الغضب ..اسبابه وطرق علاجه / ترجمة واعداد :حازم كويي  

يلاحظ كثيرا ،عندما يتعرض الانسان الى حالة الغضب ،ان شرايين الجسم تبدأ بالتوسع بالتزامن مع دقات القلب المتسارعة وارتفاع ضغط الدم.

يرى عالم النفس الالماني البروفيسور سفن بارنو عن حالة حدثت معه على سبيل المثال لا الحصر في مكتبة بيع الكتب عندما كان يتفحص مجلة ، انفجرفيها صاحب المحل بوجهه غاضباً ، التزم فيها بارنو بالهدوء وعدم الرد متعمداً ومسيطراً على انفعالات الرجل الذي تراجع عن موقفه.

يندرج الغضب الى ما يسمى بالمشاعر الاساسية بجانب الفرح ،الخوف،المفاجأة ،الكُره ،الاشمئزاز والحزن.

وكما يصف عالم النفس الاميركي البروفيسور باول ايكمان ذلك ،بالبناء الاساسي لوجود الانسان ، لاننا نحس بها بشكل مباشر، مستقلة عن الثقافة ،فقد قام بتحليل تعابير وجوهالناس ومن مختلف انحاء العالم ،فوجد من خلال تجاربه مع الذين التقى بهم ،امتلاكهم جميعاً نفس حالات الانفعال.

 

تؤكد البروفيسورة  هايدي كاستنر رئيسة قسم الاعصاب في مدينة لينز النمساوية ،والخبيرة المختصة بجرائم العنف ،بما يحصل عندما يتغلب الغضب ليصل الى الحالة العدوانية ،فالذي يُظهر غضبه بسرعة ،يفقد بسهولة السيطرة على مشاعره ، يُنظر لها كصفة سلبية ،وكما يقول بارنو ،ان الغضب يخلق حالة من الخوف غير مرغوبة من الآخرين ،تخلق الاعداء والاثار السلبية لحالات الانتقام ،فالغضب يحدث كثيراً في ظروف ضاغطة لايمكن تقدير ردود الفعل تجاهه.

اسباب الغضب قد تكون نتيجة ردود فعل علاقات العمل في الدائرة او المصنع او اية مؤسسة ،فالغاضب هنا لايجد كلمات مناسبة او كابح لسلوك غير لائق او ازعاج غير مألوف .

يكون الغضب احياناً مساعداً لضبط حدود الشخصية بتغيير الوضع شريطة ان يتم التعبير عنه بشكل مناسب ،وهو يعطي الاشارة من ان حدود التسامح قد تم تجاوزه ،كما تقول كاستنر،وهنا يتوجب اخذ ذلك بجدية ، كبح الغضب السلبي يؤدي الى المرض والحل لايأتي هكذا لوحده ،بل سيؤدي الى التراكم (كحالة السيارات التي تزدحم في الشارع دون حركة).

هذا الشعور يؤدي الى الاجهاد الجسمي فتعمل هرمونات الاجهاد مثل الكورتيزول والادريالين ،يرتفع فيها ضغط الدم وتزداد ضربات القلب ،وحالات كهذه ممكن ان تؤدي الى الكآبه .

فالانسان يضر بصحته عندما ينفجر غضباً حتى على الامور الصغيرة ،وبمرور الزمن يعطي المخ ايعازات سريعة لمختلف اعضاء الجسم و اكثر من المألوف الى ردود فعل سريعة للمخ المؤدية الى مشاكل صحية فيما اذا استمرت الحالة لفترة طويلة ،وفي مقدمة هذه الحالات هي السكتة القلبية.

من المهم التعامل مع الغضب بشكل صحيح بدلاً من الرد السلبي السريع،ففي مثال المكتبة يكون الحل بأخذِ نفس عميق وترك المكان كي لايحصل ما لاتحمد عقباه.

من اجل التخلص من هكذا مواقف هناك بعض من النصائح المجربة منها.

*العد من الواحد حتى العاشرة قبل صدور رد فعل.

*ممارسة المشي أوالركض ،وكذلك الغناء او الصياح والذي يساعد على التخلص من حالة الغضب.

*الوقوف بشكل مستقيم ورفع اليدين الى الاعلى ولمدة دقيقتين للتغلب على حالة التصلب وفيها ينخفض مستوى الكورسترول الى 40% وبشكل اوتوماتيكي .

* تقبل الغضب هو جزء من الحياة اليومية .فالحياة ليست دائماً كالُسكر.

هذه النصائح وضعت على المستوى الفردي كي لايجنح لسلوك غير مقبول تعيق دوره الطبيعي في المجتمع.

لكن الامريختلف كليةً عن الغضب الجمعي ،فهي حالة تعبر عن عدم رضا تتعلق بظروف العمل السيئة ،او التسلط والاكراه لسلطة الحاكم وحاشيته بالاستغلال والفساد وسرقة المال العام .

هذا النوع من الغضب يعبر عنه كأحتجاج واعٍ لقطاعات تمثل الاكثرية ، تطمح التغيير والتثوير ، الهدف منها الوصول الى شاطى السعادة من خلال العمل المثمر للسواد الاعظم من الناس الطامحة لنيل حقوقها المشروعة.