
أحذروا هؤلاء....! / د. سلام يوسف
علىالمكشوف
أبتلى الشعب العراقي بشتى صنوف وأنواع التلاعب بمصائره ومقدراته ،ابتداءً من الذين وقفوا على دفة الحكم وانتهاءً ببعض البقالين الذي يبتاع منهم المواطنون ما يحتاجونه يومياً.
وهؤلاء المتلاعبين يظهرون بالأوقات التي تناسب نشاطاتهم، والغاية القصوى في كل هذا الظهور هو الكسب الرخيص والحصول على الجاه والنفوذ.
ولكن أخطر ما بينهم ،هم اؤلائك الذين يتعاملون مع صحة المواطن ،فكيف لشخص (يشخّص( إفتراضيا) ويعالج (إفتراضياً، الأمراض المتنوعة وهو لا يملك المعلومات العلمية عنها، وربما في أحسن ألأحوال ، يعرف قشوراً فيهاً.
العلوم الطبية تطورت بشكل مذهل جراء تراكم المعرفة ،فتطورت معها وجراء الحاجة ، كل أدوات التشخيص.
نعم الأنسان منذ الأزل ،تعامل مع كل ما يمكن أن يديم حياته ويبقيه حياً ،وعبر آلاف السنين ظهر الكثير جداً ممن امتهنوا الطبابة وتعاملوا مع صحة الإنسان وأمراضه، وبدأت تتراكم المعلومات والاكتشافات الى أن وصلنا الى المراحل المتقدمة الحالية ، وما برح العلم يجهد في البحث المستمر وصولاً الى الاكتشافات المعقدة جداً والتي لم ولن تخطر ببال الأطباء قبل عشر أو عشرين سنه فما بالك بالذين يعملون في مجال الصحة وفق المعلومات والمعطيات التي يعود تأريخها الى مئات السنين ؟
ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ،وإنما يأتيك أناس ليست لهم علاقة بالطب والطبابة ،ولكنهم يمارسونها وفق المفاهيم القديمة والتي تعد اليوم من الخرافات ،وهم في جميع الأحوال لا يخرجون عن دائرة الدجل والشعوذة ،فممارسة الدجل والشعوذة ما هي ألاّ وسائلهم كونهم لا يمتلكون الأرضية العلمية في التعامل مع صحة الإنسان، ومنفذهم الوحيد الذي يصّرفون من خلاله بضاعتهم الكاسدة ،هو غياب وعي الناس الناتج عن الجهل والأمية، والفقر المستمر الذي يجعل المواطن يفكر بلقمة العيش ألف مرة على أن يفكر بالتعلم وكسر طوق ظلام الأمية.
الأنسان كان يتعامل مع الظواهر المَرَضية وفق مقتضيات معرفته الناتجة عن عدم أدراك الحقائق الموجودة بسبب ضعف أدوات الأكتشاف، وبالنتيجة كان يُفسر مثلاً نوبة الصرع على أن الشيطان دخل رأسه ،في حين أن الصرع هو شحنات كهربائية فقدت السيطرة في الدماغ، وكذلك كان يُفسر إسهال الأطفال بأنه شم رائحة قنفذ أو امرأة نفساء قد حملته، في حين أن سبب إسهال الأطفال الرئيس هو فايروس أسمه ( روتا )وقس على ذلك.
فعجَبي أن يثق المواطن بشخص لم يدرس الطب ،ودراسة الطب تعني التشريح ، وعلم الأمراض وعلم الأدوية ،وأمراض الأطفال والنسائية والباطنية والكسور والجلدية والنفسية والعصبية ...الخ، وكلها دراسة أولية ،أما التخصص فيحتاج الى سنوات أضافية أخرى من الدرس والممارسة.
وللأسف فغياب وعي المواطن(+)غياب الرقابة المقصود وغير المقصود ،يقع المواطن في شباك المتاجرين بصحته، وعلينا أن نعترف بأن مهنة الطب(في بلدنا) بحد ذاتها بدأت تنحى منحاً تجارياً من قبل عدد غير قليل من الأطباء مما فسح المجال أوسع أمام الممتهنين واستفحال دجلهم وشعوذتهم ، وللموضوع عَودة