
هل حاجة العراقيين تقتضي عودة الاحتلال ؟/ عزيز العراقي
المعروف عن الادارة الامريكية انها عندما تريد تمرير قرار او اجراء تدرك انه سيواجه بمعارضة قد تمنع اقراره , يكلفون او يسربون الخبر لأحد الصحفيين بطرح المشروع كاقتراح صحفي , وبعدها بأيام يأتي تصريح الناطق الرسمي للبيت الابيض او لوزارة الخارجية لتوضيح الموضوع , وبعد تهيئة الرأي العام بهذين الخطوتين تأتي الاجراءآت الفعلية . في مقال مترجم نشر في صحيفة " المدى " يوم 3 / 12 / 2014 وتحت عنوان " صحيفة امريكية (ناشيونال انتريست ) : لا بد من اتفاق عسكري دائم بين بغداد وواشنطن .. والكونغرس مستعد لذلك " . يؤكد على ان " في هذا الفصل المحرج في الشرق الاوسط , على الولايات المتحدة ان تقترح على بغداد تأسيس تحالف رسمي مبني على معاهدة , يمكن ان تكون على غرار التحالفات الامريكية في اوربا وشرق آسيا .. وتتضمن هذه المعاهدة , بندا شبيها بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو والمواثيق الامريكية – اليابانية التي تلزم البلدين بالدفاع عن بعضهما ".
" تلزم البلدين بالدفاع عن بعضهما " كان من ضرورات الحرب الباردة والخوف من الاتحاد السوفيتي السابق . اليوم ممن يحمى العراق ؟ من داعش ؟ وهي التي كونت دولتها نتيجة الاخطاء السياسة للحكومة العراقية وليدة المحاصصة الطائفية التي فرضتها سياسات الاحتلال الامريكي , والكثير من قيادات داعش عراقيين , سواء من حثالات البعثيين او من السنة التكفيريين او من افراد العشائر الذين تضرروا فعلا من السياسات الطائفية لحكومة المالكي . داعش ليس دولة اخرى بل خرجت من رحم المشكلة العراقية التي تضافرت في خلقها المحاصصة الطائفية الغاشمة التي فرضت من قبل الاحتلال , ومكنت الحثالات الطائفية من قيادة العملية السياسية والتحكم بالضد من التوجهات التي يحتاجها العراق الذي خرج للتو من اعتى انواع الدكتاتورية , ومارسوا سياسات طائفية جذرت الفجوات وكانت حاضنة في اغلبها لتفاقم الفكر الارهابي .
هل العراق امام خطر قيام دولة دينية كطالبان في افغانستان لكي يعود الامريكان بهذا الثقل ؟ وينقذوا العراق من قيامها ؟ وحكم المالكي لثمان سنوات ماثل امامهم ,عندما حاول هو ومن معه في قيادات حزب الدعوة ودولة القانون وبمختلف الاساليب من خلق دولة دينية وطائفية , ولم يتمكن . رغم كل الخسائر التي الحقوها بالعراق . والدليل التأييد الدولي والشعبي والسياسي الذي حصل عليه العبادي من مختلف القوائم السياسية العراقية وفي المقدمة منها القائمة الشيعية , للقيام بإصلاح ما خربه سلفه ورفيقه في قيادة حزب الدعوة ودولة القانون . المشكلة ليست بحزب الدعوة ولا بدولة القانون , ولكن كما قالها الامام علي (ع) , يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال .
عودة الامريكان بهذا الثقل , وخريطة الطريق في اقامة حلف امني مع العراق كما سربوها في التقرير المنشور في " المدى " , توضح عودتهم الجادة الى العراق . وبغض النظر عن ( رؤيتهم ) الإستراتيجية للمنطقة وموقع العراق فيها , يعبر البعض من العراقيين عن املهم في استعادة العراق لعافيته حتى ولو تحت اشراف الاحتلال الامريكي , ما دام لا توجد قوى عراقية تستطيع اعادة تشكيل وحدة المصالح الوطنية المشتركة حاليا , وفي المستقبل المنظور .
وبالمقابل يؤكد الكثيرون على ضرورة استغلال الزخم الذي يرافق الحملة على كشف الفساد وتراجع داعش ومجموع الخطوات الاصلاحية التي يتخذها رئيس الوزراء حيدر العبادي , للملمة الصف الوطني والنهوض بالإرادة الحرة للعراق من خلال مؤتمر وطني يشارك فيه كل المؤمنين بالعملية السياسية في داخل الحكومة وخارجها , وهو المؤتمر الذي دعا اليه الشيوعيين قبل ثلاث سنوات وتبناه رئيس الجمهورية مام جلال . الا ان المالكي حوره الى اجتماع وطني لكي يكون غير ملزم بقراراته , ورغم التحوير لم يف بالاجتماع ايضا .