
عن اي شرف تتحدثون ؟!/ عزيز العراقي
الكتل السياسية المتنفذة , وبالذات ( التحالف الوطني ) , لن تقدم على حل الاصلاح الوزاري ب ( العيني والاغاتي ) رغم كل الضغوط الشعبية التي تكاد ان تتحول الى ثورة جوع وكرامة . ليس لفقدان بعض المناصب الوزارية فقط , ولكنها تدرك انها الخطوة الاولى في طريق الاصلاح الشامل وفي المقدمة منها الغاء المحاصصة الطائفية اساس مشكلة العراق وأساس استمرار هذه الطغمة في تنفذها . مصلحة الشيعة ليست في وحدة القائمة الشيعية كما يردد ازلام " التحالف الوطني " , مصلحة الجماهير الشيعية مرتبطة بوحدة المصالح المشتركة لجميع العراقيين الفقراء بمختلف طوائفهم , وهذا ما ادركه الجميع , وفي المقدمة منهم الجماهير الشيعية التي انتفضت قبل غيرها .
القيادي في دولة القانون وعضو المكتب السياسي في حزب الدعوة صلاح عبد الرزاق صرح الى " المدى برس " يوم 21/3/2016 الى ان " كل السيناريوهات مفتوحة اليوم في ظل الاعصار السياسي الذي يحدث الآن في العراق , والذي دعا الرئاسات الثلاث الى الاجتماع لأكثر من مرة خلال اسبوعين " . مبينا ان " هناك اجتماعات متتالية لكل الكتل السياسية , الامر الذي يعني ان هناك قلقا لدى الجميع " . وبين عبد الرزاق ان : " اميركا تستطيع التدخل في حال تعرضت الحكومة الى خطر لان واحدا من بنود الاتفاقية الامنية ان توفر الحماية للنظام السياسي والعملية الديمقراطية " . والجميع يذكر ان السيد عبد الرزاق وهو من صقور الدعوة كما يحلو تسميته ا للمعلقين السياسيين , كان اكثر المرددين بان المالكي هو من استطاع ( قلع ) الاحتلال الامريكي .
دولة القانون تعتقد ان الاحتجاجات والاعتصام موجه ضدها , ويستهدفها هي وحزبها الدعوة . وهو في جانب منه استنتاج صحيح بحكم قيادته للعملية السياسية والحكومية منذ ازاحة صدام ولحد الآن , حتى باتت دولة القانون في ذهن العراقيين هي الرمز الذي اكمل تهديم العراق بعد نظام صدام . ورغم ان جميع القوائم السياسية المتنفذة مشمولة بهذا الرفض لكونهم المستنقع الكبير للفساد واللصوصية , الا ان دولة القانون هي الاكثر رعبا من خلال تصريحات قياداتهم التي تواترت اكثر من باقي المشمولين بهذا الرفض .
المالكي ينفي وجود كلمة ( اعتصام ) في الدستور , ولذلك هذا تصرف غير دستوري . ولكن سرقة المال العام وإشاعة الفساد , ونشر الصراع الطائفي , وتضييع ثلث العراق بعد اطلاق سراح الالف ارهابي من سجن ابو غريب قبل احتلال الموصل بفترة قصيرة ( موجود في الدستور ) . اما رئيس لوزراء السيد العبادي فقد اعلن رفضه التضييق على حركة المرور وحريات المواطنين بهدف تحقيق الاصلاحات , وأشار الى ان امن بغداد وباقي المحافظات اصبح يتطلب جهودا وإمكانات اضافية بعد الاعتصامات التي شهدتها العاصمة . ولحد الآن لا يدرك السيد العبادي معنى هذه الهبة المصيرية التي لن تتردد في سحق كل الحثالات التي اوصلت العراق لهذا التردي , وأما ان يكون العراق او سيبقى رهينة عند هذه الحثالات الى اجل غير مسمى .
من جانب آخر نشر موقع " صوت العراق " يوم 29/3/2016 نص مبادرة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى التي تبناها التحالف الوطني والرئاسات الثلاث . ولماذا لم يتبناها التحالف الوطني والرئاسات الثلاث ؟! مادام المادة الرابعة تقول : تحدد مدة 90 يوما لتنفيذ المبادرة ابتداء من 1/4 .. ويحدد تاريخ 1/7/2016 لتقييم ما تحقق وتقييم التزام جميع الاطراف بالواجبات الملقاة على عاتقهم وتقديم الخدمة (يقصد الحزمة ) الاصلاحية الثانية . والمادة السادسة تقول : توقع جميع القوى المشاركة بالحكومة على تفاصيل هذه المبادرة وتعتبر وثيقة شرف تكافلية بين جميع الاطراف . ولا نقول اكثر من: عن اي شرف تتحدثون ؟! وكأنهم ( التحالف الوطني والرئاسات الثلاث ومن معهم من باقي الكتل ) اطراف تهمهم الاصلاحات وليس الطرف الوحيد المتهم من قبل المطالبين بالإصلاح .
كان في رغبتي ان يكون العنوان ( شلع قلع ) كما قالها السيد مقتدى الصدر في حق هذه الزمر التي لا تعرف غير ( ما ننطيهه ) , الا ان الخوف من ان يتحول السيد مقتدى الى " الحاكم بأمره " , وعندها سيؤكل رأسنا بأننا انسقنا وراء التيار الصدري وزغنا عن مطالب تيارنا المدني . دون الالتفات الى ان السيد مقتدى هو الذي جدح شرارة ازاحة هؤلاء في هذه اللحظة التاريخية الفارقة قبل ان نعرف ما ستؤول اليه الامور .