
عيد سعيد وتغيير مجيد يحقق .../د.علي الخالدي
تؤكد احتفالات الطبقة العاملة في العالم بعيدها في أﻷول من آيار من كل عام ، على حقيقة أن قوانين التطور الاجتماعي التي تتبناها ستقود حتما الى اﻻشتراكية كنظام اقتصادى عادل ، تسعى لبنائه أحزابها على اسس تتناسب ومعطيات العصر . فإنهيار المعسكر الاشتراكي ، لم يشكل عامل وهن في سعيها لبناء المستقبل المزدهر للشعوب ، الخالي من استغلال اﻷنسان ﻷخيه أﻷنسان بل وَضَعها على جادة الطريق لتصحيح المسارات بما يتناسب ومتطلبات الحداثة ، وهي اذ تنفض عنها غبار الجمود العقائدي لتنطلق في نضالها وهي مزودة بمقومات ، تُضحد توهم البعض وفي مقدمتهم بعض المنظرين والساسة ، بان نظريتها قد بالت ولم تعد تتماشمى وروح حداثة العصر ، وبالتالي فهي قد فشلت في مواكبة ومواصلة طريقها لتحقيق العدالة أﻷجتماعية ، وإن المستقبل هو لنظام السوق والعولمة كما يدعون , وكأنهم يريدون بذلك ان يضعوا نهاية لحركة المجتمعات البشرية ، غير آخذين بنظر اﻷعتبار الدور المتنامي للطبقة العاملة على صعيد حركة التطور الاجتماعي الذي نراه يتصاعد في أمريكا اﻷتينية والشرق أﻷوسط ، ويتسع نموه وقوة مثل أفكاره في الشارع أﻷوروبي ، ناهيكم عن نهوض النمر الصيني على كافة المستويات أﻷقتصادية والعلمية وأﻷجتماعية , .
فالمسيرات والاحتفالات بالعيد في الاول من آيار ، التي ستشهدها شوارع المدن في مختلف بقاع المعمورة وبمشاركة قطاعات واسعة من المواطنين , تؤكد حقيقة ان الطبقة العاملة تستعيد مواقعها بزخم متسارع وبقوة أكثر حيويتا ، و تفهما لنبض العصر ، متبنيتا مصالح الجماهير الكادحة ، بما تحتله من أماكن قريبة منها ، مواصلتاًوإياها مهامها الطبقية ، تبعا للظروف الموضعية والذاتية التي تعيشها . فالطبقة العاملة هي من خلقت جميع القيم المادية ، وهي المنبع الوحيد الذي لا ينضب للقيم الانسانية في الانتاح والابداع . فمن رحمها تكونت الاحزاب الشيوعية ، وعليها يُسند الشعب ظهره في مقاومةالحكومات الرجعية والدكتاتورية في العالم . وﻷهمية موقعها هذا تحاول الانظمة التي لا تملك رصيد عمالي ،العمل على كل ما من شأنه الاستحواذ على مقدراتها والتدخل المباشر في شؤونها ، بفرض عناصر بعيدة عن العمل النقابي على قياداتها لتكون صوت نشاز بيدالحكام ، وبالتالي حرفها عن مستلزمات وجودها ، المنصبة للدفاع عن مصالح وحقوق الكادحين
لم يخطر ببال القائمين بمثل هذه الاعمال الاستحواذية ، بان العمل النقابي العمالي الحقيقي يبقى مستقر في عقول وقلوب شغيلة اليد والفكر ، وهو الاداة العملية لواقع النضال المطلبي الذي تخوضه الشعوب ، لما لها من باع طويل و تجربة نضالية تراكمت عبر نضالها الطويل . ومع هذا يجري في وطني تهميشها ، وينكر عليها تاريخها النضالي وتضحياتها ، ضد الحكومات الرجعية والدكتاتاورية فهي من تبنت بناء الوطن الحر والشعب السعيد ، وهي من شخصت مساوىء نهج المحاصصة الطائفية في ادارة الحكم بعد التغيير وسقوط الصنم ، وهي من حذرت من عواقب ما تخلقه سياسة المحاصصة الطائفية وأﻷتنية من أزمات تجلب البؤس ، و توُسع رقعة الفقر بين صفوف الشعب ، ومن وزر أثقالها خُلق إصطفاف طبقي جديد في المجتمع العراقي ، نتج عن تهشيم الطبقة الوسطى للمجتمع ، مما وَفَر أرضية خصبة لتصاعد صاروخي لحفنة من عارفي من أين تؤكل الكتوف . متسلقتاً سلم أﻷسلام السياسي ، ومستغلتاً اﻷوضاع المشجعة لذلك ، والذي ولدها المد الطائفي في حياة المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وحتى اخلاقيا فتبرجزوا بشكل صاروخي متحولين الى مصاف الرأسماليين الكبار وأصحاب قصور ، في الداخل والخارج ، غير عابئين ببيوت الصفيح والشوارع المليئة بالنفايات . بفعل ذلك تولد إستياء شعبي ، عُبر عنه بضرورة صيرورة التغيير ، ليتوج العيد بفرحة تحقيقه ، وصعود ذوي اﻷيادي البيضاء في اﻹنتخابات القادمة ، الذين يشاركونكم العزم واﻹصرار في مواصلة النضال من أجل إسترجاع ما أغتصب منكم من حقوق ، في ممارسة نشاطكم ديمقراطيا ، بعيدا عن تسلط من أدخلوا الشعب العراقي في مآسي وويلات طيلة عشر سنوات عجاف مرت عليه ومزقوا وحدتكم ويريدوا مواصلة تشويه تاريخكم المجيد ، الذي بدئتموه بالسعي المثابر لتحقيق الوطن الحر ، وﻹقامة العدالة اﻷجتماعية بالقضاء على اﻹستغلال والغاء القوانين التعسفية التي تواصل سرقة جهودكم ، وتحد من تطلعات سير شعبنا نحو الغد المشرق السعيد
وفي اﻷول من آيار يشاطركم الشعب العراقي اﻹحتفال بعيدكم وهو يتطلع الى التغيير الذي ستأتي به اﻹنتخابات ، إنما يؤكد تضامنه مع النضال البطولي من أجل تحقيق مطاليب الحركة العمالية العراقية العادلة في حرية التنظيم النقابي وتنظيم ساعات العمل وإلغاء القوانين الموروثة من الدكتاتورية ، هذه المطاليب التي لم تختفي من فكر عابري الطوائف فوضعوها في برنامج التيار المدني الديمقراطي ، ناهيك عن مرشحي حزب الطبقة العاملة العراقية الذين وضعوا في أولياتهم هموم الشعب العراقي وطبقته العاملة ، مبروك عيدكم بعد يوم التغيير الذي تأتي به اﻷيادي العراقية بمختلف إنتماءاتها وهي هديتها لكم بعيدكم الميمون
المجد لشهداء الحركة العمالية شهداء الشعب
وعاش اﻷول من آيار عيد التضامن والسلم في العالم