
العراقيون فرحوا بفتح باب جهنم / عزيز العراقي
مثلما توقع الكثيرون , ان المالكي وحزب الدعوة ودولة القانون سوف لن يتركوا السلطة لمجرد وجود توافق سياسي بين القوائم بما فيها الاحزاب الشيعية , وهم يمتلكون شرعية دستورية اقسم المالكي بالله العظيم وبالشعب العراقي الجبار ان لا يخونها , لكونهم القائمة الاكبر . وبغض النظر عن كيفية حصولهم على القائمة الاكبر وكانوا يؤكدون في تصريحاتهم على انهم جزء من التحالف الوطني الشيعي . وظهر ان رئيس التحالف الوطني الجعفري لم يسجل التحالف الوطني كقائمة اكبر عند انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان مكتفيا بالتصريحات , بعكس دولة القانون التي جمعت العدد الاكبر من الاعضاء . ولا احد يعرف هل ان ( الاكتفاء ) بالتصريحات مقصودة لتمرير هذه اللعبة بعد ان اخذت التوجهات تتوضح برفض المالكي , ام ان عدم معرفة الجعفري بضرورة تسجيل القائمة كان بنية سليمة ؟ التقديرات تداخلت , والجميع يتوقع من الجميع كل شئ . والذي يجعل لمالكي متشبثا بموقفه , هو كون مبدأ التوافق الطائفي والقومي اطار لتزيت اجراءات العملية السياسية وليس مادة دستورية, كي يقسم بالله العظيم والشعب العراقي البطل ان لا يتراجع عنها , ولعل عدم تنفيذ اتفاقية اربيل التي حصل بموجبها على المنصب مرة ثانية خير دليل على فائدة الزيت في تسهيل تواصل العملية.
يهدد المالكي : "مخالفة السياق الدستوري سيفتح باب جهنم على العراقيين ". ويقصد من يمنعني من الترشح لرئاسة الوزراء مرة ثالثة . قالها المالكي وهو يدرك جيدا ( لو ) تم تكليفه من قبل رئيس الجمهورية فلن يتمكن من تشكيل الوزارة , حتى ولو دفع للمرتشين من النواب الجدد مليونين دولار بدل المليون الاول , ومن جهة اخرى البارحة صدر تصريح حلفائه في دولة القانون ( المستقلون برئاسة الشهرستاني وبدر برئاسة العامري ) بأنهم سينسحبون من القائمة بناءا على توجيهات المرجعية الكريمة في النجف الاشرف , ومجموع نواب المستقلون وبدر خمسين نائبا , فعلى ماذا ستكون دولة القانون هي الاكبر وعمودها الفقري حزب الدعوة ومجموع نوابه ثلاثة عشر فقط ؟!
اليوم المالكي يتحدى جميع الشركاء في العملية السياسية الذين رفضوه ( السنة والأكراد ) بكل احزابهم ومنظماتهم , ومعهم الحلفاء من التنظيمات الشيعية في التحالف الوطني ( المجلس الاعلى والتيار الصدري والفضيلة ) وتبعهم مستقلون وبدر , وجميع الاحزاب الشيعية ليسوا اكفأ من حزب الدعوة والمالكي في اخلاصهم للفكر الشيعي كما يؤكد حزب الدعوة . وبهذا التحدي نقل المالكي العملية السياسية الى موقع جديد , هو الاوضح من كل التوافقات المبهمة السابقة , والتي تشكل اغلبها على التدليس والغش والخداع .
المالكي بموقفه المتصلب هذا سيكشف الكثير من جبن القيادات المتهالكة والنواب الامعات من الذين جاهروا برفضه وبالذات في اليومين الاخيرين , بعد ان ادركوا ان سفينته ستغرق امام هذا الرفض الذي حوطه من كل الجهات .
ولعل الاحراج الاكبر للمرجعية الكريمة في النجف الاشرف التي ترسل اشارات التغيير حتى ما قبل الانتخابات , واليوم ستكون امام تحدي يستوجب لإصدار فتوى بضرورة التبديل كما يؤكد البعض .
من جانب آخر يجد البعض في خطوة المالكي الوسيلة الاوضح للوصول الى نهاية طريق المحاصصة الطائفية والقومية التي فصلها الامريكان لنا لضمان بقائنا تحت مضلتهم , بعد ان وجدوا في قيادات المرحلة الحالية هم افضل من يبدع فيها . وفاتهم ان هؤلاء ( المبدعين ) لهم طموحات شخصية , وأطماع غير مشروعة لا تقف عند حدود اطر التحاصص , ولا تتحمل من يقف ضدها خاصة من الذي يحمل ذات التوجهات من الضفة الاخرى . وهذا التمسك الفولاذي من قبل المالكي بأساس التحاصص الطائفي والقومي سيعجل بكشف الفجوة القاتلة بين الطبقة السياسية وين الجماهير المكتوية والمحرومة من ابسط حقوق البشر . المالكي ومن معه سيذهب حتى وان بتضحيات دموية . وعسى ان يجد المتحاصصون في صدمة المالكي لهم , وبعدم الاعتراف بهم و( بتوافقاتهم ) ما يردعهم عن الاستمرار في هذا النهج المدمر . المالكي الابن البار لهذه العملية السياسية الممسوخة . ويؤكد هذا البعض ان : " كلام المالكي بفتح باب جهنم افرح العراقيين , لكي يخرجوا ويتركوها له ولزبانيته من الطائفيين " .