
اين الثرى من الثريا ؟! / عزيز العراقي
بقلم الاخ سامي عواد نشر موقع " صوت العراق " يوم 18 / 1 / 2015 مقالا بعنوان : (المجاهد "هادي العامري " والمناضل " جيفارا " .. يجمعهم خندق واحد !؟ ) . ولا اعرف لماذا وضع التعجب والاستفهام في نهاية العنوان ؟
استعرض في بداية المقال بشكل سريع ومختصر , تاريخ واستشهاد " جيفارا " . وحتى لم يقل " استشهد " على ايدي عملاء النظام الرأسمالي الامريكي . ويختتم ما يخص " جيفارا " حيث " تم قتله وانتهى امره " .
وقبل الولوج " للمقارنة " بين الاثنين وتاريخ كل منهما , ولا اريد الاسترسال فيما بينهما فلا ضرورة له . فان جيفارا لم " يتم قتله وانتهى امره " , فقد اصبح مشعلا لكل ثوار العالم , وصور جيفارا ورومانسيته الثورية تجدها في كل مهرجانات اوربا واميركا اللاتينية بملايين الصور المطبوعة على التشيرتات والبالونات الملونة والطوابع التي تلصق على الكتب والدفاتر وملايين القلوب وعليها صورته في عيد الحب , وزادت الاحتفالات بهذه الشخصية الاسطورية سنويا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وباقي الدول الاشتراكية , حيث وجدت الجماهير المسحوقة في مختلف دول العالم نفسها امام ضياع وكان احد ايقوناتها ان لم يكن اهمها على مستوى الشخصيات الاشتراكية هو " جيفارا " .
المهم , يستعرض الاخ سامي عواد بعض من تاريخ المجاهد " هادي العامري " في الفقرة الثانية من مقاله , ومع احترامي للسيد هادي العامري , الا انني اثبت ان جيفارا كان ارجنتينيا والتحق بالثوار الكوبيين بقيادة "كاسترو " ايمانا منه بعالمية الثورة ضد الرأسمالية . وجيفارا كان طبيب اسنان ناجح ووسيم ويتحدث ثلاثة لغات , وهادي العامري نائب ضابط في الجيش العراقي وبالكاد تعلم القراءة والكتابة , ونشأ في فصيل خلقه النظام الايراني اثناء حربه مع النظام الصدامي , والفصيل من الاسرى العراقيين في ايران , واغلبهم اراد التخلص من ذل الاسر والانتقام من صدام فانتمى الى هذا الفصيل الذي سمي بقوات بدر , وهو الذراع العسكري للمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة محمد باقر الحكيم , وهو خيمة لتجميع الاحزاب والمنظمات الشيعية العراقية تحت ظلال هذه الخيمة الايرانية . وكان اول المنشقين عن هذه المظلة حزب الدعوة قبل ان يتشضى الى ثلاثة تنظيمات .
واذا كان جيفارا الكافر , والشيوعي الملحد عندما يراد سبه , والتشبه ببطولته الاسطورية والمنفردة في التاريخ ,عندما يراد رفع راية قدر احد الاشخاص مهما كان ارتزاقه , قد رفض هذا الجيفارا وزارة الصناعة وعاد الى اصله في رفع راية النضال في بوليفيا , وقبلها في افريقيا . فان الاخ الكاتب لم يتطرق الى تاريخ " المجاهد " هادي العامري لانه لا يعرفه , او انه يعرفه ولا يستطيع ان يستخرج منه شئ يمكن ذكره , فيقفز الى كونه ( هادي العامري ) رفض الوزارة في التشكيل الوزاري الاخير برئاسة العبادي , والحقيقة التي يعرفها الجميع ان " المجاهد " هادي العامري كان مصرا في الحصول على وزارة الداخلية , وقد رفضت جميع المكونات الاساسية بما فيها المجلس الاسلامي الاعلى الذي كان ينتمي اليه قبل انشقاقه والتحاقه بدولة قانون المالكي , وبضغط الامريكان كون العامري زعيم مليشيا فلا يمكن ان يكون وزيرا للداخلية . عندها غسل يديه من المطالبة بالوزارة , واختير الوزير الحالي من كتلة العامري لاستحقاقه الانتخابي في اطار المحاصصة الطائفية والقومية .
اما تواجده في " ساحات الشرف والنبل في مقارعة الارهابيين القتلة ودحرهم " فهو نتيجة الخطة التي يقودها القائد الايراني قاسم سليماني , وقوات بدر لا تزال احد القطعات التي لا يزال يمولها ويصرف عليها وعلى تدريباتها النظام الايراني . فأين الثرى من الثريا ايها الاخ العزيز ؟ وعذرا لهذا الاختصار , فالموضوع لا يستحق توضيح اكثر لعدم وجود اية مقاربات , او سبب للمقارنة بين الاثنين . وأرجو ان لا تكون تفاهة تجربتنا ( الديمقراطية ) وفشلها دافع لإجراء مقارنات غير معقولة .