
يجب ان تكون الامطار نعمة لا.. / طارق عيسى طه
تتعرض الكثير من بلدان العالم الى مشاكل الجفاف التي تستمر عدة سنوات اما نحن فنتعرض في الصيف الى الجفاف وفي الشتاء الى اخطار الفيضانات , ان هذه الظاهرة ان دلت على شيئ فتدل على سوء الادارة وعدم استخدام موضوعة الرجل المناسب في المكان المناسب واستتباب الفساد المالي والاداري واتباع سياسة المحاصصة البغيضة ونتيجة لعدم محاسبة مزوري الشهادات مما أدى الى الفوضى القائمة واستشراءالانتهاكات التي لا نجد لها حدودا رادعة وثوابت نهتدي بها وضياع بوصلة الحق وقيمة المواطن الذي هو دائما الضحية التي تدفع الثمن .لقد صرحت النائب فيان دخيل رئيسة لجنة الخدمات في مجلس النواب الى الفضائية البغدادية بان هناك انتهاكات من قبل شركات ومسؤولين في عمليات بناء مشاريع المجاري في بغداد مثلا هناك عقد مع شركة بتاريخ 12-7-2011 لبناء المجاري المدة لتنفيذ العقد هي ثلاثون شهرا لحد يومنا هذا لم يتم تنفيذ سوى 5% من المشروع ومشروع اخر تم عقده بتاريخ 29-9-2011 على شرط ان يتم التنفيذ خلال احدى عشر شهرا نسبة الانجاز 15% وهناك عقود تاخذها الشركة وتستلم الفلوس مقدما وتعطيها الى شركات اخرى وهكذا دواليك ينتقل المشروع من شركة الى اخرى ,المعروف بان المجاري تلعب دورا كبيرا لتصريف المياه وهناك مليارات من الدولارات صرفت اي ذهبت الى بطون الحيتان التي لا تشبع . ان بناء السدود ضرورة وطنية كبيرة وخاصة بعد الانتهاكات التي تقوم بها الجارة تركيا ببناء السدود العملاقة التي تقلل من حصتنا من المياه التي تنص عليها القوانين الدولية بين الدول المتشاطئة. ان تنبوءات العلماء بان معركة المستقبل ستكون معركة الحصول على المياه بالدرجة الاولى وان تركيا تعمل بهذا الاتجاه , المفروض ان تقوم السلطة الحاكمة في العراق بالضغط على تركيا التي اصبح العراق سوقا مهما لتصريف بضائعها التي وصل فيها الميزان التجاري عشرين مليار دولار امريكي سنويا , المؤسف ان اهتمامات السلطة الحاكمة هي في الصراع بينها وبين الاحزاب الاخرى وهمها الاكبر الدورة الثالثة لدولة الرئيس .لقد تسببت الامطار في العراق في زهق ارواح الابرياء من الناس لا فرق بين طفل وامراة ورجل اما الاضرار المادية فحدث عنها ولا حرج فقد تهدمت الكثير من البيوت وخاصة من العشوائيات واتلفت مزارع الرز وخاصة في الجنوب من العراق وهذا يخص جميع المزروعات مما سيزيد وارداتنا من المزروعات وتتسبب في ارتفاع الاسعار, واعدمت احواض تربية الاسماك وسوف تستمر الاضرار وخاصة الصحية حيث اختلطت المياه الثقيلة بمياه الشرب وتسربت الى الشوارع الممتلئة بالمياه حيث انتشرت الروائح العفنة , عدا تعطيل الذهاب الى العمل واعطاء عطلة للمدارس فقد وقفت ماكنة الحياة تماما فمن هو المسؤول ؟ المسؤول الاول الفساد المالي والاداري وسرقة اموال الشعب . وكان المفروض ان تكون فيضانات العام الماضي دافعا محفزا لاستقبال الامطار في هذا العام , من الممكن بل الضروري ان تتحول الامطار الى نعمة نخزنها في السدود لاستعمالها في ايام الصيف والجفاف والمؤسف هو عدم وجود ثوابت للعمل النزيه الشريف ومعاقبة المقصرين (من امن العقاب اساء الادب ) وسوف تستمر الاضرار بعد الفيضانات حيث ستنتشر الامراض المعدية والمعروف ايضا ان مستشفياتنا ينقصها الكوادر الطبية والادوية الصالحة للاستعمال حيث سينشط الباعة على الارصفة في بيع الادوية المهربة المعدومة الصلاحية والمواطن هو الضحية الاولى والاخيرة في هذه الدورة الحياتية المقيتة والتي ستؤدي الى موقف الطفلة من الديوانية والتي نشرت على الانترنيت و التي تتمنى الموت للتخلص من الحياة المذلة وسوء المعاملة وتعريض ضحايا الفيضانات الى الجوع والعطش بالاضافة الى الاهانات .