
بناء الاوطان يكون بالعمل/ طارق عيسى طه
والاجتهاد فقط على سبيل المثال المانيا
عندما استسلمت المانيا النازية كان امام الشعب الالماني واجبات اكثر من الكبيرة حطام المباني التي تساوت مع الارض , انهيار العملة الالمانية بحيث كانت مئات الالاف من الماركات لا تكفي لشراء رغيف , الصناعة صفر , الزراعة صفر ,أثار الحرائق , الاشلاء المتناثرة , القمامة المنتشرة اعمال التهريب وانهيار مصادر الغذاء بحيث تم بيع جثث القطط على اساس انها ارانب ,وهكذا اخذت جيوش الحلفاء مهمة ادارة بلد محطم واطلاق سراح السجناء من معسكرات الاعتقال , ارادة شعب مسحوقة ,محاكمة قادة النازية في نورينبيرك , وبدات الخلافات بين الاتحاد السوفياتي من جهة والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وباقي الحلفاء من جهة ثانية بعد مؤتمر يالطا وبدء الحرب الباردة والتجاذب لتثبيت سلطة هذه الدول التي حررت الشعب الالماني من قبضة النازية المجرمة التي ارادت استعباد شعوب العالم تحت شعار المانيا فوق الجميع . لقد لعب مشروع مارشال الامريكي في المناطق الغربية دورا كبيرا في بناء صناعة متطورة جديدة ومن الصفر, وجامعات ومستشفيات فاقت حتى الصناعة البريطانية التي اعتمدت على صناعتها القديمة وتصليح مصانعها , اما المنطقة الشرقية منطقة الاحتلال السوفياتي فقد صادر السوفييت جميع السكك الحديدية في المناطق التي كانت تحت تصرفهم , والسبب هو ان الاتحاد السوفييتي عانى الكثير من جراء الحرب العالمية الثانية منذ بدايتها وتم احتلال مناطق شاسعة منه وكان بحاجة الى الغذاء وليس كالولايات المتحدة الامريكية التي دخلت الحرب في سنواتها الاخيرة متذرعة بالهجوم وقصف قاعدة بيرل هابر , فبالرغم من معرفة الامريكان بنوايا اليابان فلم يحركوا ساكنا في الدفاع عن القاعدة لتكون مبررا لاقناع الشعب الامريكي بضرورة دخول الحرب العالمية الثانية , فكان باستطاعتهم انجاح مشروع مارشال لان الولايات المتحدة الامريكية كانت بعيدة عن القصف الالماني كما حصل مع بريطانيا وفرنسا. لقد كانت ارادة الشعب الالماني قوية وشمر عن سواعده في المناطق الشرقية والمناطق الغربية لاعادة بناء الصناعة والعمران وكل ما حطمته الحرب فقد خرجت النساء العواجيز لازالة الاحجار ومخلفات العمارات وخصص الشعب الالماني ساعات اضافية وتقليل مناسبات الاعياد والعطل الرسمية وفي البداية كان يشتغل ايام السبت والاحد . العامل الالماني يحترم اماكن العمل ويقوم بتنظيف الماكنة وكل ما يتعلق بالعمل والمكان اذ ان الماكنة هي مصدر رزقه الشخصي وواجبه الوطني المقدس , وما ايام العطل مثل السبت والاحد الا بعد ان كانت هناك طفرات في الانتاج وتقدم في الصناعة والزراعة . ان الشعب الالماني يقوم برقابة شعبية وهي قد اصبحت من التقاليد فلا يحترم من يتغيب عن العمل او الذي لا يعمل باخلاص , الالماني يذهب الى العمل وهو مريض اذا لم يكن المرض خطيرا ,اليوم وبعد ان اصبح الاقتصاد الالماني اقوى اقتصاد في اوروبا , فقد تاثر ايضا بالازمات الاقتصادية العالمية وازداد عدد البطالة على 5% فيجب على المواطن ان يداوم وينشط ليس من اجل زيادة الانتاج فقط بل للمحافظة على مكان عمله والمعروف بان النقابات الالمانية فقدت دورها القيادي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وطرد العمال اصبح اسهل من السابق .هذه نبذة مختصرة نستطيع ان نهتدي بها من اجل اعادة بناء العراق وان لا نبالغ في كثرة الاعياد والانقطاع عن العمل فامامنا الكثير من الجد والاجتهاد ويجب ان يكون العمل من الواجبات الوطنية لا يختلف عن حمل البندقية للدفاع عن حدودنا ولنشمر عن سواعدنا من اجل مكافحة الامية فقد ورثنا جهلا كافرا بسبب الحصار والحروب العبثية التي لا زلنا نعاني منها .