
خذوا ديمقراطيتكم وأعطونا العراق/ علي الخالدي
المعروف ان الفراغات اذا تكونت بين الاشياء سواء في الطبيعة او في المحتمع وحتى في السياسة تُحدث كوارث لا تحمد عقباها , شُهدت في الماضي والحاضر وستكون في المستقبل , وقد اشرت في مقالة سابقة الى خطورة هذه الفراغات على صعيد الطبيعة والمجتمعات والسياسة , .
فالفراغات التي كونها نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية بين المسؤولين والجماهير , كانت وراء مصائب وأزمات عانت منها الجماهير على إمتداد عشر سنوات عجاف , لم تؤخذ فيها تحذيرات قواها الوطنية , من مغبة عدم اﻷستجابه للمطاليب المشروعة , التي بالضرورة ستسد كل ما يحدث من فراغات و هوة بين النظام والجماهير , تستغلها القوى المعادية و الدول القريبة والبعيدة الطامعة بخيرات بلادنا , وهذا ما تنادت به جماهير شعبنا وشبابه منذ الخامس والعشرين من شباط عام 1910 , بعد ما أحست , إن نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية قد جير بشكل لا عودة فيه , مكتسبات التغيير لصالح أدوات هذا النهج من أﻷحزاب والكتل والمحسوبين عليهم , و تُركت تصفية موروثات الدكتاتورية , وخطط تحسين الخدمات , والتصدي للفساد المالي واﻷداري المتفشي في مفاصل الحكومة , محدثة فراغا يزداد إتساعا يومل عن يوم , في أجواء تصاعد اﻹنفلات اﻷمني , الذي إلتهى بمعالجته القائمين على الحكم دون تحسن لمسته جماهير شعبنا , وهي تقدم في كل شهر المئات من الشهداء والجرحى ( شهر أيلول أكثر من الف شهيد ) , وأكثر من الفين وثلاثماءة جريح , ومع هذا لا يسمعوا أطراف الحكم أصوات إستغاثت الناس , وطلبهم الرحمة بحالهم المأوسي . وعندما ينوب عنهم إبناءهم من الشباب , ليرفعوا أصواتهم الجهورية , بعد أن تيبست الكلمات في حناجر أباءهم , تستعد أدوات النظام القمعية , بلاﻹنتشار بكثافة في المداخل المؤدية لساحات التجمع لتظاهرهم , بغية إفشال عزمهم على إحياء نضالهم المطلبي مرة ثانية , وحتى لا يصل صوتهم العالي وهو يستغيث من المعانات الموروثة من الدكتاتورية , وما اضيف اليها خلال العشر سنوات المنصرمة الى القائمين على الحكم فيزعجهم ويفند تصريحاتهم القائمة على تبيض وتأويل مواقفهم تجاه ما تعانيه الجماهير يعمدون الى تطبيق اﻷوانر باستعمال القوة المفرطة بما قيها إطلاق النار لتفريق وأعتقال نشطاء التظاهر .
لقد دلت الوقائع على أن الشعارات التي رفعها الشباب على الشعور العالي بالمسؤولية تجاه العملية السياسية , والوطن كما دلت على نضجهم وتنامي حسهم الوطني . فكل ما نادت به حناجرهم هو الحاجة الى تعزيز الروح الوطنية , والدعوة لنظام اجتماعي يحميهم من عواقب الامور ,مؤكدين على ضرورة تحسين الخدمات وايجاد فرص عمل واشاعة ديمقراطية حقيقية التي بدونها تبقى ديمقراطية العملية السياسية قشرة ممكن فضها عن جسم الوطن , وتجعل منه ساحة لنزاعات المعادين لعملية تطويره في الداخل والخارج فما نقلته وسائل اﻷعلام من مواصلة تتبع قوات اﻷمن الشباب , لعرقلة تحركهم السلمي أينما تواجدوا يؤكد حقيقة , تَطَير القائمين على الحكم من ممارسة حقهم الشرعي الدستوري بإعتباره قد يشكل عامل ضغط , للإستجابة الجدية لمطاليب الناس الملحة , فبالرغم من عدالة هذه المطاليب , وكونها غير مستحيلة التحقيق , واثيرت بطريقة حضارية وسلمية , ولم تتعدى سقف المعقول وتحقيقها يؤدي الى تقليص الفراغات التي صنعها نهج المحاصصة بين السلطة والشعب, إلا انه مع هذا ا أثارت حفيضة القائمين على النظام , فكشروا عن انيابهم, في محاولة لكسر شوكة النضال المطلبي , مهددين بإستعمال القوة المفرطة , بعد فشل التهديد بالتواثي على غرار طريقة التصدي لمظاهرة الجمع السابقة , والتي إستعملت فيها القوة المفرطة , في جو ساده صمت مطبق من قبل المسؤولين تجاه هذا الخرق الصارخ لمواد دستورنا , ولحقوق الانسان في التظاهر السلمي التي نصت علية مواد دستورنا . فالنضال المطلبي الذي أكدت سلميته الوقائع واللافتات المرفوعة , إبتعاده عن ما يقربه من الابعاد السياسة والطائفية والمحاصصة , مناديا بالتخفيف عن معانات الناس , وتحقيق مطاليبهم المشروعة في الكهرباء والماء الصالح للشرب وبحصة تمونية تتماهى مفرداتها مع متطلبات الحياة اليومية لعامة الناس ,
فإذا كانت ديمقراطيتكم تطبق بإنتقائية فتسمح لمتظاهرين برفع صور قادة دول جوار تحت حماية قوات اﻷمن , توفرها الحكومة , وتطبق بشكل إنتقائي, كما جرى , في التصدي التصدي لمتظاهرين يحملوا صور رموزنا الوطنية والدينية مطالبين بحقوق مشروعة كفلها الدستور , وبشكل عنفي تستعمل فيه القوة المفرطة فخذوها , وأعطونا العراق , والوطن الخالي من نهج المحاصصة الطائفية واﻷثنية , أس اﻷزمات , على كافة اﻷصعدة السياسية واﻷجتماعية واﻹقتصادية , محدثا فراغات بين الشعب والنظام , فالشعب العراقي الذي قارع اﻷنظمة الرجعية والدكتاتورية جدير بالتمتع بديمقراطية حقيقية تصون حقوقه وتعباء صفوف جماهيره للتصدي لكل الطامعين من الدول القريبة والبعيدة , وتكون ظهرا تستند عليه الحكومة في التصدي للإرهاب وزارعة الروح الوطنية لا عدم المبالات , والخمول بين الناس