دكاترة" هذا الزمن!! وغدا غيرهما في اي مكان وأي زمان، وعلى هذا المنبر أو ذاك!!!
ونقول اذا لم تكونوا تستطيعون محاسبتهم -حتى لو كانوا يشكلون خطرا على الأمن القومي والنسيج الاجتماعي الكوردستاني- ، فنرجوكم ثم نرجوكم ثم نرجوكم ان لا تجاملونا، وقولوا لنا بصراحة.. اطلبوا من شعبنا المسكين الذي لا يعرف متى ستأتي حملة "القتل والسبي والفتح الجديد" لكي يشد الرحال عن "البلاد"،
فمثلما يريد هؤلاء "التحريضيون" ان نترك "كورديتنا" ونحن الأصل -حافظنا على تراثها وتاريخها ولغتها-، سنترك لهم "أرضنا" حتى لو كنا جذورها وأصحابها الحقيقيين، الذين سال أجدادنا دماءهم من أجلها.
وبهذا ستتخلصون أنتم ايضا من معشرنا نحن الكفار المشكوكين في قوميتنا وتاريخنا وحتى إنسانيتنا!!!
فلابد أن نجد لأنفسنا مكانا كبلاد الهند، حيث يسكن الجيران بسلام ومحبة -حتى لو كان احدهم يعبد البقرة وجاره الثاني يأكل لحمها- دون ان يجرم احدهم الآخر.
أتمنى هذه المرة ان يسمع ولو واحد منكم أيها السادة المسؤولين، استغاثتنا المتواضعة هذه
وأن نجد ولو صوتا واحدا يقف الى جانب الحق، وأتمنى ان تتجاوز الإجراءات في كوردستان إطار المجاملات الإعلامية المعتادة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
اربيل في السابع من ديسمبر 2013