خواطر (4)Vعلامة النصر / د. خليل الجنابي

لقد تعودنا على مشاهد رفع الأيدي بعلامة  الـ ( V  ) وهي رفع  إصبعي السبابة والوسطى بينما بقية الأصابع مضمومة ، وتعني النصر ( Victory ) . وأصبحت محببة لدى الناس كباراً وصغاراً نساءاً ورجالاً ، إستعملوها في الفرح والإنتصار ، إستعملوها في الحركات الإحتجاجية في كل أنحاء العالم تقريباً  وحركات السلام المناهضة للحرب ، وكذلك في الإحتفالات بأيام الأعياد الوطنية التي تُذكرهم بالإنتصارات التي حققتها الشعوب في دفاعها عن حريتها وإستقلال بلدانها ، وأُستعملت عند إستعراض القطعات العسكرية وهي تمر من أمام منصات الإحتفالات ، وإستعملها أيضاً المشجعون لفرقهم في المسابقات الرياضية قبل بدئها .

إستعملها القادة  العسكريون والسياسيون أيضاً علامة على إنتصارهم في الحروب الطاحنة التي خاضتها قواتهم خاصة في الحرب العالمية الثانية وإنتصارهم على ألمانية النازية .

الإشارة في الأصابع لها معاني مختلفة عند العديد من الشعوب ، فيها إشارات تعني الموافقة والقبول والإعجاب كألإشارة بالإبهام  في حالة أن يكون الإتجاه إلى الأعلى ، أما إذا كان إتجاه الإصبع إلى الأسفل يعني العكس أي الرفض والإستنكار .

أما إستعمال الإصبع الأوسط فحدث ولا حرج من المعاني المخلة بالآداب العامة . كما أن رفع علامة النصر  وراحة اليد إلى الداخل تعني المهانة ، وأن تكون راحة اليد إلى الخارج تعني الإنتصار  .

الأصابع لها معاني وإشارات كثيرة في حياتنا العامة والخاصة , ويبدو أن من أُصيب بـ ( الخرس ) وعدم مقدرته على الكلام هم أكثر الناس مقدرة على فك طلاسم حركات الأصابع ، فنراهم يبتسمون أو ينزعجون لبعض الحركات دون أن نعي معناها ، لكنها أصبحت قواعد عند الشعوب لا زالت تمارسها حتى الوقت الحاضر .

كما لا ننسى التلويح بالأصابع ( البنفسجية ) أثناء الإنتخابات وإختيار ممثلينا الذين نتظاهر اليوم ضدهم  في ساحات التحرير في أطراف العديد من المدن العراقية الأبية .

وهناك الكثير من الناخبين أشاروا إلى أنهم سيقطعون أصابعهم ندماً على إختيارهم من نكثوا بالعهد ولم يحققوا شيئاً مما وعدوا به .

لقد رفع الآلاف من المتظاهرين شعارات المطالبة بالإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها ، وضد الفساد وسراق المال العام وضد البطالة والجهل والتخلف والمرض وإنعدام الخدمات ، كما رفعوا إلى جانبها علامات النصر ، إشارة منهم إلى أن شعاراتهم التي رفعوها من أجل الخبز والحرية والدولة المدنية لا بد وأن تنتصر إن عاجلاً أم آجلاً .